سيدي الرئيس.. تحسسوا سيلكم المسقوف ولو مرة

 

بقلم يحيى صافي

حرير – كي لا تُغمض أو يُغمضوا عينيك عن الحقيقة المرة التي تعيشها قيعان هذا السيل الذي نضج في غير أوانه فأصبح عاصمة ذات كتفين، كتف يحاول منذ تجفيف السيل وسقفه بالإسمنت والإسفلت أن يقف على حيله كي يصارع الفقر والعوز ليحاول بثبات يومي أن يصرع الفقر ب غلة تفي حاجة اليوم.. أما الغد؛ فللغد شروط صراع أخر على رصيف الغرباء، وأهم شرط في ذلك الصراع أن يعرف ذلك الرابض برحم السيل، منذ أن شبت عمان، وبلغت.. من أين تؤكل الكتف، كي لا ينام أولاده وبناته بلا عشاء أو غطاء، وهذا تحدي يحفظه الأردني المتمرس بأردنيته عن ظهر فقر، لأنه يثق بأنه القادر على صنع اللقمة الطاهرة، العفيفة.. اللقمة اليومية، وما للغد فللغد.

هنا كتف السيل الشرقي سيدي الرئيس، ذلك الذي تمرون عليه مرور الكرام… هنا عاصمة الفقراء الكرام.

والكتف الآخر سيدي الرئيس لا أعرفه جيدا، ولا شأن لي به، فهو من شؤونكم الخاصة حيث تحكمون، وتتسلطون، وتستبدون، وتفسَدون، وتفُسدون… وهناك تحفظون عن ظهر قلب من أين تؤكل الكتف أيضا، كتف البلاد، كل البلاد… فتأكلون حد التخمة.

هذه عاصمتكم سيدي الرئيس، هذا سيلكم المسقوف تحسسوه ولو مرة، هذه عمانكم التي ” أرخت جدائلها” هذه عمانكم التي بهتت حنتها، وكلحت أهداب شماغات رجالها، ولكن لازلت تمسك على عقال الراس ثابت بكرامة، وعزة نفس

عمان يالغالية، لن نغمض عيوننا عن الحقيقة، وأن دب في عيونهم العمى عن أوجاعك، نبصرك ونبصر أوجاع ناسك، أهلنا الكرام الطيبين.

سيدي الرئيس… هنا عمان.

يحيى أبوصافي- وسط البلد.

الثامن من شهر رمضان الفضيل.

مقالات ذات صلة