قمة الكوريتين: النووي والسلام العنوان الأبرز للقاء

تستعد شبه الجزيرة الكورية لقمة تاريخية بين الزعيمين الكوريين الجنوبي مون جيه إن والشمالي كيم جونغ أون، والتي تأتي بعد التقارب بين البلدين الشقيقين التي انطلقت مع مشاركة وفد من كوريا الشمالية في الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافها الجنوب، في بيونغ تشانغ، مطلع العام الحالي. ويتوقع أن تكون هذه القمة مختلفة عن سابقتيها بكل المقاييس، اذ تسعى كوريا الجنوبية في هذه القمة الى دفع وتحريك عجلة التفاوض مع بيونغ يانغ حول نزع السلاح النووي من الشمالي.
ويأتي اجتماع مون – كيم يوم 27 من الشهر الحالي، في منطقة بانونجوم، في الجانب الجنوبي من المنطقة الأمنية المشتركة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
وسوف يمثل القمة الثالثة بين الكوريتين عقب القمتين رفيعتي المستوى اللتين عقدتا في عامي 2000 و 2007 في بيونغيانغ . حول القمة المرتقبة وما تسعى اليه، اصدرت الحكومة الكورية الجنوبية بيانا، قامت (الغد) بترجمته كاملا، أكدت فيه سيؤل على أهمية هذه القمة التي أسمتها قمة السلام “قمة بانجوم”، تأكيدا منها في وضع حجر الزاوية للسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية، وتاليا الترجمة الكاملة للبيان:
اختراق للسلام الدولي * ما هي أهمية تبادل المبعوثين الخاصين بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والترتيب لانعقاد قمة بين الكوريتين بمناسبة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في بيونغ تشانغ؟ – أتاحت مشاركة كوريا الشمالية في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونغ تشانغ والإيفاد المتبادل لمبعوثين خاصين بين البلدين إمكانية إجراء محادثات بين الولايات المتحدة والشمال، والاتفاق على عقد قمة بين الكوريتين. وقد تسلمت من المبعوث الخاص، السيدة كيم يو جونغ، النائب الأول لمدير اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري، رسالة شخصية من كيم جونغ أون، رئيس لجنة شؤون الدولة في كوريا الشمالية، إلى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي في 10 شباط (فبراير).
إلى جانب نجاحها كأولمبياد للسلام، شكلت الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في بيونغ تشانغ خطوة كبيرة نحو نزع السلاح النووي والتوصل إلى تسوية للسلام في شبه الجزيرة الكورية. كل هذا يمكن أن يُعزى إلى المحادثات بين الكوريتين بدعم قوي من الولايات المتحدة.
وفي حال أدى ذلك إلى جعل كوريا الشمالية منطقة خالية من الأسلحة النووية وتطبيع العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإنه سيكون بمثابة اختراق لإحلال السلام في العالم أيضاً. ثمة العديد من المنعطفات الحرجة التي تنتظرنا على الطريق نحو نزع السلاح النووي والتسوية السلمية في شبه الجزيرة الكورية. ولا بد من وضع حجر الزاوية للسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية خطوة بخطوة، أثناء المشاركة في المحادثات مع كوريا الشمالية، والعمل في الوقت نفسه مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
*ما أهمية القمة التي ستعقد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بعد قمة الكوريتين؟ – إننا نقف أمام فرصة لا تقدر بثمن لإنجاز نزع السلاح النووي، والتوصل إلى تسوية تجلب السلام إلى شبه الجزيرة الكورية، وتفتح الطريق نحو الرخاء المشترك في الكوريتين.
وإذا ما تم عقد القمة بين الكوريتين وقمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية واحدة تلو الأخرى على مدى الشهرين المقبلين، فسيكون من الممكن توقع تغييرات متعاقبة. وسوف يُحدث نجاحنا تحولاً دراماتيكياً في تاريخ العالم. سوف يعتمد نزع السلاح النووي الأساسي في شبه الجزيرة الكورية والتوصل إلى تسوية تجلب السلام إليها على ما كنا سننجح في اغتنام هذه الفرصة. ولم يكن من قبيل الصدفة أننا استطعنا أن نخلق هذه الفرصة – فقد أصبحت ممكنة فقط لأنها الطريق الصحيح الذي ينبغي أن نسلكه. ويتطلع العالم كله إلى السلام، وليس الحرب؛ وإلى الحل الدبلوماسي، وليس العمل العسكري.
بانمونجوم رمز الانقسام * ما هي خلفية الاتفاق على عقد القمة بين الزعيمين في قرية بانمونجوم الحدودية؟ – إن بانمونجوم هي المكان الذي يرمز إلى الانقسام والمواجهة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية. وكان الجانب الكوري الجنوبي هو الذي اقترح المكان أول الأمر.
وعندما زارت المبعوث الخاص كيم يونغ جونغ كوريا الجنوبية في الفترة من 9 إلى 11 شباط (فبراير)، فإنها نقلت دعوة رئيس لجنة شؤون الدولة في كوريا الشمالية، كيم جونغ أون إلى الرئيس مون جاي لزيارة بيونغ يانغ.
وفي الرد على ذلك، اقترح الجانب الكوري الجنوبي عقد قمة للسلام في بانمونجوم، التي تشكل رمزاً للانقسام والمواجهة. وقد قبل الرئيس كيم جونغ أون هذا الاقتراح عندما قام المبعوثون الخاصون الكوريون الجنوبيون بزيارة إلى الشمال من 5 إلى 6 آذار (مارس).
وبناء على ذلك، تم الاتفاق على عقد القمة في بانمونجوم.
وبما أن من الممكن التخلي عن العديد من المتعلقات التي عادة ما تصاحب عقد القمم إذا عقدت القمة في بانمونجوم، فسوف يتمكن الزعيمان من التركيز على مناقشاتهما.
* ما هو الهدف من عقد قمة الكوريتين للعام 2018؟ – سوف ينصب التركيز على إرساء الأساس لنزع السلاح النووي وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، فضلاً عن التقدم في العلاقات بين الكوريتين، أكثر من التركيز على التوصل إلى اتفاق على جبهات عديدة.
وبالنظر إلى حقيقة أن العلاقات بين الكوريتين ظلت مقطوعة منذ وقت طويل، بحيث تدهورت إلى حد كبير، سوف يكون من الأهمية بمكان أن يبني الزعيمان الثقة المتبادلة من خلال إجراء مناقشات صريحة ومخلصة. مناقشات شاملة وقضايا واسعة .
* ما هو جدول أعمال قمة الكوريتين للعام 2018؟ – خلال القمة، سيتم إجراء مناقشة شاملة حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك نزع السلاح النووي وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى البحث في سبل التقدم في العلاقات بين الكوريتين.
وفي الوقت الحالي، تجري محادثات بين الجانبين فيما يتعلق بالصياغة المحددة لموضوعات جدول الأعمال. * إلى أي مدى ستتقدم المناقشات حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية خلال القمة القادمة؟ – فيما يتعلق بنزع السلاح النووي، من الأهمية بمكان المضي قدماً للتوصل إلى الحل العملي للقضية من خلال القمة بين الكوريتين والقمة التي تتلو ذلك بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وفي هذا الصدد، ستكون القمة بين الكوريتين بمثابة فرصة للجانبين للمشاركة في مناقشات صريحة لتضييق خلافاتهما في الرأي في الفترة التي تسبق القمة الكورية الشمالية-الأميركية.
عدم الثقة *ما الذي يمكن أن يشكل عقبة أمام المفاوضات حول البرامج النووية لكوريا الشمالية؟ – لعل أكبر عقبة يمكن أن تعترض القمة بين الكوريتين والقمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هي عدم الثقة.
ويجب أن يكون تنفيذ الاتفاقات التي يتم التوصل إليها من خلال المفاوضات متوقعاً، لكن هناك نقصاً في الثقة بين الكوريتين وبين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وتعتزم حكومة كوريا الجنوبية بذل قصارى جهدها للتحضير للقمة بين الكوريتين حتى تكون الخطوة الأولى لاستعادة الثقة بين الكوريتين وبين الولايات المتحدة والشمال.
* ما الذي ستتم مناقشته على وجه التحديد فيما يتعلق بإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية؟ – من المتوقع أن تُجرى مناقشات مخلصة حول القضايا المختلفة اللازمة لتحقيق نزع السلاح النووي وإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية.
ويمكن أيضاً مناقشة مجموعة من التدابير لمنع وقوع النزاعات العسكرية العرَضية، وتخفيف التوتر العسكري وبناء الثقة.
* ألن يتم تخفيف العقوبات التي فرضتها حكومة كوريا الجنوبية على كوريا الشمالية في أعقاب القمة بين الكوريتين وقمة كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة؟

مقالات ذات صلة