عندما يقيم المعجبون بالنمط الغربي اداء إعلامنا

حاتم الكسواني

فمثلا أحدهم ينكر على الإعلاميين عدم تماسكهم خلال تناولهم مايجري في غزة ويضعفون أمام مشاهد القتل والتدمير وتقطيع أوصال أطفال ونساء ومواطني غزة فيجهشون بالبكاء ، بل أنه يستنكر سلوك الصحفي العراقي ” منتظر الزيدي ” الذي ضرب بحذائه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن الذي دمر العراق مرتكزا على كذبة إمتلاكه أسلحة دمار شامل .

ويدعو الكاتب الإعلاميين إلى عدم الخلط بين عملهم ومشاعرهم الشخصية مفترضا بأن عالم الإعلام اليوم يمثل المدينة الفاضلة .

وهنا فإنني أعتقد بأن العالم تخلى عن هذه النظرة الأكاديمية المثالية لوظيفة الإعلام الذي نحى نحو الإصطفافية وخدمة الأجندات العدوانية والإستعمارية والإقتصادية .

واعتقد بأن في إعلام اليوم  مدرسة إعلامية تجيز جهر المذيع برأيه وتصنفه مهنيا ب “المذيع المشارك”  فبعض المذيعين يتمتعون بثقافة سياسية ومعلوماتية اثرى من ثقافة ومعلومات كثير من المحللين والخبراء الذين يقومون بمحاورتهم .
وبكل الأحوال تجيز المدرسة الإعلامية الحديثة “الإصطفافية”  التي غابت عنها الموضوعية والحيادية للمذيع  ان يكون صاحب الكلمة القاطعة و الأسئلة الإستيضاحية التي تخدم موضوعه وتجيب عن تساؤلات مشاهديه ومستمعيه.

لقد شهدنا تراجع  مدرسةالحيادية والموضوعية وديموقراطية المعالجة التي صدعوا رؤوسنا بمهنيتها في B.B.C و C.N.N وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية  ، ورأينا كيف اطرت حملتها الدعائية لصالح الكيان الصهيوني بالابتعاد عن الموضوعية وعدالة المعالجة بالإصرار على سؤال كل ضيف .. هل تدين مافعلته حماس في السابع من أكتوبر كشرط للدخول في المقابلة معه .

فهل ذلك حلال لهم وحرام علينا .. وماعلينا إلا الخضوع لوصفتهم الإعلامية التي تخدم قضاياهم و تهدم قضايانا
نعم لحذاء الزيدي ولا لإستهداف الصحفيين الفلسطينيين بالقتل لتعمية الحقيقة وتغييبها  .

وارجو ان لا نتمثل بيت الشعر القائل
أحرام على بلابـله الدوح …. حلال للطير من كل جنس؟
الم يشاهدوا تطرف مذيع القناة 14الإسرائيلية الذي يجهر بتأييده لإبادة الفلسطينيين وأنه لا يستطيع النوم قبل متابعته لمشاهد إضافية من تدمير أحياء ومنازل غزة
لماذا مطلوب منا أن نلتزم بمعايير الحيادية والموضوعية الإعلامية وأن لا ننحاز لأجنداتنا الوطنية بينما الآخرون ينفثون سمومهم علينا صباح مساء .
واقع الحال ان وسائل الإعلام كلها إبتعدت عن الحيادية والموضوعية ولكل منها اجندته وإنحيازاته وإصطفافاته وهي تعيش حرب الاجندات والتضليل. .
اما إذا أردنا توازنا في وسائل إعلامنا فلابد أن تلعب دورا وطنيا تنويريا وتحصينيا صادقا تقدمه لأبناء الأمة ولابد لها أن تقوم بكشف زيف وسائل الإعلام المعادية وتعرية أغراضها السلبية التي تستهدف زعزعة قيمنا واخلاقياتنا وعناصر قوتنا التي تصعب عليهم عملية النيل منا .
فلولا إيمان اهل غزة وتمسكهم بقيمهم الدينية الإسلامية لانهزموا وهجروا وطنهم وحققوا للغزاة المعتدين الصهاينة كل  أغراضهم  .

يحدث ذلك عندما يقيم المعجبون بالنمط الغربي اداء إعلامنا

مقالات ذات صلة