وصْلــَتْ عمّوه

احمد حسن الزعبي

تربينا في بيئة مسالمة ، لا نعتدي على حقوق أحد، لكن بالمقابل لا نقبل أن يعتدي أحد على حقوقنا ، جغرافية دارنا الواقعة أسفل منسوب الشارع وفي نهاية تلّة صغيرة ،كانت تسبب لنا المتاعب في كثير من الأحيان ، فالمكان يصبح مطلاً لأطفال الأحياء الأخرى،و ثمار الحاكورة كثيرة ولله الحمد، و”الحيط واطي” وبالتالي القفز عن السياج لقطف الرمان أو سرقة العنب والهرب مجدداً وملاحقتهم بالعصا والحجارة كانت فعالية شبه يومية ، وأكاد أجزم أنه بسبب عشرين دجاجة ورفيّ حمام في الحاكورة قد ساءت علاقتنا مع الكثيرين من سكان الحي والغرباء بسببها، فكلما مرّ ولد نحو المخبز وارتقى في المنطقة الجغرافية المرتفعة يمسك بحجر ويضرب “طواقي الحمام” وتصبح الديوك وأخرج من باب غرفتي لأصيح عليه صيحتي المعهودة: “هي ولااااااااك استنّى علي”..أركض ما تيسّر لي من مسافة ثم أعود بعد ان يكون الصبي قد هرول بعيداً..وبعد ساعات يفرّ الحمام من جديد وتصيح الديوك وصوت الحجر يتدحرج حتى العريشة..يخرج أحدنا ثانية ويصبح “هي ولااااااا استنّى علي”..فيهرب الضارب ويعود المضروب..
ذات مساء ، قفز أحد الأولاد عن السور ، قطف رمّانتين ، لم يكتفِ بالسرقة بل تبعها بالاعتداء، ارتقى التلّة ،وضرب حجر على الزجاج فكسره ،سمعت تحطم الزجاج ،التقفت الحجر، وشقفة زجاج وركضت وراء الصبي مسافات طويلة ، شاهدت بأم عيني في قبضتيه رمّانتين من رمّان دارنا..فزاد غضبي وإصراري على كشفه ومعاقبته، لم أكن أعرف الصبي، لكن مبدأ التعدي والاعتداء أهانني..بقيت أركض خلفه حتى دخل بيتهم مسرعاً وأقفل الباب..قرعت الجرس وبيدي الحجر وقطعة الزجاج..خرج علي والد الصبي بعد أن فتح الباب بعصبية:
– والد الصبي: تفضل شو فيه؟

– أنا: وأنا ألهث ، ابنك سرق رمّان من دارنا، وضرب حجر وكسر القزاز..وهاي الدليل ثم مددت الحجر بيد والزجاج بيد أخرى.
– والد الصبي بتحدٍّ وبرود: طيب شو يعني؟..واخذ رمانة شو صار؟؟ كمان بتستحيش على طولك بتركض ورا ولد زغير..يلا انقلع
– أنا: يعني بدكيش تعاقبه؟
– والد الصبي: ابني ما غلط… بتيجي مرة ثانية هون بكسر رجلك..
– أنا: خلص وصلــَتْ عموه.

مقالات ذات صلة