دول عديدة تذهب لصناديق الإقتراع ، فهل تصدم نتائج الإنتخابات العالم

حرير – بدأ عام 2024 في ظل أحداث مهمة مثل العدوان الإسرائيلي على غزة والحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ عامين تقريباً. ومع الانتخابات المقرر إجراؤها في العام الجديد، ستكون للأحداث والتغييرات التي يشهدها العالم أهمية كبيرة.

ومن المنتظر أن تؤثر قوتان كبيرتان، الولايات المتحدة وروسيا، في الديناميكيات العالمية من خلال تحديد قادتهما الجدد. وفي هذه العملية، سيكون لسياسات القادة المنتخبين آثار كبيرة في العلاقات الدولية والأمن والسلام، بحسب تقرير نشره موقع TRT Haber.

وبينما تبرز السياسات الإقليمية التي تنتهجها إسرائيل ومسار الحرب الروسية الأوكرانية باعتبارها قضايا بالغة الأهمية تؤثر في الاستقرار في مختلف أنحاء العالم، فإن كيفية رد فعل المجتمع الدولي على هذه الأحداث والأسلوب الذي سيتبعه الزعماء الجدد في التعامل مع هذه المشكلات سوف يشكل نقطة مراقبة مهمة.

مباراة عودة كبيرة في الولايات المتحدة

من المتوقع إجراء انتخابات إعادة كبيرة في الولايات المتحدة. ويحظى السباق المحتمل بين الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترمب في الولايات المتحدة بأهمية كبيرة في تقويم انتخابات 2024. لأن فوز ترمب في نوفمبر/تشرين الثاني قد يشكل نقطة تحول “حرجة” للولايات المتحدة.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في الولايات المتحدة في الفترة من 10 إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن أصوات بايدن البالغ من العمر 81 عاماً انخفضت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تزامناً مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبحسب الاستطلاع، الذي حصل فيه بايدن على أصوات أقل من الرئيس الأمريكي السابق ترمب للمرة الأولى، حصل ترمب على أصوات 46% من إجمالي الناخبين، ما جعله يتقدم بنقطتين على بايدن الذي بقي عند 44%.

وفي استطلاع آخر أجري في الولايات المتحدة الأمريكية، ذكر أكثر من نصف الناخبين أنهم لا يريدون أن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب مرشحين في الانتخابات الرئاسية عام 2024، وفقاً لـTRT Haber.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته AP-NORC مع 1074 شخصاً، فإن معظم الناخبين في البلاد غير راضين عن ترشيح بايدن وترمب في الانتخابات الرئاسية عام 2024.

هل تختار روسيا بوتين مرة أخرى؟

من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في روسيا في 17 مارس/آذار 2024. وقد تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسمياً من خلال تقديم المستندات إلى لجنة الانتخابات المركزية ليصبح مرشحاً مستقلاً في الانتخابات المقرر إجراؤها.

ومع الإصلاح الدستوري في روسيا، يمكن إعادة انتخاب بوتين البالغ من العمر 71 عاماً بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2024. وبالتالي، سيكون لبوتين الحق في العمل كرئيس لفترتين إضافيتين مدة كل منهما 6 سنوات. ويعني ذلك أن الرئيس الروسي سيبقى في السلطة حتى عام 2036 إذا انتُخب لفترتين متتاليتين.

وبينما تستمر عملية تقديم الطلبات للمرشحين الذين سيتنافسون ضد بوتين، دعا المعارض الروسي أليكسي نافالني، أنصاره إلى التصويت لمصلحة أي شخص آخر غير بوتين.

وبعد انتخابه رئيساً مرتين متتاليتين، شغل بوتين منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2012 لأن الدستور الروسي لا يسمح بالرئاسة لأكثر من فترتين، وأعيد انتخابه رئيساً في الانتخابات التي أجريت عام 2012، إذ حصل على 63.6% من الأصوات.

وأجريت الانتخابات الرئاسية السابقة في روسيا في 18 مارس/آذار 2018. وأصبح بوتين رئيساً للمرة الرابعة، فقد حصل على 76.69% من الأصوات.

هل تتغير الحكومة في إنجلترا؟

كان استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لعام 2016 وفترة ولاية رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون مضطربين للغاية للمملكة المتحدة.

وستضع الانتخابات العامة التي من المقرر أن تعقد في المملكة المتحدة هذا العام، حزب المحافظين الحاكم في مواجهة حزب العمال الذي ينتمي إلى يسار الوسط، والذي يحاول الوصول إلى السلطة مرة أخرى بعد 14 عاماً ويتقدم بوضوح في استطلاعات الرأي.

أوروبا وعودة اليمين

وبالنظر إلى أوروبا، سوف تكون هناك تسعة انتخابات برلمانية، بما في ذلك إنجلترا، إذ سيكون أحد أكبر التحديات التي تواجه الحكومات القادمة هو العثور على شركاء في الائتلاف لتشكيل الأغلبية. فمن المتوقع أن يواصل اليمين المتطرف اكتساب السلطة في عام 2024، بحسب شبكة سي إن إن.

وتستعد البرتغال لخوض انتخابات مبكرة في البرتغال في شهر مارس/آذار. ويأتي ذلك في أعقاب تحقيق في قضايا فساد أدى إلى طرد رئيس الوزراء الاشتراكي في البلاد بعد ثماني سنوات في منصبه، ويمكن أن يبشر بالتحول إلى حزب تشيجا (كفى) اليميني المتطرف. وعلى نحو مماثل، يبدو أن اليمين يستعد لتحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات النمساوية المقرر عقدها مع حلول الخريف.

وتتوجه رومانيا وسلوفاكيا وليتوانيا إلى صناديق الاقتراع في عام 2024. وبينما أعلنت الرئيسة السلوفاكية سوزانا تشابوتوفا، التي تولت منصبها عام 2019، أنها لن تترشح مرة أخرى في الانتخابات المقبلة، أعلن الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا أنه سيرشح نفسه مرة أخرى لولاية مدتها خمس سنوات كزعيم للدولة البلطيقية، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

انتخابات مثيرة للجدل في باكستان

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في باكستان في 8 فبراير/شباط 2024. وفي الدولة التي يوجد بها ما يقرب من 127 مليون ناخب، ستُحدد الحكومة الجديدة التي ستحكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة في الانتخابات العامة.

وقد أثار تصريح رئيس الوزراء المؤقت أنوار الحق كاكار بأن “انتخابات عامة حرة ونزيهة” ستكون ممكنة من دون رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، الذي أدين بالفساد واعتقل في 5 أغسطس/آب 2023، جدلاً في البلاد.

من جهته، أدان حزب رئيس الوزراء السابق خان، الأمين العام لحركة العدالة الباكستانية، عمر أيوب خان تصريحات كاكار، وأعلنت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية أن هذا التعليق “غير ديمقراطي وطائش”.

بينما طلبت لجنة الانتخابات الباكستانية الدعم من القوات المسلحة لضمان الأمن في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 8 فبراير/شباط 2024.

وأجريت آخر انتخابات عامة في باكستان في 25 يوليو/تموز 2018، وتولت حكومة عمران خان السلطة.

ظل الصين يخيم على الانتخابات في تايوان

في 13 يناير/كانون الثاني، أسفرت الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان، التي هي في نزاع على السيادة مع الصين، عن فوز نائب الرئيس الحالي لاي تشينغ تي، مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم.

ومن المنتظر أن تترك تساي إنغ وين، التي تولت رئاسة الجزيرة لفترتين في ظل حكومة الحزب الديمقراطي التقدمي منذ عام 2016، مقعدها في 20 مايو/أيار 2024، عندما تنتهي فترة ولايتها.

ومن المتوقع أن يواصل الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي فاز في الانتخابات، علاقاته المتوترة مع الصين.

وبحسب سي إن إن، فوز تشينغ تي يعد لعنة للصين مع تعهده بمواصلة الدفاع الحازم عن سيادة الجزيرة، الذي حددته الرئيسة الحالية تساي إنج وين.

ماذا عن أمريكا اللاتينية؟

وبالانتقال إلى أمريكا اللاتينية، من المقرر أن تتولى المكسيك أول رئيسة لها، فهناك مرشحتان على بطاقة الاقتراع للحزبين الرئيسيين في انتخابات يونيو/حزيران، إذ تأتي المخدرات والجريمة والهجرة إلى الولايات المتحدة على رأس الأجندة السياسية.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في السلفادور في 4 فبراير/شباط 2024، إذ يستعد نجيب بوكيلي، وهو من أصل فلسطيني، لخوض السباق الانتخابي مرة أخرى ممثلاً عن حزب الأفكار الجديدة. ويعترض بعض المحامين على ترشيح بوكيلي، الذي أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي ترشحه لولاية ثانية مدتها 5 سنوات، بدعوى أنها غير دستورية. ومع ذلك، على الرغم من المناقشات الدستورية، وافق الكونغرس على منح الرئيس بوكيلي إجازة للترشح مرة أخرى.

وتشهد السلفادور، إحدى الدول التي لديها أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، مشكلات أمنية خطيرة بسبب عنف العصابات.

وفي مكان آخر، سيسعى الزعيم القومي الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى الحصول على تفويض جديد، في وقت تخوض فيه بلاده معركة حدودية مع غويانا المجاورة حول حقوق النفط

مقالات ذات صلة