مستبعدا الغزو.. العبادي: أميركا تريد توريط روسيا في أوكرانيا

وفي هذا الصدد، استبعد الخبير العسكري والاستراتيجي جلال العبادي، أن يكون هناك أي غزو روسي لأوكرانيا؛ لأنه لا مصلحة في ذلك للبلدين وأوروبا والعالم.

ورأى العبادي في حديثه لـصحيفة ”الغد”، أن للولايات المتحدة مصلحة في أن تُورط روسيا بحرب مع أوكرانيا كما ورطتها سابقا في أفغانستان وسوريا وليبيا.

وأكد أن ما يُشاع من أنباء وتوقعات بشن غزو روسي في السادس عشر من شهر شباط/ فبراير الحالي، ما هو إلا تضليل وضغط إعلامي أميركي، “وكأن الرئيس الروسي يعطي خطته للبنتاغون وهذا ليس صحيحا في الميزان العسكري والميزان الاستراتيجي”.

وبين العبادي أن “الحرب هي المفاجأة”، وبالتالي لو أرادت روسيا أن تغزو أوكرانيا لأجرت مناورات وباشرت الهجوم، لكن ما تقوم به يحمل رسالة مفادها “كفّوا عن أوكرانيا وضمها إلى حلف الناتو”.

وأضاف أن اقتصاد أوكرانيا تضرر، خصوصا بعد طلب بعض الدول إجلاء رعاياها ودبلوماسيّيها هناك، بدءا من الولايات المتحدة، ثم ألمانيا، هولندا، فرنسا، الدنمارك، السويد، إسرائيل، والأردن، كما أن روسيا خففت دبلوماسيّيها في أوكرانيا.

وأشار العبادي إلى أن المشكلة ليست وليدة اللحظة، وإنما أزمة متطورة منذ العام 2014، حينما بدأ غزو شبه جزيرة القرم، علما أن هناك 3 أقاليم على الحدود الروسية الأوكرانية، يسكنها 3 ملايين شخص أصولهم ولغتهم وجنسيتهم روسية.

وتابع أن أوكرانيا تُطلق على هؤلاء “متمرّدين”؛ لأنهم يطالبون بإدارة ذاتية وخدمات النقل والكهرباء والتعليم والاعتراف بلغتهم الروسية منذ العام 2014، إلا أن الجيش الأوكراني يقمعهم ويرميهم في السجون.

ورجح الخبير العسكري والاستراتيجي أن تدعم روسيا هذه الأقاليم التي أصبحت أكثر توترا، وتطرد القوات الحكومية الأوكرانية منها، وتطلب لجنة محايدة للوقوف على شؤونها.

وأضاف أنه تم إرسال 400 جندي من روسيا البيضاء إلى سوريا للتدرّب على خدمات الإغاثة وفتح الطرق ومساعدة المدنيين، بحيث إذا أصبح هناك إشراف دولي على الأقاليم المتوترة يكون من قبل روسيا البيضاء.

وأكد العبادي أن اقتصاد روسيا الآن لا يساعدها على خوض أي حرب، كما أن الولايات المتحدة وفي ضوء الجائحة وتداعياتها وارتفاع أسعار النفط،، لن تتمكن من الدخول بالحرب، وكذلك أوروبا التي لن تحتمل أن ينقطع عنها الغاز الطبيعي الذي تستورده من روسيا.

ولفت إلى أن روسيا تمتلك 3500 رأس نووي، أما الولايات المتحدة فلديها 1300 رأس نووي، فيما تمتلك بريطانيا وفرنسا نحو  220 رأسا نوويا لكل دولة، ما يعني أن الولايات المتحدة وأوروبا لن تدافع عن أوكرانيا في حال وقعت الحرب.

وقال جلال العبادي إن الولايات المتحدة تريد إخضاع روسيا لها كأي دولة أخرى، لا سيما وأنها تقول إن روسيا تتمرد وتضع يدها بيد الصين؛ لذا فإن أميركا تريد ضرب روسيا في هذه الحرب، حتى من الجانب الاقتصادي.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستُبقي قواتها العسكرية في أوروبا، مقابل دعم مادي لحماية الدول هناك، وفي حال وقوع حرب في أوكرانيا، فإن أميركا وأوروبا لن تقفا بجانب أوكرانيا إلا بالدعم المادي والتدريب وإنشاء المخيمات فقط.

وأضاف العبادي أن أوكرانيا بدأت بمناورات على الحدود مع روسيا منذ نحو 3 أيام، لكن إذا حدث تمادٍ من أوكرانيا وضغط لتهجير السكان على الحدود، فقد تدخل القوات الروسية إلى المناطق الحدودية فقط.

وكانت واشنطن أعلنت الجمعة، أنّ روسيا قد تغزو أوكرانيا “في أيّ وقت” خلال الأيّام المقبلة، في وقت بلغت الجهود الدبلوماسية الأوروبية بشأن الصراع في هذا البلد طريقا مسدودا، وفق ما أعلن أمس المشاركون فيها.

وحذّر البيت الأبيض الجمعة من أنّ غزواً عسكرياً روسياً لأوكرانيا تتخلّله حملة غارات جوية و”هجوم خاطف” على كييف، بات “احتمالاً فعلياً جداً” خلال الأيام المقبلة، داعياً الأميركيين إلى مغادرة هذا البلد “خلال 24 إلى 48 ساعة”، حسبما ذكرت “فرانس برس”.

وتوالت بعد التصريحات الأميركية، دعوات العديد من بلدان العالم رعاياها في أوكرانيا، إلى مغادرته، وهو الأمر الذي حذت حذوه الأردن التي دعت المواطنين هناك إلى مغادرة البلاد، كما دعت إلى تجنب السفر إليها في الوقت الراهن

مقالات ذات صلة