الأردن يترقب موجة وبائية رابعة قد تشتبك مع الثالثة

حرير – يستعد الأردن لحدوث موجة وبائية رابعة من فيروس كورونا المستجد، في ضوء انتشار متحور “أوميكرون” حول العالم والمعروف بسرعة انتشاره مقارنة بالمتحورات السابقة.

وتوقع خبراء في الشأن الوبائي في حديثهم لـ”الغد”، أن تشتبك الموجة الرابعة مع الثالثة دون أن يكون هناك جزء مُسطّح من المنحنى، على خلاف الفترات الفاصلة بين الموجات الوبائية السابقة.

وحذر الخبراء من خطورة الضغط على المنظومة الصحية في حال ارتفاع الإصابات وزيادة المراجعات والإدخالات للمستشفيات، داعين إلى تلقي الجرعة الثالثة من مطعوم كورونا؛ للتخفيف من شدة الموجة المرتقبة.

النسور: نراقب الحالة الوبائية لأسبوعين لمعرفة مؤشرات الموجة الجديدة

قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور مهند النسور، إن إصابات أوميكرون قد تكون أعلى من النسبة المعلن عنها (15% من إجمالي إصابات كورونا في الأردن خلال الأسبوع الماضي).

وأضاف النسور لـ”الغد”، أن نسبة الفحوص الإيجابية أعلى من المعلنة؛ نظرا لوجود مصابين لا يخضعون للفحص أو مراجعة المراكز الصحية.

وأكد أن أوميكرون سيكون المتحور السائد في الأردن مع بداية شهر شباط/ فبراير المقبل؛ كونه سريع الانتشار.

وتابع النسور: “ما يهمنا هو شدة أو وطأة المرض، بمعنى كم عدد المصابين بأوميكرون الذين سيضغطون على المنظومة الصحية من خلال الإدخالات ومراجعة المستشفيات والمراكز الصحية”.

وأشار إلى أن نسبة دخول الحالات إلى المستشفيات مؤخرا في انخفاض و”مُسيطر عليها”، وهذا يعد مؤشرا جيدا؛ لأن “زيادة المراجعات والضغط على النظام الصحي هو ما يجعلنا نبدأ بالشعور بالقلق”.

ودعا النسور المواطنين إلى الإقبال على تلقي الجرعة الثالثة من مطعوم كورونا، فالهدف من اللقاح يتمثل بتخفيف وطأة المرض وبالتالي تقليل الوفيات المتأثرة بكورونا.

وحول الموعد المتوقع لبدء الموجة الوبائية الرابعة، قال إن “هناك نسبة ثابتة من الإصابات تقريبا لم تنخفض خلال الفترة الأخيرة بعد انحسار الموجة الثالثة، ما يعني أن الإصابات في استقرار وليس هناك تراجع فيها”.

وأضاف النسور أن معرفة بداية الموجة التالية ومؤشراتها مرتبط بالأسبوعين الحالي والمقبل، إذ ينبغي مراقبة المؤشرات الوبائية حاليا بشكل أسبوعي، علما أن المراقبة اليومية لا تفي بالغرض.

وفيما يتعلق بشدة المرض جراء الإصابة بأوميكرون، أوضح أن ذلك يعتمد على عدة عوامل؛ هي التوزيع السكاني من حيث الفئات العمرية، ونسبة المصابين منهم بأمراض مزمنة، بالإضافة إلى مدى حصول أفراد المجتمع على مطعوم كورونا.

وشدد النسور على أن انعكاسات المتحور أوميكرون على الأردن يعتمد على مدى التزام المواطنين بأخذ اللقاح بجرعاته الثلاث، معربا عن أمله بأن تكون الموجة المقبلة خفيفة إلى متوسطة.

أما مدة الموجة الجديدة فتعتمد على عدة عوامل، وفق النسور الذي بين أن عدد أسابيع الموجة الرابعة مرتبط بسرعة انتشار المتحور ونسبة متلقي اللقاح ومعدل المصابين مسبقا من أبناء المجتمع

 

واكد  أن الإغلاقات أصبحت من الماضي، ولن تلجأ الحكومة لها، لا سيما وأن المنظومة الصحية الأردنية أصبحت مجهزة خلال عامين من الوباء، وتوسعت في ضوء خبرة مكتسبة في إدارة الوباء.

المعاني: اشتباك بين الموجة الرابعة والثالثة دون تسطيح المنحنى

قال وزير الصحة الأسبق، الدكتور وليد المعاني، إن الأسبوع الوبائي الماضي (53) والأسبوع الذي سبقه يعكسان نهاية الموجة الوبائية الثالثة.

وأضاف المعاني لـ”الغد”، أن الأسابيع الوبائية (49، 50، 51، 52) شهدت نزولا متسارعا في المنحنى الوبائي، لكن الأسبوع الوبائي (53) من تاريخ (1 – 7) كانون الثاني/ يناير الحالي تباطأ نزول المنحنى خلاله.

وأوضح أن ذلك ربما يعني أن متحو “دلتا” من فيروس كورونا المستجد ليس وحده الموجود في الأردن، وإنما انتشر متحور جديد من فيروس كورونا وأدى إلى رفع المنحنى محليا.

وتابع المعاني أن المنحنى في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، إن لم يُكمل الهبوط وشهد صعودا مجددا، فهذا يعني أن الموجة الرابعة تشتبك مع الثالثة دون أن يكون هناك تسطيح للمنحنى، في حين أن الفترة الفاصلة بين الموجة الثانية والثالثة تُقدر بنحو 3 أشهر.

وتوقع أن يشهد الأردن موجة رابعة يسودها أوميكرون، لكنها لن تبتعد كثيرا عن الموجة الثالثة في المنحنى، مرجحا أن تكون الموجة حاصلة في الأردن نهاية الشهر الحالي أو بداية شباط/ فبراير المقبل.

وأضاف المعاني أن ذروة الموجة الجديدة قد تحدث الشهر المقبل أو في آذار/ مارس المقبل، لكن ارتفاعها سيكون الأعلى من بين الموجات السابقة.

وقال إنه وبناءً على تجارب الدول الأخرى حول العالم، سيكون ارتفاع الموجة شديدا لكنها ستكون ضيّقة، بمعنى أنها تنتهي خلال فترة قصيرة مقارنة بالموجات الثلاثة.

ولفت المعاني إلى أنه ونظرا لأن انتشار متحور أوميكرون أسرع من المتحورات السابقة، سوف يشهد الأردن أرقاما كبيرة من الإصابات اليومية تتجاوز 10 آلاف إصابة، وذلك بالنظر إلى تجارب الدول الأخرى.

وتابع: بالرغم من التوقعات بأن يُسجل الأردن أعدادا كبيرة من إصابات أوميكرون، إلا أن الإصابة به لن تكون شديدة في معظم الأحيان.

وبين المعاني أن أوميكرون لا يُصيب الرئتين ويبقى في الجهاز التنفسي العلوي (القصبات الهوائية والحنجرة)، ولا يؤثر على نسبة الأكسجين لدى المرضى ولا يتسبب بدخول مصابين إلى وحدة العناية الحثيثة.

وأضاف أن أوميكرون قد يتسبب للمصاب بالصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم والسعال والتهاب الحلق وألم العضلات، فهو أشبه ما يكون للإصابة بالإنفلونزا، لكن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك إدخالات للمستشفيات لمصابين بأوميكرون.

وأعرب المعاني عن قلقه من تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات خلال الفترة المقبلة، وبالتالي تكون الإصابات الشديدة- على قلّتها- كثيرة، وقد تؤثر على النظام الصحي بمعنى أنه لا يتمكن من استيعابها، خصوصا في ضوء وجود ضغط على المنظومة الصحية في دول كبرى حول العالم

ودعا الحكومة إلى تخفيف ذهاب الطلبة والموظفين إلى الجامعات والمؤسسات المختلفة، عن طريق زيادة العطلة الأسبوعية إلى 3 أيام متتالية؛ بهدف تقليل العدوى.

كما دعا المعاني إلى توفير دواء “فايزر” بأقرب وقت في الأردن، وتحديث البروتوكولات الصحية المتبعة، بالإضافة إلى تجهيز المستشفيات لأسوأ الاحتمالات.

وحول نسبة حالات أوميكرون من بين إجمالي إصابات كورونا المُسجلة محليا، توقع أن يصبح أوميكرون السائد في الأردن خلال شهر شباط (فبراير) المقبل.

وكان مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية، مسؤول ملف كورونا، الدكتور عادل البلبيسي، أعلن أن الأردن دخل في الموجة الثالثة لفيروس كورونا في الحادي والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.

وبحسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة، سجل الأردن 832 إصابة بمتحور أومكيرون حتى الرابع من شهر كانون الثاني/ يناير الحالي.

كما بلغت نسبة إصابات أوميكرون 15% من إجمالي إصابات كورونا خلال الأسبوع الوبائي الماضي

مقالات ذات صلة