الخطر داهم ، فهل نأخذه على محمل الجد .. حاتم الكسواني

يشهد الأردن هجمة شرسة على أكثر من صعيد وهي تهدف إلى النيل من ثوابته المعلنة وقيمه الإجتماعية ومكونات صموده الإقتصادي .

ومما لاشك فيه بأن من يستهدفون  الأردن كثر بدء” بعدونا  الصهيوني  فصديقنا الأمريكي  ثم أخونا اليعربي ومواطننا الأردني  ، ولكل منهم  أهدافه ومآربه المعلنة والخفية التي تتكشف يوما بعد يوم.

كل هؤلاء اعملوا معاولهم هدما بكل عناصر قوة هذا الوطن وممكنات ثباته .

فقد عملوا على إثارة الفتنة بين شرائح المجتمع الأردني ومكوناته، ثم ذهبوا لتحطيم عناصر قوته الإقتصادية “ودون تفاصيل” سحبوا البساط من تحت أقدامنا بتدمير قطاع السياحة العلاجية والسياحة التعليمية وقطاعات الصناعة والتجارة والتعليم والصحة والسياحة التي وبايدينا ارهقناها بإجراءات وقوانين متتالية مربكة ،  رفعت من كلفنها وافقدتها كفاءتها و مزاياها التنافسية :

“تغييرات مفاجئة بالأنظمة والقرارات والإجراءات والقوانين ، ومزيد من الضرائب والرسوم ورفع لأسعار المياه وكل مكونات الطاقة  ”

ومن جانب آخر فقد  تم تقليص المساعدات المالية للأردن من الشقيق والصديق لينوء تحت وطأة الديون وعدم القدرة على تنفيذ خططه ومشاريعه الإستثمارية التي ترفع نسبة الناتج الكلي الإجمالي و المولدة لفرص العمل ، ناهيك عن اللجوء لتشويه صورة الأردن  في عيون الراغبين في الإستثمار فيه  بدعوى شيوع الفساد والرشوة في مؤسساته المسؤولة عن رعاية الإستثمار وتمكينه وفي باقي مفاصل الدولة الأردنية  ، الأمر الذي دعا الراغبين بالإستثمار في بلادنا للعزوف عنه.

و لعبت وسائل التواصل الاجتماعي وخطط الحرب السبرانية التي شنتها القوى المعادية للأردن وبمساعدة نفر من المتعاملين الأردنيين ضعاف النفوس اللاهثين وراء الوعود بالشهرة والمال والجاه والمناصب الرفيعة دورا تدميريا بتنفيذ مخططاتهم بإثارة الإشاعة والأكاذيب التي خلقت حالة من البلبلة والتشكيك بقدرات مجتمعنا وعناصر قوته وإنجازاته  .

وتكشفت أخطر مراحل المؤامرة ضدنا بإستهداف الأردن الوطن والإنسان بما رشح عن أهداف صفقة القرن المتمثلة بنية دحرجة الكل الفلسطيني ” القضية والإنسان ”  للحضن الأردني.

بل تمادى الصهيوني الذي ما انفك يدعي بحقه التاريخي بأرض الأردن مدعيا بحقه التاريخي بمرتفعات البلقاء وجنوب الأردن ومدينة البتراء حيث يعد العدة لتنفيذ مراحل قضمها يوما بعد يوم  ، فهو يهيء الذهنية العالمية بحقه المزعوم هذا بشتى الوسائل والدلائل التاريخية الكاذبة ،  ويقوم بحملاته الإعلامية والسبرانية تحقيقا لهذا الغرض دونما اي مواجهة موازية بنفس الوسائل والمقدار  من قبلنا ،  ودونما أي إعلان لحالة طوارئ لمواجهة خطر داهم لا محالة  .

فهل سنبقى نجتر ذات الأساليب العقيمة بإنتظار نتائج ما يقترفه الأعداء ضدنا ،  ونخسر أوطاننا ..  ام اننا سنرقى لمستوى الحدث فنبدأ فعل مقاومة شاملة تبدأ بتنظيف ضعاف النفوس في مجتمعنا وقصم ظهر الفساد والفاسدين  والبدا بإعادة البناء الشامل لمؤسساتنا وترميم الضرر الذي أصاب قطاعاتنا الإقتصادية بعملية يرافقها عملية بناء منظومة إجتماعية وإقتصادية وأمنية  قادرة  على الذود عن حياض الأردن وكامل ترابه  الوطني بشكل يجعل كل من يفكر بالإعتداء على سلامة مكوناته وأراضيه  يفكر مرارا وتكرارا.

الخطر ماثل أمامنا ولابد لنا من وقفة عز جادة .

 

مقالات ذات صلة