سلوك بنكهة التحدي… حماده ابو نجمه

إن أي تصرف على الملأ يصدر عن رجل دولة بمستوى رئيس الوزراء يجب أن يكون مدروسا بدقة من حيث طبيعته وأهدافه وآثاره، وأن يحمل رسالة ذات مغزى، ولا يجوز بأي حال اعتباره مجرد تصرف في إطار حقوقه الشخصية كمواطن، وهي حقوق لا يختلف عليها أحد.

فمن غير المعروف لغاية الآن ما هو الهدف أو المغزى أو الرسالة التي أرادها رئيس الوزراء من مشاركته بحماس في نشاط فني مساء أمس، وما إذا كان ذلك مرتبطا بأي من الأحداث الإستثنائية التي تمس بقوة حياة المواطنين ومشاعرهم، والتي قد تغير كثيرا من ملامح الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، سواء بفعل الحرب في أوكرانيا وآثارها الإقتصادية علينا، أو أحداث الأراضي المحتلة والهجمة التي تستهدف الأقصى ومحاولات سحب الوصاية الهاشمية، وبشكل خاص في يوم صدور نتائج استطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية حول الحكومة الذي أشار إلى أن ثلث الأردنيين فقط يثقون بحكومة الخصاونة، وبقدرة الرئيس على تحمل مسؤولياته والقيام بمهامه، وأن أقل من خمس الأردنيين فقط يعتقدون بأن الأمور تسير بالإتجاه الإيجابي في ظل الحكومة الحالية.

يقال أن تصرف الرئيس كان ردا بنكهة التحدي على من انتقدوا تنظيم الحكومة أمسيات فنية خلال رمضان ودعوا إلى التوجه نحو النشاطات الثقافية والشعائر الدينية، وهو أمر إن صح فيدل على أن الحكومة قد وقعت في فخ الدخول في معارك هامشية على حساب القضايا المصيرية التي تعصف بنا، وأن الحكومة غير قادرة على استشعار الواقع وجس نبض الشارع ومحاكاة الأحداث وتصنيف الأولويات.

مقالات ذات صلة