الدراما ودخان مطيع

قبل ظهور السينما وهوليود .. كان الشعب الأمريكي يتحاور بالبلطات .. وفيكوا تشوفوا فيلم ” عصابات نيويورك ” .. لقد هذبت السينما الناس وعلمتهم الحياة واللباس وأنتجت علاقات جديدة بينهم .. ومثل ذلك الإعلام برمته ….وأخذ الناس بتقليد الحياة الجميلة البديلة المقترحة
.. الفن ومنه الإعلام الإجتماعي .. يجب أن يتبوأه العارفون والمثقفون وأصحاب الذوق الرفيع .. هو ليس فعل انعكاسي للسائد .. و ليس من الضرورة أن يكون الفن انعكاس للحياة .. بل عليه أن يقترح حياة جديدة أجمل ..
ماذا نحن نقترح من خلال مسلسلاتنا البدوية رديئة الصنع للحياة .. سوى التخلف والقيم السطحية في الطرح .. لقد تم تشويه مجتمعنا وكأننا نرفض كل ما توصلنا إليه من مدنية .. ننكره رغم أننا في بلد فيها أكبر نسبة متعلمين في عالمنا العربي .. ومع ذلك الصورة التي تعكسها الدراما والإعلام .. صورة زائفة أمام الجميع والكل غارش .. وكأن هناك سحر يلعب برؤوس الناس وكأنه قوة خفية تديره وتريده هكذا و كل سنة أسوأ من التي قبلها .. لو هناك مصنع يصنع بضاعة فاسدة
لتحركت كل أجهزة الدولة .. ما الفرق بين مسلسلاتنا ودخان مطيع
والحديث يطول.
المخرج فيصل الزعبي

مقالات ذات صلة