مواطن صيفي شتوي.. طلعت شناعة
موطن صيفي شتوي.. طلعت شناعة
ينام المواطن الاردني على «التوقيت الشتوي» ويستيقظ على «التوقيت الصيفي». وهذا لا يعني انه ـ لا سمح الله ، متمرد او رافض لقرار تغيير التوقيت، بل لأنه لم يعتد بعد على تغيير الساعة.
فتراه يسهر حتى الفجر وينسى ان عليه ان يصحو مبكرا لكي يلحق بعمله . وهو ما سبب مشكلة لكثيرين ممن لم «يبرمجوا» مزاجهم على التوقيت الجديد. واكد «ابو الرايق» ان اوروبا لا تزال تعمل على التوقيت الشتوي وكذلك معظم الدول العربية. وتساءل لماذا استعجلنا بتغيير الساعة واحنا ـ في العالم ـ اولاد امريكا، قصدي «اولاد تسعة»؟.
عاد «ابو الرايق» واستدرك وخشي ان يكون «عكّ» والعك هنا غير مسموح به. وبين «عكّ» و مدينة «عكا» مسافة ضوئية لا يدركها امثاله ممن لم يغادروا «الرصيفة» الا لجلب «تنك مي» من «الزرقاء».
وعلى الفور جمع اصدقاءه الخُلّص وباح لهم بالسر، واخبرهم انه»عكّ» في مسألة التوقيت. واستفهمم من»اصحاب الخبرة» ان كانت الامور سوف تمشي على خير.
واسترجع انفاسه حين اكدوا له ان مشكلة «فرق التوقيت» مسألة عادية ويمكن لأي مواطن ان»يعكّ» فيها. وبخاصة اذا كانت له زوجة مثل»أم الرايق» التي تظل تثرثر طول الليل وتلهيه وبتروح عليه نومه ولا يلحق بالداوم الذي يفترض ان يكون مستعدا له الساعة السادسة والنصف بالكثير.
احد الخبثاء، همس بأذن ابو الرايق وقال: انت بس احكي لمسؤولك ان اختك «ام الرايق» هي السبب وهوّ على طول بصدقك وبسامحك ع التأخير.
لكن مشكلة اخرى واجهته انه حين صحا وجد الجو باردا جدا، واطمأن انه «زبط الساعة» على التوقيت الصيفي. احتار ماذا يرتدي: صيفي والا شتوي؟
فعاد الى البيت وارتدى بلوزة «خنق» قبة عالية، وعليها جاكيت وتحتها «شورت» وبذلك جمع بين التوقيت الصيفي والشتوي.
وهذا يؤكد ان المواطن الاردني قادر على التكيّف مع كل الظروف والفصول ..!