جماعة عمان لحوارات المستقبل : التراث الشعبي الفلسطيني ساحة من ساحات معركة مواجهة الإدعاءات الإسرائيلية

حرير – نظمت جماعة عمان لحوارات المستقبل ندوة حوارية الإثنين  الماضي 12 /  8 / 2024 تحت عنوان ” التراث الشعبي الفلسطيني في مواجهة الإدعاءات الإسرائيلية ” تحدث فيها المتخصصان في ألوان التراث الشعبي الفلسطيني ” حسين نشوان ونوال حردان “

وتأتي هذه الندوة الحوارية ضمن جهود فريق فلسطين في جماعة عمان لحوارات المستقبل الهادفة إلى إبقاء شعلة القضية الفلسطينية متوهجة في نفوس الأجيال العربية من خلال جملة من النشاطات الحوارية والتوثيقية وعديد  من المهرجانات والمعارض  الشاملة والمتخصصة التي تقدم وتوثق كافة  الوان  التراث الشعبي الفلسطيني تأكيد على أصالة الهوية الفلسطينية وزيف إدعاءات الكيان الغاصب و محاولاته البائسة لسرقتها وتقمصها .

وقد قال حسين نشوان في حديثه امام جماعة عمان لحوارات المستقبل بأن الزي الشعبي الفلسطيني  يمثل  علامة مهمة في الهوية الوطنية لارتباطه العميق بالجغرافيا والتاريخ الإنساني، إذ يعكس الذاكرة التاريخية التي تشكل وعي الهوية ووسيلة التعبير الرمزي والجمالي عنها.

الثوب المطرز جزء من الصراع
واضاف نشوان بان الثوب الفلسطيني المطرز جزءا من الصراع الذي انتقل من الساحة العسكرية إلى مساحة القماش، وتحديدا بعد سعى الاحتلال الإسرائيلي لاغتصاب الزي بدلالته ورمزيته الحقيقية والمعنوية، عندما اختارت شركة الطيران الإسرائيلية الزي المطرز زيا رسميا لمضيفات “العال”.

وبين  نشوان بان الثوب الفلسطيني يعود بتاريخه لعشرات آلاف السنين بدلالة إحتواء الثوب الكنعاني القديم لشكل من أشكال التطريز اهمها وجود عرق من عروق التطريز فيه لزهرة الترمس التي عرفت كشعار للكنعانيين ،   بالإضافة إلى أن التطريز يعتبر سمة من سمات أزياء الحضارة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط .

و أكد نشوان بأن  الزي  دخل ساحة المعركة والصراع بأدوات جديدة، ودخل منصة العمل السياسي بلغة وخطاب جديدين، وفق حرب استبدلت الرمزيات التراثية وعلاماتها بالرصاص، للدفاع عن كينونتها .

وختم نشوان بان للرمزيات في معركتنا مع العدو الصهيوني أهمية تساهم في حسم الصراع مشيرا إلى حضور الثوب والكوفية الفلسطينية في كل مسيرات ومظاهرات الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية في تحولاتها الكبرى إنتصار للحق الفلسطيني .

اما نوال الحردان فقد أشارت إلى مجموعة من حالات سرقة أشكال التراث الشعبي الفلسطيني من قبل مؤسسات وأفراد الكيان الصهيوني وقالت بان الشعب الفلسطيني له خصوصية في التمسّك بتراثه؛ لأنه يوثّق به تلك الحقوق التي سلبت منه، وحرم منها، فهو مشروع مقاومة.

واضافت الحردان بان  العدو الصهيوني اراد سرقة الزي الشعبي الفلسطيني حيث قامت النساء اليهوديات بارتداء الزي الفلسطيني القديم الذي وجدنه في خزانات  ملابس النساء اللواتي تعرضن للتهجير عام 1948  ، إلا أن ذلك كان  سببا في تشكيل الفلسطينيات تطريزات جديدة دامجة لكل الجهات والمناطق الفلسطينية ” ودمج  التطريزات الفلسطينية  في ثوب واحد”بشكل اكبر وبطريقة تعبيرية عن الهوية الفلسطينية الحقيقية وبهذه الطريقة صار التعرف  على النساء الفلسطينيات وتميزهن عن اليهوديات اللواتي كن يرتدين الأثواب ذات التطريز القديم والذي يكشف عن منطقة واحدة فقط .

رام الله رسمة النخلة

الخليل خيمة الباشا

يافا السرو مع قاعدة

غزة رسمة الوسادة أو المقص

بئر السبع رسمة الحجب

كما سعت اسرائيل على الاستحواذ على الاثواب المزركشة القديمة لارشفتها في الموسوعات العالمية لعرضها في المعارض على انها تراث اسرائيلي ،  وسرقة دولة الكيان للمصكوكات والنحاسيات المعدنية ومصنوعات الفخار وادوات زجاجية  تراثية ومنتجات فنية ، ووضعتها في مختلف المتاحف الاسرائيلية لتنضم الى ما يسمى  التراث الشعبي الاسرائيلي . وصار الزي الرسمي لمضيفات شركة ” العال” الاسرائيلية.

وعرضت الحردان أمثلة من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني المدرج تحت لون أغنيات  المناسبات كالافراح وتوثيق الأحداث و المناسبات الوطنية ، ولفتت إلى حالات سرقة صهيونية لالوان من ألوان الغناء مثل ظهور فرق إسرائيلية تغني الدلعونة  بلهج عبرية على انغام الشباب والأرغول .

وختمت الحردان بمجموعة من التوصيات لمواجهة محاولات العدو الصهيوني سرقة التراث الشعبي الفلسطيني وإدعاءاته الباطلة بأنها جزء من ترابه الشعبي نذكر منها :

  • احياء الشعر والقصيدة والاغنية والمسرحية والفيلم والنثر الفلسطيني، ونشرها بكل الوسائل المتاحة على الصعيد الاعلامي والثقافي.
  • وضع منهاج تعليمي يدرس في التراث الفلسطيني لطلاب المدارس والجامعات خاص بالتراث والهوية على ان يقوم باعداده اكاديميون متخصصون بالتراث الفلسطيني .
  • تفعيل دور المكتبات الوطنية على ان تعمل على اعادة طباعة كل التراث الفلسطيني من بدايات القرن التاسع عشر وفي عهد الانتداب .
  • الترويج للمطبخ الفلسطيني هو جزء من الحفاظ  على التراث والدفاع عن المطبخ الفلسطيني مسؤولية على عاتق كل فلسطيني  بدءا من كل مواطن بشكل فردي  وصولا للحكومة التي يجب ان تتحمل الدور الاكبراما الطهاة فعليهم  دور يتمثل في حفظ الموروث من خلال تقديم  اطباق تراثية بنكهة معاصرة .
  • وكذلك المشاركة في مسابقات عالمية اخرى للطهو بالاطباق الفلسطينية كالفلافل و والمسخن وبعض الانواع الاخرى وتسويقها معلبة او تقديمها في المطاعم العالمية على انها اكلات شعبية اسرائيلية .
  • استغلال الثورة الرقمية والتقنيات الحديثة في توثيق المواد التراثية والعمل على ابراز التراث ونشره وتسويقه من خلال تأسيس متاحف خاصة بالتراث الشعبي الفلسطيني  وكذلك اقامة المهرجانات والمعارض والمؤتمرات التراثية داخل الوطن وخارجه.
  • دور وسائل الاعلام المرئية  والمسموعة والمقرؤة  في عملية بلورة وتشكيل الوعي لدى  المجتمع الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال من طمس وتزوير وتهويد  لتراثهم  وكيف يشكل التراث عنصر توحيد للشعب الفلسطيني في الشتات واللجوء  فكان للتراث حضورا حتى في بلاد الاغتراب .
  • الاعلام عنصرا من عناصر النضال  في تعريف وتوثيق التراث الشعبي الفلسطيني  ويتطلب من ا لاعلام  تسليط الضوء على هذا الموروث الفلسطيني واعطاءه الاولوية في كل المنشورات  لما للتراث  من دور كبير في تعزيز النشاط السياحي والثقافي. 
  • يجب على كل وسيلة اعلامية وطنية ان يكون ضمن كادرها اخصائيون في مجال التراث  بانواعه حتىتكون المادة المطروحة دقيقة في محتواها.
  • العمل على تسجيل المواقع والمباني التراثية ضمن التراث العالمي 
  • ضرورة العمل على استخدام التكنولوجيا الاعلامية الحديثة في التوثيق والنشر لفضح ممارسات الاحتلال تجاه التراث الفلسطيني في الاماكن المقدسة والتاريخية.
  • العمل على تأسيس متحف وطني خاص بالتراث الشعبي الفلسطيني. 
  • الطلب من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم  اليونسكو المساعدة في حماية  التراث الفلسطيني من التزوير والسرقة من قبل الاحتلال ا لاسرائيلي .

مقالات ذات صلة