الصين من إفريقيا تغذ الخطى لبناء مبادرة الحزام والطريق

من منطقة القرن الأفريقي مرورا جنوبا نحو رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، تمتد آلاف الكيلومترات من سواحل غربي المحيط الهندي.

تاريخيا، قاد البحار الصيني الشهير تشنغ خه، خلال فترة إمبراطورية منيغ، المبعوثين التجار وقيل إنه وصل إلى منطقة السواحل الشرقية والجنوبية لأفريقيا أربع مرات، غارسا البذرات الأولى للصداقة الصينية-الأفريقية، ومؤسسا المسار التجاري لطريق الحرير البحري العريق.

ويذكر أن هذه المبادرة التي طرحتها الصين عام 2013، تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا على طول ممرات طريق الحرير العريق سعيا لتحقيق التنمية والرخاء بشكل مشترك.

لقد مرت أكثر من 600 سنة على تلك الرحلات الأولى . هذه المنطقة تضم حاليا أكثر الاقتصادات الأفريقية سرعة بالنمو، وتسعى لدفع وتعزيز التكامل الإقليمي عبر بنى تحتية أفضل من خلال التعاون ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

إن المشاريع التعاونية بين الصين وأفريقيا ومنها خطوط السكك الحديدية المكهربة التي تربط بين أثيوبيا المحاطة بالبر من جميع جهاتها بجيبوتي، والسكك الحديدية المعيارية بين مومباسا-نايروبي في كينيا، وجسر مابوتو العابر للبحر في موزمبيق والعديد من المناطق الصناعية التي أنشئت خلال السنوات الأخيرة، ما هي إلا انعكاس للتعاون الناجح ضمن مبادرة الحزام والطريق.

الحلم يصبح حقيقة

وباعتبارها منصة منفتحة وشاملة للتعاون الاقتصادي بين الدول والحكومات، تسهم هذه المبادرة بتغيير حياة الشعوب للأفضل وتعد اليوم عبارة “مجتمع مصير مشترك للصين وأفريقيا” الكلمة الرئيسية لوصف العلاقات بين الصين وأفريقيا. ووراء شعبية العبارة تكمن جهود دؤوبة لزعماء الصين وأفريقيا لإقامة مثل هذا المجتمع من خلال تعميق الثقة السياسية المتبادلة ومواصلة التنمية المشتركة.

ويقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ حاليا بجولة في السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا. وسيحضر قمة البريكس الـ10 في جوهانسبرج في الفترة ما بين 25 و27 يوليو، كما سيزور بعد ذلك موريشيوس.

وتعد هذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها شي إلى أفريقيا منذ توليه منصبه رئيسا للصين عام 2013.

وزار العديد من الزعماء الأفارقة، من بينهم الرئيس الكاميروني بول بيا والرئيس الناميبي هيج جينجوب والرئيس الزيمبابوي إميرسون منانجاجوا الصين هذا العام.

ولطالما حافظت الصين وأفريقيا على تقاليد التفاعلات الوثيقة رفيعة المستوى، مجسّدة الروابط الأخوية بينهما، إلى جانب تصميمهما على تعزيز التعاون البراجماتي من أجل تحقيق مكاسب متبادلة.

وتأكيدا لسعي الصين بناء هذا الطريق الحيوي فقد حصل ميناء ليانيونقانغ شرقي الصين على موافقة لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية بشأن إصدار ما لا يزيد عن ملياري يوان من سندات الشركات القابلة للتمديد، مما يمثل أول المجموعة من سندات الشركات القابلة للتمديد والتي يتم استخدامها لتمويل مشروعات بناء الحزام والطريق.

وتعتبر الموافقة على إصدار سندات الشركات القابلة للتمديد بمثابة مقياس هام آخر للخدمة المتواصلة لبناء الحزام والطريق والدعم المالي القوي للمشاريع الكبرى.

وتسعى الصين جاهدة لجذب الدول العربية للمشاركة بهذه المبادرة وأن تكون جزءا منها .

وضمن هذا الإطار فإن لقاءات وحوارات ومؤتمرات عديدة ستعقد في الأشهر المقبلة من عام 2018 لتحقيق ذلك .

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد عقد مساء  الجمعة الماضي  منتدى اقتصاديا بشأن فرص الأعمال بين الإمارات العربية المتحدة والصين، وذلك في إطار زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلد العربي.

وحضر المنتدى الاقتصادي الإماراتي – الصيني، الذي استضافته كل من وزارة التجارة الصينية ووزارة الاقتصاد الإماراتية، 450 مسئولا وممثلا عن قطاع الأعمال من البلدين، من بينهم وزير التجارة الصيني تشونغ شان ووزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري.

وأشاد تشونغ في كلمته الرئيسية بالاتفاق الذي جرى خلال زيارة شي على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الصين والإمارات إلى شراكة استراتيجية شاملة.

وأشار تشونغ إلى المستقبل المشرق للتعاون البراجماتي بين البلدين في ظل العولمة الاقتصادية والتنوع الاقتصادي، مؤكدا على عزم الصين على تعزيز التجارة الحرة العالمية في مواجهة الأحادية والحمائية.

وأوضح تشونغ أنه حتى الآن سجلت 6 شركات من الإمارات للاشتراك في معرض الصين الدولي للاستيراد المقرر عقده مطلع نوفمبر في شانغهاي، أكبر مركز مالي في الصين.

وحث الوزير الصيني أيضا على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والخدمات والتكنولوجيا الجديدة والفائقة في إطار مبادرة الحزام والطريق.

في السياق نفسه، أعرب المنصوري عن تفاؤله وعن توقعاته الكبيرة بشأن آفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، أكبر شريك تجاري للإمارات.تكون جزءا منها .

 

 

 

مقالات ذات صلة