1500 بركة زراعية بالأغوار الجنوبية مصائد للأطفال

1500 بركة زراعية بالأغوار الجنوبية مصائد للأطفال

فيما باتت ظاهرة انتشار السباحة في التجمعات المائية والبرك الزراعية الخطرة وغير المسيجة والمنتشرة في مناطق الأغوار الجنوبية تتسع، يبدي سكانها تخوفهم من ازدياد حالات الغرق وانتشار الأمراض المعدية بين مرتاديها، خصوصا الأطفال منهم، مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتنتشر أكثر من 1500 بركة زراعية تستخدم لري المزروعات في لواء الأغوار الجنوبية، الذي يقطنه أكثر من 50 ألف نسمة.
وتحصد البرك الزراعية المكشوفة وغير الآمنة أرواح عشرات الأطفال كل عام، فيما تكتفي الجهات المعنية بالتذرع بعدم وجود تشريعات وقوانين تلزم المزارعين بتسييج البرك الزراعية.
ويؤكد مصدر في مديرية صحة الأغوار الجنوبية، أن قسم الملاريا التابع للمديرية، يعمل على رش البرك والمسطحات المائية للوقاية من الأمراض الخطيرة، مشيرا الى أنه يتم أخذ عينات من الوافدين وقاطني المزارع القريبة للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض معدية.
وأضاف أن القسم خاطب الجهات المعنية بضرورة عمل سياج على البرك الزراعية المكشوفة لحماية الأطفال من الغرق فيها.
ويُطالب إبراهيم محمد، من سكان المنطقة، الجهات المعنية بعمل سياج حول البركة التي كان يستخدمها الأهالي والأطفال من دون علمهم بأنها ملوثة، وتؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، مؤكداً ضرورة إيجاد حل للمشكلة التي تُهدد سكان المنطقة بأمراض خطيرة.
وتتباين مساحات البرك الزراعية المكشوفة في الأغوار الجنوبية إلى مساحة الأرض الزراعية، فبعضها تبلغ مساحته 10-35 مترا، والأخرى تمتد لمساحة تصل إلى 50 مترا، كما أن أعماق هذه البرك تختلف من واحدة إلى أخرى، إلا أن بعضها قد يصل عمقها إلى 10 أمتار أو أكثر.
وقال صلاح الخليفات “إن ترك البرك الزراعية بدون “تسييج” يشجع طلبة المدارس في المنطقة التي ترتفع فيها نسبة التسرب مقارنة بمدارس المملكة الأخرى على السباحة في تلك البرك، التي تستخدم من قبل وافدين من خارج الأردن، قد يكونون حاملين مرضا ينتقل إلى مرتادي البرك للسباحة”.
ويطالب سكان الأغوار، بتشديد الرقابة على البرك الزراعية المكشوفة، وتوجيه حملة تثقيفية لأصحاب البرك الزراعية التي أزهقت أرواح العشرات من الأطفال والعاملين في المزارع تحثهم على عمل سياج للبرك المكشوفة.
وأشاروا إلى أن البرك الزراعية تترك بدون حماية، وتكون مكانا يرتاده الأطفال لغايات اللعب في ظل افتقار منطقة الأغوار الجنوبية لأماكن تسلية للأطفال والشباب.
وطالب علي البوات، المزارعين، بوضع سياج حول البرك الزراعية المكشوفة، للحد من حالات الغرق التي تقع بالأغوار، لافتا الى أن 90 % من المزارعين لا يتقيدون بتوفير أدنى شروط السلامة العامة لتلك البرك.
ودعت أم محمود، أولياء الأمور، لضرورة مراقبة أبنائهم وتوعيتهم من خطورة الاقتراب أو السباحة في البرك الزراعية المكشوفة، لاسيما وأن العديد من مطالبات الأهالي تؤكد توفير شروط السلامة العامة للبرك المكشوفة، مشيرة الى أن أبناءهم يلوذون للبرك الزراعية المكشوفة بحثا عن التسلية والترفيه عن أنفسهم، في ظل غياب الأماكن الترفيهية في المنطقة، الأمر الذي يعرضهم لخطر حوادث الغرق.
ويعاني أطفال المنطقة التي تعد من جيوب الفقر العشرين في المملكة، من عدم وجود مراكز مناسبة يعبر فيها الأطفال عن نشاطهم.
ويقول محمد عمر “إن أطفال الغور يعانون من عدم توفر الملاعب وأماكن الترفيه”، مشيرا الى أن المراكز التي تعنى بتقديم الخدمات للأطفال في منطقة الأغوار الجنوبية لا تستطيع توفير البرامج والأنشطة المناسبة للأطفال.

الغد – محمد العشيبات

مقالات ذات صلة