حان الآن

أكثر ما يثير الاستهجان – وبالمناسبة كل ما يجري هذه الأيام في البلد غير مفهوم وغير مبرر- أن تستطيل قائمة المعتقلين السياسيين كل يوم بالمقابل تقصر قائمة المطلوبين في قضايا الفساد كل يوم..الخائف المرتجف على وطنه، الذي يرفض أن يصفق للاعوجاج، أن يضع رأسه بين الرؤوس ،الذي يناضل أن يورث لأولاده وطناً حقيقياً حيّاً معافى لا جثّة محاطة بالاسلاك الشائكة ،يُعتقل ويحاكم ويتّهم بتخريب البلد، أما الذين تاجروا باسمه وسرقوه ولم ترمش لهم عين وهم يخونونه ويخذلونه ما زالوا أحرارا يمارسون نفس التجارة والسفالة والخيانة والفساد..
حان الآن أن يفرج عن جميع (المعتقلين السياسيين) – وكنت أتمنى الا يكون في قاموس الأردن في القرن الحادي والعشرين في العالم الزاحف نحو الديمقراطية الحقيقية مصطلح (معتقلون سياسيون) – أتمنى أن تفتح أبواب الزنازين على اتساعها ليعود المعتقلون إلى أولادهم وبيوتهم ووطنهم الذي يدفعون لأجله حريّتهم وفقرهم وضيق حالهم، هؤلاء يوم الشّدائد هم من سيحمون وطنهم لأنهم دافعوا عنه عندما صمت الآخرون ،وقالوا كلمة الحق عندما جامل ونافق المنتفعون،ودفعوا الثمن مقدّماً عندما بخل الآخرون..هؤلاء هم الذين لا يعرفون مبدأ المساومة،ولا المزاودة …افتحوا بوابات السجن ،افتحوا بوابات العيد لأبناء الوطن الحقيقيين..
صهيب نصر الله،محمد خليل أبو عجاج،مالك الجيزاوي..ثلاثة شباب شاركوا بمسيرة (تاج مول) ومارسوا سلميتهم بالاحتجاج على ورشة البحرين بترتيب من أحزاب أردنية مرخًصة،المدهش أن موقفهم ينسجم تماماً مع موقف الدولة الرافض لصفقة القرن ومع ذلك اعتقلوا..المعارض يعتقل والمؤيد يعتقل؟..
افتحوا بوابات السحن، فالقيد لا يليق بمن يخافون على أوطانهم أكثر مما يخافون على أنفسهم..افتحوا البوابات للأحرار :معارك أبو تايه، صبري المشاعلة ،سويلم المشاقبة ، والاستاذ المربي معاوية الشواورة،نعيم أبو ردنية ،طه الدقامسة ،كميل الزعبي،المعتصم بالله السالم،عبد الله الوريكات،علي الدماني الحويطات،سمير النمراوي،احمد عدنان المحيسن،أديب ابو ناموس،أكرم قباعة، متعب المناصير،عبدالله المحارمة، يوسف بني حمد،احمد اللحام،سالم العبيدية،محمود اللوزي،عدي التلهوني،عامر الترابين،مراد المجالي،مؤيد العجارمة،عطا العيسى،عبد الرحمن السرحان،حسين السرحان،محمد السرحان،سلطان السرحان، عادل العتوم..وغيرهم،و سامحوني ان نسيت أو سهيت عن اسم أي حرّ فالمطلب لجميع الأحرار.

من يستحق السجن الحقيقي،من أدخل الاسرئيليين الى أرضنا أول أمس،وسُكت عنه ،وسهّل لهم مهمتهم، وجعلهم يعيدون سيناريو احتلال فلسطين بصورة أكثر وضوحاً، صلوات دينية،أفلام ، أحافير تثبت أحقيتهم، شراء أراض ثم الاحتلال..

ستبيّضون صفحاتكم عندما تبيّضون سجونكم..حان الآن خروج “الشباب الوطني” من سجنه!
احمد حسن الزعبي

مقالات ذات صلة