الإحتفال بيوم الزي الفلسطيني بمختلف أنحاء الأرض الفلسطينية

حرير ـ أمام مبنى بلدية رام الله وسط الضفة الغربية، اجتمع الفلسطينيون ، أفراداً ومؤسسات وفرقاً شعبية ضمن الفعالية المركزية لإحياء “يوم الزي الفلسطيني“، الذي يوافق 25 يوليو/تموز من كل عام. غنى هؤلاء ورقصوا قبل أن يتوجهوا إلى مركز البيرة الثقافي وسط مدينة البيرة القريبة من مدينة رام الله، مارين بشوارع المدينتين.

 



مواجهة تزوير إسرائيل للتراث

منذ 5 أعوام ويحتفل الفلسطينيون بيوم الزي الفلسطيني في 25 يوليو/تموز من كل عام، ليوجهوا رسالةً قوية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاول جاهدةً بكل الطرق تجريد الفلسطينيين حتى من لباسهم التقليدي، وسرقته على الملأ، كما سرقت الأرض وهجّرت أصحابها، إذ انتشرت قبل سنوات صور مُضيفات الطيران الإسرائيلي، وهنّ يلبسن الثوب الفلسطيني في مطارات فلسطين المحتلة.

لكن الرد كان سريعاً من الشبان الثلاثة: عزام سلامة من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ونجوى عدنان من مدينة نابلس شمال الضفة، ولانا حجازي اللاجئة من الأراضي المحتلة عام 1948، إذ شكلوا مبادرةً تحمل اسم الزي الفلسطيني، تحولت لجمعية فيما بعد، تحمل الاسم نفسه. ودعوا الفلسطينيين نساءً، ورجالاً، وشباباً، وأطفالاً، وشيوخاً إلى ارتداء الزي التقليدي في هذا اليوم، فالإناث يتزيّنّ بالثوب وغطاء الرأس مثل الخِرقة أو الواقة، والرجال يلبسون القمباز والحطة والعقال، والعباءة لمزيدٍ من الهيبة، كلٌّ بحسب لباس منطقته. ويجتمع هؤلاء جميعاً ليتحول الأمر بعدها لمسيرات من الفرح والغناء والرقص الفلسطيني الأصيل في شوارع المدن والقرى والحارات.

عرس حاشد
نساء قرية بتير غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية جئن متحمسات للمشاركة، مدت العروس يديها وخضبنها بالحناء، بعد أن قمن بعجنه ووضعه في صينية وتزيينه بورق شجر الزيتون. ثم غرسن الشموع وسطه، مرددات الأغاني الفلسطينية التقليدية في مثل هذه المواضع، مثل: “يا حنة يا اخظر يا لايق (مناسب) ع إيديا غنوا للعريس الغالي عليا”.

من مختلف المدن الفلسطينية جاءت الفرق الشعبية للمشاركة؛ فقد زفت العريس فرقة الزيتونة للتراث الشعبي من مدينة نابلس، التي يقول أحد أعضائها كنعان الجمل لـ”العربي الجديد”: “ألبس اليوم القمباز السُرّطلي وهو نوع قماش خاص ببلاد الشام، ومشاركتنا اليوم لإعطاء الصورة الحقيقية والواضحة لفلسطين بأن التراث مشكّل للعلاقات الاجتماعية في فلسطين، وعلى أساسه ينطلق النضال ضد الاحتلال الذي يحاول طمس تراثنا”.

في الاحتفال بيوم الزي الفلسطيني، شارك كذلك مركز حسن مصطفى من بتير، وفرقة زنار النسوية للغناء من عصيرة الشمالية في نابلس، وفرقة عساكر الشمال للدبكة، ورجال البيرة الذين قدموا السحجة البيراوية، وغيرها من الفِرق، كلها فرق جاءت لتؤكد هوية الفلسطينيين في تراثهم وعراقتهم.

الهوية والتراث
تتحضر مدن وقرى فلسطينية أُخرى لاستقبال فعاليات يوم الزي الفلسطيني، الذي يستعيد الفلسطينيون فيه فرحهم وهويتهم الأصيلة، ويواجهون بالأهازيج الشعبية كأغاني النساء وأهازيج الرجال من السامر وغيره ورقصات الدبكة والدحية، كذب إسرائيل التي تعول على الزمن لينسى الفلسطينيون موروثهم وهويتهم الوطنية.


بعضهم يستعين بلباس أجداده أو ما تبقى منه، والآخر توفر له جمعية الزي الفلسطيني ثوباً أو قمبازاً، وتقول نجوى عدنان وهي من المؤسسين لمبادرة وجمعية “الزي”، في حديث لـ”العربي الجديد”: “إن الجمعية عملت على جمع الأثواب والأزياء التقليدية الفلسطينية من كل المدن الفلسطينية، وحتى أثواب القرى المهجرة التي لم تعد موجودة أو يصعب الحصول عليها”.

مقالات ذات صلة