التكنولوجيا تهدم العلاقات الأسرية

التكنولوجيا تهدم العلاقات الاسرية

حرير- أسماء التميمي

في القرن الواحد والعشرين، أصبحت التكنولوجيا شيئا مهما في حياتنا، بما تحمله من فوائد وايجابيات.
إلا أننا نلاحظ في الأونة الأخيرة أن أضراراها زادت عن سلبياتها، البعض منا يستخدم التكنولوجيا في العلم والثقافة، والبعض الاخر يستخدمها في الطريق الخاطئ الذي لا يتناسب مع قيمنا وعاداتنا .

اما الان فقد انتقل جزء كبير من هذا الدور الى شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة والالعاب الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتس اب وسناب شات وغيرها.

لم يصبح اقتناء بعض وسائل التكنولوجيا من الكماليات أو مظهرا من مظاهر التحضر والحداثة عند البعض، بل بلغ هذا التملك درجة الهوس، إذ أصبح كل فرد يمتلك هاتفا خلويا لصيقا به لا يفارقه في حله وترحاله، مكالمات ورنات لا تنتهي، رسائل قصيرة، لا يتوقف عن كتابتها، وصور لا يتوانى عن التقاطها.

عدا عن ذلك، باتت هشاشة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الاسرة الواحدة (الزوجين والابناء) أثرا سلبيا آخر ، فبعد ان يولد الطفل بأشهر قليلة يبدأ بحمل الايباد والهاتف الخلوي ، واتجه الأب أو الأم إلى إلهاء الطفل عنهما بهذه القطعة الصغيرة التي قد تتسبب له الابتعاد عنهما، مما سيؤدي الى خلق فجوة كبيرة بين الوالدين و الطفل.

وبسبب أن أغلب الاباء لا يعلمون ما هي اضرار ذلك على الطفل ، كشفت دراسة جديدة عرضت في مؤتمر أكاديمية طب الأطفال 2017 عن بعض النتائج المذهلة، و أفادت بأن كلما زاد عدد الساعات التى يقضيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين في استخدام شاشات المحمول مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية، زاد احتمال تعرضهم للتأخر في الكلام.

وأوصى الباحثون بضرورة منع الأطفال الأقل من 18 شهرا من استخدام الأجهزة الإلكترونية بخلاف الدردشة المرئية مع العائلة، لأنها يمكن أن تسبب تشتيت للطفل الصغير ويمكن أن يسبب قطع فى العلاقة بينهما وبين والديهم.

ومن جهة أخرى، أدى استخدام التكنولوجيا الخاطئ الى ضعف العلاقة الزوجية، فقد تسبب وجود الانترنت في البيت واستعماله بغير عقلانية، إلى تهديد ترابط العلاقة الأسرية الحميمية، خاصة عند قضاء أحد أفراد العائلة وقتا طويلا أمام الانترنت، مما يزيد من شك أحد الزوجين في الاستعمال لهذه التكنولوجيا ، خاصة بظهور آفات اجتماعية ومواقع غير أخلاقية على الشبكة العنكبوتية، مما يؤدي إلى ظهور خيانة زوجية، وخاصة عند إحساس احدهما بالبرودة العصبية من الطرف الآخر، مما يؤدي إلى الهروب إلى المواقع المخلة بالحياء، وكذا المواقع الشات وغيرها.

وتوجد طُرُق عديدة لعلاج هذة المشكلة:-

*الحوار بين أفراد الأسرة: على الآباء والأزواج اتِّباع نِظام أُسَريٍّ مُحَدَّد مُنظَّم؛ مثل:

* عند اجتماع أفراد الأسرة في غرفة الطعام وقت تناوُل الوجبات يجب أن تُطفأ جميع أجهزة الهواتف أو التلفاز، حتى تُتاح الفرصة للتحدُّث والتحاوُر.

* وأيضًا إغلاق أجهزة الهواتِف عند الدُّخول للمنزل؛ احترامًا لحرمة هذا المنزل، وللشريك والأبناء.

*إيجادأوقات فراغ ولو مرة فيا لأسبوع لـيجلس جميع أفراد الأسرة لممارسة نشاط ترفيهي أو للتحاوُر.

مقالات ذات صلة