من هو رئيس المجلس العسكري السوداني الجديد عبد الفتاح برهان؟

حرير _ تردد اسم المفتش العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح برهان، كثيرًا خلال الأيام الماضية، قبل أن يخرج رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف، ليعلن تنازله عن منصبه، واختيار البرهان خلفًا له.

ومساء الجمعة، أعلن بن عوف، تنازله عن منصبه رئيسًا للمجلس العسكري، بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين رئيسًا للمجلس، عقب عزل رئيس البلاد عمر البشير، وإعلان فترة انتقالية من عامين.

برهان الذي كان قائدا للقوات البرية، لمع نجمه مع القرارات التي أصدرها الرئيس المعزول مؤخرًا، بإجراء تعديلات في قيادة الجيش عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية في فبراير/ شباط الماضي.

وعيّن البشير، برهان (60 عاما) مفتشا عاما للقوات المسلحة، بعد ترقيته من رتبه فريق ركن إلى فريق أول.

وظهر الرجل، الجمعة، في ميدان الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة، وانتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث إلى رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق، إبراهيم الشيخ (معارض)، الذي كان يهتف مع المعتصمين بسقوط النظام.

وبحسب مراسل وكالة “الأناضول”، فإن برهان، ثالث ثلاثة أبلغوا البشير، بعزله من رئاسة البلاد الخميس.

ويقول مقربون من رئيس المجلس العسكري الجديد، إنه ليس له ارتباط بأي تنظيم سياسي، ما يعزز من فرص نجاحه في الوقت الراهن.

كما أن سيرة الرجل العسكرية، تشير إلى أنه أشرف على القوات السودانية في اليمن، وقضي الفترة الأخيرة متنقلا بين اليمن والإمارات.

يحظى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الإنتقالي الجديد بالسودان، بقبول واسع وسط جنود وضباط القوات المسلحة، ووسط عامة الشعب.

وولد عبد فالفتاح البرهان في قرية قندتو بولاية نهر النيل، شمال السودان، عام 1960، وتبعد القرية عن الخرطوم نحو 172 كيلومتراً، وتعد مدينة شندي التاريخية أقرب المدن للقرية.

ينتمي رئيس المجلس العسكري الجديد إلى أسرة دينية، تدين بالولاء للطريقة الختمية، إحدى الطرق الصوفية في السودان، وتعد الذراع الدينية للحزب الإتحادي الديمقراطي الذي تزعمه محمد عثمان الميرغني.

درس البرهان المرحله الإبتدائية والمرحلة المتوسطة في مدارس قريته التي ينتمي معظم سكانها لقبيلة الشايقية، إحدى أشهر القبائل السودانية، ثم بعد ذلك إنتقل لمدينة شندي، حيث مدرستها الثانوية ليكمل فيها تعليمه، قبل أن ينضم للكلية الحربية السودانية، ضمن ضباط الدفعة 31.

بعد تخرجه من الكلية الحربية،عمل في الخرطوم متنقلاً بين وحدات الجيش السوداني، كما شارك في جبهات القتال في جنوب السودان ودارفور ومناطق أخرى، وأنتدب لدورات تدريبية في كل من مصر والأردن.

وحسب مصادر فإن البرهان كان واحد من الضباط من الرتب الرفيعة التي ساهمت في حماية المعتصمين في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية الذين وصلوه يوم السبت الماضي، وفي أكثر من مرة نزل إلى منطقة الإعتصام، وتحدث مباشرة مع المعتصمين، كما أجرى إتصالات قبل ايام من ناشطين في الحراك الثوري، كما ألتقطت له صورة جمعته يوم الجمعة، مع ابراهيم الشيخ، القيادي في حزب المؤتمر السوداني المعارض داخل مكان الإعتصام.

يعد عبد الفتاح البرهان، هو الإبن الثالث من بين سبعة أولاد وبنيتن أنجبهم البرهان عبد الرحمن البرهان من زوجته صفية الصديق، التي تعود جذورها إلى الشيخ علي الحفيان، وهو أحد الرجال الذين يعتقد بصلاحهم في السودان، وبنيت على قبره قبة بعد وفاته، ظلت كمزار لللمحبين والمريدين، كما هى حال كثير من القباب في السودان، ولجده عبد الرحمن البرهان أيضاً قبة على قبره بعد دفن في مدينة العيدج بمنطقة شرق الجزيرة (وسط السودان).

ولرئيس المجلس العسكري السوداني، إخوان واخوات غير اشقاء وشقيقات، من زوجة ثانية لوالده.

تزوج عبد الفتاح البرهان من السيدة فاطمة سليمان ولديه منها ثلاثة أبناء، ولدين وبنت واحدة أكبرهم يدرس في إحدى الجامعات السودانية.

يقول شقيق رئيس المجلس العسكري الجديد، عبد القادرالبرهان لـ”العربي الجديد” إن شقيقه عرف منذ صغره بالشجاعة والصدق والنزاهة، وإن الأسرة شعرت بالقلق الشديد بعد إعلان إبنهم رئيساً للمجلس العسكري الإنتقالي خلفا للفريق أول عوض بن عوف، مشيرا إلى أن مصدر القلق يعود المأزق الكبير الذي كانت فيه البلاد طوال الأشهر الماضية.

وأكد عبد القادر البرهان أن شقيقه لم ينتمي طول حياته لأي حزب سياسي وليس لديه أي توجهات أيدولوجية، ويقول عبد القادر أنه “يتذكر يوما ما، حينما كانوا جلوساً وهم أطفال إلى والدهم البرهان عبد الرحمن، الذي توجه يومئذ بالحديث إلى شقيقهم عبد الفتاح ليبشره بأنه سيصبح قائداً كبيراً، وستكون تلك الفراسة محل إختبارالإثبات أو النفي، في مرحلة صعبة من تاريخ البلاد وعلى طريقة تعاطي (إبن القبتين) مع معضلات الشأن السوداني، في تجليتها السياسية والإقتصادية”.

ويقول أحد ضباط الجيش للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، إن برهان، “صارم” في التزامه عسكري، وخاض عمليات كثيرة، حين كان ضابطا في سلاح المشاة.

ويضيف: “من الصعوبة بمكان أن نقول هو رجل المرحلة، لأنها مرحلة حرجة في تاريخ البلاد، وتحتاج إلى شخصية ذات قدرات خاصة، فميزات الرجل العسكرية ليست كافية لقيادة البلاد”.

وأكد أنه قد يجد قبولا من القوى السياسة المختلفة، بوصفه رجلا معتدلا، كما أشار إلى أن برهان، لا ينتمي للتيار “الإسلامي”.

ويصف مقربون من عبد الفتاح برهان، الرجل بأنه “مقدام”، ويذكرون أنه عمل مدربا بمعاهد عسكرية بمنطقة جبيت، شرقي البلاد.

مقالات ذات صلة