هل تلك خطة بديلة في درعا…عمر عياصرة
بشكل مفاجئ، نفذ جيش “خالد بن الوليد” التابع لتنظيم الدولة في حوض اليرموك، هجوما عسكريا واسعا، ضد مواقع يسيطر عليها الجيش الحر، وكبدها قرابة الـ100 قتيل وجريح، ثم عاد وتخلى عن المناطق التي احتلها.
الى الان لم افهم لماذا تُرِك هؤلاء في منطقة الجنوب السوري، ما الذي يبقيهم على قيد الحياة رغم الحصار، ووجودهم مصلحة لمن، وما دورهم في المرحلة المقبلة.
حين كنا نستفسر من البعض المختص بالشأن السوري عن جيش خالد التابع لداعش، كان الجواب، انهم من عشائر المنطقة، ولا دخلاء من الخارج بينهم، وبالتالي سينصهرون لوحدهم بعد تحلل بنية تنظيم الدولة.
ما أنا متأكد منه، ان الاردن يعرف عن هؤلاء الكثير، يراقبهم، ويدرك خطرهم، لكن ثمة مقاربة (ما باليد حيلة) فيما يتعلق ببقائهم واستمرارهم الى اليوم.
لكنهم وبعد الموت النسبي للتنظيم الام، لا زالوا على قيد التنفس، يضربون بقوة النار والسلاح الثقيل، يثيرون الاسئلة عن المستثمر فيهم، ويثيرون عندي وفي عمان قلقاً لا يمكن تجاهله.
من الذي حركهم، ولمصلحة من يريدون ضرب الجيش الحر في درعا، اهي حمى النهاية، ام ان لنظام بشار يد في تحريكهم، تمهيدا لأمر ما في الجنوب السوري.
السؤال الاخطر يكن في الاشتباه بعلاقة ما بين ضربة خالد بن الوليد في درعا وما يجري في الاحياء الجنوبية لدمشق (مخيم اليرموك والحجر الاسود)، حيث يحاصر نظام الاسد التنظيم.
هناك اخبار تحدثت عن مفاوضات بين جيش النظام وبين عناصر تنظيم الدولة في جنوب دمشق، لنقلهم الى حوض اليرموك، ويقدر عدد مقاتلي التنظيم بأكثر من 1200.
واعتقد جازما انهم في حال ترحليهم لحوض اليرموك، سيقلبون المعادلة العسكرية، ناهيك عن احتمالات ان تتحول درعا لنقطة جذب لفلول التنظيم.
الاردن عبر عن اعتراضاته لبعض الخروقات، واظنه قلق جدا من التطورات الجارية في الجنوب، ويحرص على المحافظة على مناطق خفض التوتر كخيار اردني ذي اولوية كبيرة.
لكن، اود طرح سؤال مهم، عن جدوى محافظتنا على هذه الرؤية، وهل هناك “خطة بي”، وهل نملك منع دمشق من ترحيل دواعش الى حدودنا، لا اعرف، قد نملك خطة ولا نملك، لكن في النهاية نحن مع الدولة في هذا التحدي الصعب.