أول أردنية تمتلك مطعما في الطفيلة

استمدت قوتها وإصرارها من صلابة الأرض التي تربت فيها، ونشأت فوق ترابها فكانت امرأة مختلفة وعنيدة على قدر قوتها في مواجهة مجتمعها المحافظ والمغلق في الطفيلة، فكانت إنعام توفيق أول امرأة تمتلك مطعما للوجبات السريعة في الطفيلة. لم تكن حياة توفيق سهلة، فقد واجهت رفضا وانتقادات كبيرة من قبل عائلتها ومجتمعها المحيط، فقد اعتبروا ما تسعى للقيام به أمرا غير مألوف، الأمر الذي دفعها للتفكير في طريقة لتثبت لمن حولها أنها “قدها وقدود”. لم تشبه توفيق غيرها من النساء، فمنذ أن كانت شابة كانت أحلامها غير عادية، وطموحاتها على قدر حلمها الذي تجاوزت به العادات والتقاليد، وذلك المجتمع الضيق الذي كانت تعيش فيه، فإيمانها بقدرتها جعل ذلك الحلم حقيقة، لتصبح صاحبة أول مطعم للوجبات السريعة في الطفيلة. توفيق ابنة الجنوب امتلكت أحلاماً عديدة، استطاعت تحقيقها جميعها، لأنها أيقنت أنها قادرة على نقل هذه الأحلام من مجرد أمنيات إلى إنجازات، مؤمنة أن هذا الوطن لن يقوم إلا بأمثال هؤلاء المؤمنين بأن للنجاح مفاهيم تتجاوز المعتقدات التقليدية والتحديات الاجتماعية المختلفة. بدأت توفيق حلمها قبل ثمانية أعوام، بتصنيع المخللات وطهي الوجبات المختلفة الشعبية وغيرها من الوجبات الأخرى، خلال المواسم والمناسبات المختلفة، معتقدة أن تحقيق هدفها يبدأ بخطوات صغيرة، إلا أنها مؤثرة بما أنها عرفت النتيجة إلى أين. أسهمت هذه البدايات “المتواضعة” على مدار 8 سنوات في تمكين توفيق من تأسيس مطعمها في العام 2010؛ حيث تمكنت من تأمين رأس المال اللازم لبداية مشروعها، بالتزامن مع وجود مطعم للإيجار مقابل جامعة الطفيلة التقنية، لتكون الفرصة الحقيقية التي طالما حلمت بها. اكتسبت توفيق من خلال مطعمها شعبية كبيرة لم تكن تدركها، إلا عندما تم تكريمها مؤخراً من قبل جامعتي الحسين ومؤتة بوصفها أماً مثالية وواحدة من بين أبرز 100 سيدة في الطفيلة. وتردف “تفاجأت بأن الناس يعرفونني جيداً ويفخرون بما أقوم به”، لافتة إلى أن هناك عددا كبيرا من السيدات المتميزات والمكافحات في الطفيلة، الأمر الذي فاجأها بأنه تم اختيارها وبأن هذا الاختيار حظي بإجماع “حيث لم أكن أعرف أنني محبوبة إلى هذا الحد”. وتسعى توفيق إلى تطوير مطعمها بصورة مستمرة، كما تسعى إلى الانتشار بصورة أكبر في جميع محافظات المملكة، محاولة البحث عن المزيد من التشبيك كي تكتسب المزيد من الزبائن، مشيرة إلى أن مساهمة مشروع مساندة الأعمال المحلية، مكنتها من اكتساب قاعدة مميزة من الزبائن.

مقالات ذات صلة