كوسوفو تُطبع العلاقات وصربيا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن صربيا ستنقل إلى القدس سفارتها في إسرائيل لتصبح أول بلد أوروبي يحتذي بالولايات المتحدة، في قرار من شأنه إرضاء القاعدة الانتخابية الإنجيلية للرئيس الجمهوري قبل شهرين من الاستحقاق الرئاسي.

وفي الوقت نفسه، أورد أن كوسوفو، الدولة ذات “الغالبية المسلمة”، وافقت على إقامة “علاقات دبلوماسية” مع الدولة العبرية.

وكتب على تويتر “تهانينا، دول إسلامية وعربية أخرى ستكون التالية”، مشيدا بـ”يوم عظيم آخر بالنسبة إلى السلام في الشرق الأوسط”.

وقمة الجمعة في البيت الأبيض كانت مخصصة رسميا لـ”تطبيع اقتصادي” بين صربيا وكوسوفو اللتين تخوضان نزاعا سياسيا معقدا.

لكن موفد ترامب في هذا الملف ريتشارد غرينيل كان نبه إلى أن “مفاجآت” قد تحصل.

وقال الرئيس الأميركي في بيان إن “صربيا تعهدت بفتح مكتب تجاري في القدس اعتبارا من هذا الشهر، ونقل سفارتها إلى القدس بحلول يوليو/تموز”، لتغادر بذلك تل أبيب حيث مقار البعثات الدبلوماسية لغالبية الدول.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقا أن صربيا ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس فيما ستقيم كوسوفو علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية وتفتح سفارة في المدينة المقدسة أيضا. وبذلك، تصبح صربيا أول بلد أوروبي يقتدي بالولايات المتحدة.

وقال نتنياهو في بيان بالعبرية وبالعربية على حسابته بتويتر “اشكر لصديقي رئيس صربيا قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها”، موضحا أن هذه العملية ستتم “بحلول يوليو/تموز 2021”.

وبعيد ذلك، أعلن مكتب نتانياهو إقامة علاقات دبلوماسية مع كوسوفو التي لم تقم علاقات ثنائية مع الدولة العبرية منذ إعلان استقلالها عن صربيا في 2008.

ونقل بيان عن نتنياهو قوله إن “كوسوفو ستكون أول بلد مسلم يفتح سفارة في القدس”. وشكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لمساهمته” في هذه الانجازات.

وتحتذي صربيا بالولايات المتحدة وغواتيمالا اللتين نقلتا سفارتيهما من تل أبيب إلى القدس في مايو/ايار 2018 في اختراق للتفاهم الدولي حول المدينة المقدسة، الأمر الذي أثار سخط الفلسطينيين.

وتساءلت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عبر تويتر “ما المزيد الذي سيمنحه ترامب لإسرائيل بحلول نوفمبر/تشرين الثاني؟”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخريف.

وتعليقا على نقل سفارة صربيا إلى القدس قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات “فلسطين ضحية طموحات ترامب الانتخابية”.

وكتب عريقات على تويتر أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سيقوم بكل شيء لضمان إعادة انتخابه، حتى لو كان ذلك يدمر السلام”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخريف.

وقال “أظهرت إدارة الرئيس ترامب مرة أخرى التزامها التام بمخالفة  القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وإنكار  الحقوق الفلسطينية من خلال الضغط على بعض الدول وتشجيعها للاعتراف بالضم  غير الشرعي وغير  القانوني  بالقدس الشرقية المحتلة  كعاصمة لسلطة الاحتلال إسرائيل لتحقيق التوسع الإسرائيلي”.

وترى الأمم المتحدة أن قضية القدس يجب أن تكون موضوع اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي انتظار حصول ذلك على الدول ألا تقيم ممثليات دبلوماسية لها في القدس.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمتها لاحقا وتعتبر أن المدينة برمتها عاصمة “أبدية” لها، في حين يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المنشودة.

ويأتي إعلان نتنياهو في شأن صربيا وكوسوفو بعد أقل من شهر على إعلان اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بمسعى من واشنطن.

 

مقالات ذات صلة