إدفع بالتي هي أحسن
تقريرخاص ـ حرير
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي أثناء لقاءه مع الرئيس الفرنسي ماكرون حول ضرورة دفع دول الشرق الأوسط مقابل بقاء القوات الأمريكية بالمنطقة لحمايتها مشاعر سيئة من منطق ترامب التجاري الطامع بأموال المنطقة والبعيد عن أسس العلاقات السياسية بين الدول .
بعض المحللين يرون بان منطق ترامب يستهين بمشاعر سياسي وشعوب المنطقة ويخلق شرخا بينهما بسبب الشعور الذي يخلقه لدى الشعوب بمصادرته للقرار الوطني لبلادهم .
ولكن لم تمر ساعات على تصريحات ترمب حتى صدر بيان من السعودية في قراءة النوايا الأميركية يقول إن قطر هي المعنية بالدفع المطلوب.
وقال عادل الجبير أن على قطر أن ترسل جنودها لسوريا، أو تدفع كلفة الأميركيين هناك، وأنه لولا الحماية الأمريكية لسقط النظام في قطر خلال أسبوع.
ويعتقد المحللون بان ترامب لم يقصد قطر وحدها بتصريحاته لأن عينه على كل اموال الخليج العربي ودليلهم على ذلك أنه
وقبل أن يدخل البيت الأبيض خصّ السعودية بالقول: “لديهم مليار دولار يوميا من عائدات النفط وعليهم أن يدفعوا لنا”
وهو لم يكتفي بما جناه من السعودبة من اموال فور انتخابه ، حيث جنى أربعمائة مليار دولار من زيارته للرياض، وقال في مؤتمر صحفي هناك إنه يريدها لخلق فرص عمل للأمريكيين.
ربما يكون بيان الجبير يترجم ضيقا سعوديا بمليارات لا تنتهي تُسكب في خزينة ترمب، وتخصم من أقوات المواطنين السعوديين، وهم يزدادون عسرا داخل دولة ثرية جدا.
محللون عرب ذهبوا لدعوة قطر ودول الخليج لإنهاء خلافاتهما من اجل سلامة دول الخليج العربي التي يتم إبتزازها بمواقف متلونة ضبابية إيحائية فتارة يكون الأمريكيون والغرب مع طرف وأخرى مع طرف آخر .
بعض المحللين دعوا قطر إلى تقديم تنازلات لتحقيق المصالحة حرصا على وحدة دول الخليج العربي وسلامته وأمنه .
الكاتب عبد الباري عطوان رأي بأن “تهديد الرئيس ترامب للدُّول الخليجيّة بأنّ أنظمة الحُكم فيها لن تَصمِد أُسبوعًا دون الحِماية الأمريكيّة جاء في اعتقادنا بهَدف تحذيرها من رَفض خُطَّتِه الجَديدة التي تُطالِبها بإرسال قُوّات إلى شَرق الفُرات في سورية، وتغطِية نَفقات القُوّات الأمريكيّة الرمزيّة التي ستبقى هُناك، وكذلك الطَّائِرات الأمريكيّة التي سَتُواصِل تواجدها في إطار التَّحالُف الدَّولي لقِتال “الدَّولة الإسلاميّة” أو “داعش”.
واضاف عطوان بالقول ” الرئيس ترامب، وباختصارٍ شَديد يتعامَل مع الدُّول العربيّة الحَليفة، والخليجيّةِ مِنها بالذَّات كـ”مَحميّات أمريكيّة” لا يَجِب أن تَدفَع ثمن حِمايَتها فقط، وإنّما تنفيذ المَطالِب الأمريكيّة في إرسالِ قُوّاتِها إلى جبهاتِ القِتال التي تَختارها حُكومَتُه “.
ويرى المحللون بأن ترامب سينتقل إلى دوائر أخرى لكسب الأموال للخزينة الأمريكية
وتحتفظ القوات الأميركية بنحو 750 قاعدة عسكرية في أكثر من 130 دولة من دول العالم، تتنوّع مهامها المعلنة من القيام بالواجبات العسكرية المباشرة أو أعمال الدعم والإسناد اللوجستي أو القيام بعمليات “حفظ السلام” تحت مظلة الأمم المتحدة.
و ينشر الجيش الأمريكي أكثر من نصف مليون جندي وجاسوس وتقني ومعلم وموظّفين ومتعاقدين مدنيّين في أمم (أو دول) أخرى، من أجل الهيمنة على محيطات العالم وبحارِه،
ويذهب الباحث العراقي عثمان علي إلى أنّه استناداً إلى أداء الحكومات الأميركيّة في الكثير من البلدان التي تمّ غزوها، فإن الولايات المتّحدة لن تتخلّى عن أيّ منها من دون الحصول على موطئ قدم دائم فيها. ويذكر مثالاً على ذلك خليج غوانتانامو في كوبا بعد الانتصار في الحرب الأميركية ــ الإسبانية في العام 1898، وكذلك مثاليْ ألمانيا واليابان بعد الحرب العالميّة الثانية، والفلبين بعد الغزو الأميركي، وكوريا بعد الحرب الكورية، والخليج العربي بعد حرب عام 1991. ففي كلّ واحدة من هذه المناطق كان ينجم عن الانتصار العسكري الأميركي، إنشاء قواعد أميركية عسكريّة دائمة ذات أهداف بعيدة المدى.
وكتب الخبير الياباني ماساماتشي س. آينوي يقول: “الجيش الأميركي هو مؤسّسة عالميّة مرنة، تتكوّن من طبقة من المنظّمات المحليّة والقوميّة والفوق قوميّة.. فهو يحافظ على قواعد في تسعة وخمسين بلداً على الأقلّ وله قدرةٌ ضخمة على دخول الحياة المحليّة والـتأثير فيها وحتّى تشكيلها في العديد من زوايا العالم..”