الحجامة طب بديل يلقى قبولا شعبيا

انتشرت في الآونة الأخيرة مراكز عديدة لإجراء الحجامة ،واحترفها كثير من الأشخاص باعتبارها أحد أصول الطب البديل الشائعة عند العرب والمسلمين ،ويفيد أشخاص أنه كان للحجامة دور كبير في شفائهم من الأمراض.

وبالنسبة للمسلمين فإن الحجامة تعتبر واحدة من أصول الطب البديل، فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي.

أحد هؤلاء الطبـــيب الأردني ياسين خضيرات الذي تخلى عن ممارسة الطب الحديث ليعالج مرضاه بالطب البديل (الحجامة) بعد أن لمس فوائدها العظيمة. يقول الخضيرات :«قبل سنوات طويلة عانيت من آلام الروماتيزم وقرحة المعدة والإثنى عشر، تلقيت العلاج الدوائي مدة سنة ونصف الا أن التحسن كان محدودا، و لم أشف إلا بعد أن تعالجت بالحجامة، ،وبحمد الله وفضله منذ سبع سنوات لم أشتك من آلام المفاصل أو أي مشاكل في المعدة».

ويضيف:«يقف الطب عاجزا عن تفسير عظمة الحجامة في علاج كثير من الأمراض ،وهناك مرضى كثيرون يعانون من آلام الروماتيزم قد تعافوا عن طريق التداوي بالحجامة، كما أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب على التداوي بها ،بعد أن أصبح الرياضيون الأوربيون يتعالجون بالحجامة ويشيدون بنفعها».

ويؤكد أشخاص أخرون أنهم مروا بحالات مرضية صعبة، عجز عن علاجها الطب الحديث، ومن أمثلة ذلك ما عاناته الحاجة أم مصطفى (59 عاما) التي أصيبت بمرض «بهجت»، ومرض بهجت هو اضطراب نادر يسبب التهاب الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم ، كما يسبب اضطرابا في المناعة الذاتية للجسم ، ولا يعرف السبب المحدد وراء الإصابة بهذا المرض الا أن الأطباء يرجحون بأن العوامل البيئية والوراثية تلعب دورا في الإصابة به».

وتقول:«أصبت بتقرحات في أماكن عديدة بالجسد، توتر كبير في الجهاز العصبي ، التهابات في المفاصل والأعصاب ،ضربات قلب غير منتظمة ،ولم أتعاف رغم إتباعي أساليب العلاج الحديثة «.

وتفيد أن من بين الأدوية التي كانت تتعالج بها «الكورتيزون» خصوصا وأنها كانت في المرحلة الأخيرة من المرض. وتوضح أن حالتها بدأت تتحسن بعد ثلاث جلسات حجامة ،واستمرت بالجلسات إلى أن شفيت تماما».

وتلفت الى أن:«المريض يجب أن يكون على يقين تام بأنه سيشفى بالحجامة ، لأنها سنة نبوية أمر الله تعالى بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة»، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الحجام أجره».

ويشير استشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور منير الدحيات إلى أنه:«يمكن اللجوء الى الحجامة والإستفادة منها عند زيادة الهيموجلوبين في الدم ، إذ يتم استخراج الكمية الزائدة من الدم من الجسم وبالتالي التحسن عند إجرائها، الا أن ذلك يكون عن طريق جلسات حجامة عديدة».

ويبين طبيب جراحة الاعصاب الدكتور حسام محمد أبو خضير أن «الحجامة تعمل على تخفيف آلام الصداع والرقبة والظهر إذا لم يكن هناك مرض وراء ذلك ، وقد لمسنا تحسن العديد من المرضى الذي تعالجوا عن طريق الحجامة، فإذا استبعدنا الأسباب العضوية الواضحة للألم فانه لا مانع من التداوي بالحجامة».

ويقول عميد كلية العلاج الطبيعي في جامعة الوادي وأستاذ كلية العلاج الطبيعي في جامعة القاهرة والخبير بالطب البديل والحجامة الدكتور أمير صالح إن:» هناك فوائد جمة للحجامة وتتمثل بتسهيل تدفق الدم خلال الشرايين وشفط جميع السموم الموجودة في الدم، وتعمل على تنشيط جميع الأجهزة الموجودة بالجسم كالمخ والسمع وزيادة الإدراك وتقوية الذاكرة والجهاز المناعي في الجسم، كما تعمل على إفراز إنزيم يعمل على زيادة الإرتواء الدموي للخلايا وغيرها الكثير… فهي سنة مباركة جعل الله فيها الشفاء من الكثير من الأمراض». ويضيف: «الحجامة لا تتعارض مع الطب الحديث بل تتكامل معه».

مقالات ذات صلة