قال. .. في اليوم العالمي للراديو؟ ؟ بقلم ..شريف عبد الوهاب

رئيس الشعبة العامة للإذاعيين العرب رئيس الشبكة الثقافية بالإذاعة المصرية سابقا

استمعت للمذيع في الراديو وهو يقول: اليوم  13 فبراير اليوم العالمي للراديو،لقدجآءت فِكرة اَلِاحْتِفَال بهذا اليوم مِن قِبل الأكادِيمِيّة الإسبانيّة لِلإذاعة، ، وَأَقَرَّتْهُ مُنظّمة الأُممِ المُتّحِدة للتّربِية والعُلُوم والثّقافة، اليُونِسكُو فِي دَوْرَتهَا اَلسَّادِسَة وَالثَّلَاثِينَ. وتمّ إقرارُ اَلْيَوْم العالميّ للإذاعة مِن قِبل الجمعِيّة العامّة للأُممِ المُتّحِدة، فَأصبح بذلِك يوماً تحتفِي بِه جمِيعُ وكالات الأُممِ المُتّحِدة، وصنادِيقهَا، وبرامِجهَا، وشركاؤُها، ودعمتِ شتّى الوِكالات الإذاعية هذه المُبادرة، وتدعو اليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة محطات الإذاعة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لإعلان هذا اليوم العالمي.

هنا نظرت إلى الراديو وتجسد أمامي بشرا وليس جمادا, قلت له: اليوم يحتفل بك العالم قال الراديو: لقد مر على اختراعي أكثر من قرن كيف أبدو أمامك قلت: مازلت شابا قادرا على العطاء قال: ورغم هذا ينظر لي البعض إنني في سن الشيخوخةنعم كانت حياتي كلها كفاحا ومغامرة, قلت: نعم إذا كنت قد صورت المعارك وحررت شعوب لكنك أيضا علمت الناس أن الحياة تستحق أن نحياها, ونشرت البهجة واستمعنا منك إلى الأغاني.

قال: جميل إنك تستعيد الماضي, لقد كانت طموحاتي كبيرة وهذه فطرتي الذي صنعت من أجلها.

لم اقتنع بلون من ألوان الحياة بل كانت قناعتي التنوع في الضيوف، في الأغاني، في الأصوات وفي المعلومات التي لاتخدش فضيلة المجتمع, ولقد منحني الله أساتذة كان لصوتهم العذب وثقافتهم العريضة, السبب الأكبر لتأثيري على البشر.

قلت: أشعر أن من بين جنبات صوتك حزن دفين. قال: نعم. . . لم يكن من السهل أن يجلس شخص أمامي إلا بعد أن يمر بإختبارات وبعد ذلك يتم إعداده الإعداد السليم لكي ينطق بكلمة واحدة.

اليوم أجد لاعب كرة يعتزل, غدا يصبح مذيعا”  ويحاور بالكلام كما كان يحاور بالكرة, وغيرهم كثير ليس لهم علاقة بصناعة الكلمة ونطقها, والسبب وكالات الإعلانات التي أصبحت لها الحق الأصيل في اختيار من يقف أمامي, شعرت بضيق شديد وقلت: الحياة غير ثابتة. . . ففي كل عصر رجاله.

صرخ في وجهي: لا تقل هذا. . . عليكم تصويب الخطأ الإنسان يحتاج من حين إلى آخر إلى تعديل ما تعلمه وأنا الرايو قادر على هذا ولكن ليس بهؤلاء الرجال واسمح لي أن أسأل من يقف أمامي سؤالا.

قلت: ما هو؟ قال: ماذا تعلمتم كي تجلسوا أمامي لتعلموه للناس؟ وحتى من يعلم هل هو قادر على إظهار علمه بصوته، إن عبد الله بن زيد هو من تشرف برؤية الأذان في المنام ولكن الرسول (ص) أسند لبلال رفع الاذان بصوته, العالم يتغير وعلي الإذاعة أن تتكيف مع التغير وتبتكر كيف تتعايش مع وسائل الاتصال الحديثة ،فعلينا أن نستعيد  الماضي كي نستفيد، ونستعد لما هو جديد، و يحدث هذا بالتطور وليس بالتدهور.

 

مقالات ذات صلة