دخان الكاتشوك يغطي سماء غزة

جمعة الإطارات المطاطية أو ” جمعة الكاوتشوك “، هذا الإسم الذي أطلقته اللجنة المنظمة لفعاليات مخيم العودة على حدود قطاع غزة الجمعة القادمة في السادس من نيسان. وأفادت مصادر محلية بأن الشبان بدأوا بجمع إطارات المركبات بهدف إشعالها أمام الحدود وذلك لحماية المتظاهرين وتحييد قناصة الجيش الإسرائيلي”.

وقال المنظمون “إن أخطر ما واجه الفعاليات هو استخدام قوات الاحتلال فرق القناصة بكثافة لتطلق النار على الشباب العزل من مواقع محصنة الأمر الذي أدى الى استشهاد 17 شخصًا واصابة أكثر من 1400 آخرين”.

وأضاف المنظمون: “سيتم استخدام وسائل جديدة لتحييد القناصة من ضمنها:إشعال إطارات السيارات القديمة بشكل مكثف لحجب الرؤية عن جنود الاحتلال، استخدام المرايا لتعكس الشمس على أعين القناصين، توفير جرادل لتغطية قنابل الغاز فور اطلاقها للحد من تأثيرها، تشغيل صفارات الانذار بشكل متقطع وبأصوات مرتفعة لإحداث ارتباك لدى الجنود وتشتيت انتباههم”.

وشددوا على “أهمية الاحتفاظ بالطابع السلمي للمسيرات والتجمعات، مع ابقاء الفعاليات تحت علم فلسطين دون استحضار المظاهر الفصائلية والحزبية”، مؤكدين على “ضرورة منع الشبان من الوصول للسياج الفاصل في مرمى نيران جنود الاحتلال والحفاظ على المسافة المقررة من قبل الهيئة من 700 متر الى 1000 متر على أقل تقدير، من خلال التوعية للمشاركين أو استحداث لجان نظامية أو الاستعانة بوزارة الداخلية”.

 

وعلى أكثر من نقطة حدودية شرق قطاع غزة، حمل شبان خلال اليومين الماضيين «مرايا» كبيرة الحجم، عكسوا من خلالها أشعة الشمس تجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف تلال رملية وابراج عسكرية، في مسعى لتشتيت انتباههم، وإفقادهم السيطرة على أسلحتهم القناصة، التي أدى استخدامها يوم الجمعة الماضية إلى استشهاد 16 شابا فلسطينيا، وإصابة المئات بجراح، بينهم من أصيبوا بحراج خطرة.

 

 

وقد تواردت الفكرة باستخدام هذا السلاح، من خلال تبادل الأفكار والمقترحات من قبل المشاركين في «مسيرات العودة»، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخلال تواجد الشبان عند مناطق الحدود، لافتا إلى أن هناك مقترحات أخرى لابتكار أساليب نضالية شعبية جديدة، ستشهدها مناطق الحدود خلال الأيام القادمة.

 

ويلاحظ أن المشاركين في تلك المسيرات لا يعرفون بعضهم البعض، وأن ما يدفعهم للمشاركة، هو تحمسهم لفكرة «مسيرة العودة»، التي تأخذ طابع «النضال الشعبي السلمي»، والمقرر أن يتطور كثيرا حتى الوصول إلى «يوم الزحف» المقرر منتصف الشهر القادم، والذي ينوي خلاله المتظاهرون اجتياز الحدود الفاصلة، وتطبيق «حق العودة» بشكل عملي.

 

وقد أطلق نشطاء من المقاومة الشعبية، على وسائل التواصل الاجتماعي، سمّوه #جمعة المرايا والكاوتشوك، لاقى الكثير من التعليقات، حيث كتب الشاب مسلم سالم تحت هذا الوسم”ينصح بإحضار أكبر عدد وأكبر قطع من المرايا العاكسة”..

 

وإلى جانب هذه الفكرة التي جربت بشكل عملي، يتم حاليا تبادل الآراء حول تجميع كميات كبيرة من إطارات السيارات البالية «الكاوتشوك» لإحراقها على مقربة من الحدود، في مسعى من النشطاء أولا لتشكيل كتلة كبيرة من الدخان الأسود، بهدف حجب الرؤية أمام جنود القناصة، وحرمانهم من رؤية الأهداف بدقة.

 

وفي هذا السياق، تجري حاليا عمليات تجميع هذه الكميات الكبيرة من إطارات السيارات. وحسب الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لأصحاب الفكرة، فإنهم يريدون تجميع عشرة آلاف إطار، وتوزيعها على كل مناطق المواجهات الخمس جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، لإحراقها هناك.

 

ونشر القائمون على الحملة صوراً لشبان خلال عمليات تجميع هذه الإطارات، فيما نشرت صور خضعت لعملية مونتاج، على موقع «فيسبوك»، تظهر أحد مناطق الحدود وقد غطيت بإطارات السيارات «الكاوتشوك» في مشهد تعبيري عما سيحدث الجمعة القادمة، فيما كتب خالد أحمد على موقع «فيس بوك» يقول “جمعة الكاوتشوك للتغطية على نيران القناصة”

غير أن هذه «السلاح» قوبل بمطالبات تدعو لتجنب استخدامه، لما له من آثار سلبية على الصحة، وعبر النائب في المجلس التشريعي أشرف جمعة، عن خشيته من فكرة حرق الإطارات، التي ينتج عنها «أدخنة سوداء» مما قد يعطي فرصة للاحتلال لاستغلالها وإلقاء قنابل مسيلة للدموع من النوع الخطير المعروف باسم «غاز الادمسايت» الذي ينتج دخانا بلون دخان الاطارات نفسه عند اشتعالها، لافتا إلى أنه “يسبب نتائج وخيمة علي حياة ابناءنا ”

وأشار إلى أن هذا النوع من الغاز السام، استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2001 في مدينة غزة، وقال أنه سلاح “محرم دوليا”..

 

في المقابل هناك خشية من تأثر المتظاهرين بالأدخنة السوداء التي تتصاعد عند احتراق «الكاوتشوك»، خاصة إذا ما كانت الرياح وقت العملية تأتي من جهة الشرق، حيث ستحمل هذه الأدخنة إلى جهة المتظاهرين.

مقالات ذات صلة