مسيرة العودة إلى مُربّع الحقوق الفلسطينية الكامِلة

تكشف مسيرة العودة شركاء ترامب ونتنياهو في التحضير لصفقة القرن ، فلا مُبرّر لأي نظام عربي، أو إسلامي، أو دولي، ألا يُسانِد هذه المسيرة، ويدعمها، ويوفّر لها شبكة الأمان السياسي، والإعلامي، وهي مُتسلّحة بالحق الفلسطيني المكفول بقرار رأس الشرعية الدولية “الأمم المتحدة”، ناهيك أن ممارسة حق العودة بالأسلوب السلمي تشكّل اختباراً جاداً لمدى مصداقية ونزاهة المؤسّسات المدنية والحقوقية الدولية، بل هو امتحان حقيقي للضمير الإنساني في قرية العولمة الصغيرة.

قضية اللاجئين وحق العودة بمثابة عصب رواية المَظْلَمة الإنسانية للفلسطيني

تمر القضية الفلسطينية بحالٍ من انسداد الأفق السياسي، سواء لأسباب داخلية ذات علاقة بالانقسام داخل الساحة الفلسطينية، أو سواء لعوامل مُرتبطة بإزاحة العديد من الأنظمة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية من على سلّم أولوياتها، ما عزّز من القناعات الصهيو _ أميركية بإمكانية تصفية القضية الفلسطينية من خلال تمرير ما يُسمّى بصفقة القرن.

يدفع هذا المشهد بالفلسطينيين إلى التفكير خارج الصندوق، والبحث عن أدوات وأساليب نضالية خارج نطاق التقليدية الفلسطينية، من هنا نبعت فكرة مسيرة العودة الكبرى، التي ستنطلق في الثلاثين من آذار في ذكرى يوم الأرض، كأسلوب مقاومة شعبية سلمية تقف أمام محاولات شطب القضية الفلسطينية، وتزيل عنها ما اعتراها من آفات مسيرة أوسلو التفاوضية، التي أثبت الواقع فشلها، وتُعيدها إلى مُربّع الحقوق الكاملة والثوابت الفلسطينية ذات الإجماع الفلسطيني والاعتراف الدولي.

قضية اللاجئين وحق العودة بمثابة عصب رواية المَظْلَمة الإنسانية للفلسطيني، مُصطلح اللجوء يختزل مُعاناة الشعب الفلسطيني أينما وجِد، هذه المظلومية التي عبّر عنها القرار “194” للجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادِر ما بعد نكبة عام 1948، والذي يحفظ لهذا اللاجئ حق العودة إلى دياره، التي اقتُلِعَ منها والتعويض عن مُعاناته خلال فترة التهجير.

تهدف مسيرة العودة إلى ممارسة الشعب الفلسطيني لحقّه في عودته إلى أرضه، التي اقتُلِعَ منها قصداً، وبسابق إصرار وترصّد من قِبَل الحركة الصهيونية، وراعيها الاستعماري، وتذكير المجتمع الدولي بأن حق العودة لا يموت بالتقادُم، وأن محاولات التلاعُب الصهيو _ أميركية بمفهوم حق العودة والتعويض سواء بالكمّ أو النوع أو المضمون أو حتى بالشكل باطلة، حيث لا تمتلك أية جهة فلسطينية التفويض على التفاوض أو محاولة الانتقاص من هذا الحق، الذي يُعتَبر محل إجماع وطني لكافة الأطياف السياسية الفلسطينية.

تتيح مسيرة العودة  الفرصة لإيجاد نقطة التقاء فلسطيني مشترك، يُبنى عليها أُسس المشروع الوطني الفلسطيني من جديد، من خلال إعادة صوغ ثوابته الحقيقية, بدءاً من تعريف فلسطين الأرض والشعب بعيداً عن جغرافيا أوسلو التجزيئية، وليست انتهاءً بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني مازال في مرحلة التحرّر الوطني، وأن سلطة تحت الحُكم الذاتي لا تُعتَبر انتقالاً إلى مُربّع الدولة المستقلّة لأن السيادة الفلسطينية لا تمنحها حِراب الاحتلال، ومؤسسات الدولة لا تحتاج الإذن من مُنسّق أعمال المناطق في جيش الاحتلال” بولي مردخاي”.

ديمومة فعاليات مسيرة العودة على المدى البعيد ، تمنح الفلسطينيين عِلاجاً فعّالاً لإنهاء حال الانقسام المُتعسّر في المشهد الفلسطيني ، إن أُحسِن استثمارها، فخيمة اللجوء تَسَع الكل الفلسطيني، أهازيج “الميجنا” و”الدلعونة” التراثية ، رواية التغريبة الفلسطينية، ستُثبت للجمهور الفلسطيني أنها تعبّر عن ثوابته، مهما كان انتماؤه الحزبي، أو توجّهه الأيدلوجي، وأن فلسطين أكبر من فصائلها وأحزابها.

عقلانية مسيرة العودة تتجلّى بإدراكها للواقع المُحيط بالقضية الفلسطينية، وخصوصاً في قطاع غزّة، فبعد عقدٍ من الزمان اتّضح فشل المُراهنة على المُزاوجة ما بين إدارة سلطة  في غزّة محكومة بسقفِ أوسلو وبين ممارسة المقاومة المسلّحة في ظلّ هذه المُتغيّرات الاقليمية والدولية، لذا براغماتية مسيرة العودة  تسعى إلى الحفاظ على المقاومة، بما فيها الحق الفلسطيني في استخدام كل أشكال المقاومة ، لكن مع تعزيز أسلوب التظاهُر السلمي في هذه المرحلة بالذات لقطع الطريق على” إسرائيل” من استثمار الوضع الفلسطيني والعربي المُتهالِك، تحت مظلّة إدارة ترامب لشنّ حربٍ جديدة على غزّة، في وقتٍ الحاضِنة الشعبية للمقاومة تعاني حِصاراً اقتصادياً خانِقاً، وفي الوقت ذاته نستغلّ خوف دولة الاحتلال من زحف الآلاف من الفلسطينيين نحو أراضيهم المحتلة عام 1948م ، والتي تعتبره تهديداً وجودياً لمشروعها الصهيوني ، وخاصة إذا تم على كل جبهات تواجد اللجوء الفلسطيني، وبذلك يتم استدراج دولة الاحتلال إلى حرب استنزاف إعلامي ودبلوماسي، بمعنى أن الرواية والكاميرا الفلسطينية ستُحيّد طائرات الإف_16 الصهيونية من ساحة المواجهة، في الوقت التي يرجع فيه الفلسطيني إلى خطاب المطالبة بكامل حقوقه في فلسطين، قافزاً عن متاهات خريطة اتفاق أوسلو، هذا الأمر انعكس من خلال حال الهلَع والتحريض الهائلين ضد هذه المسيرات داخل الإعلام العبري، منذ تأكّده من جديّتها، والمطالبة من جيش الاحتلال أن يستعدّ لمواجهتها من دون تشويه الصورة الديمقراطية الزائفة “لإسرائيل” أمام المجتمع الدولي .

تكشف مسيرة العودة شركاء ترامب ونتنياهو في التحضير لصفقة القرن، فلا مُبرّر لأي نظام عربي، أو إسلامي، أو دولي، ألا يُسانِد هذه المسيرة، ويدعمها، ويوفّر لها شبكة الأمان السياسي، والإعلامي، وهي مُتسلّحة بالحق الفلسطيني المكفول بقرار رأس الشرعية الدولية “الأمم المتحدة”، ناهيك أن ممارسة حق العودة بالأسلوب السلمي تشكّل اختباراً جاداً لمدى مصداقية ونزاهة المؤسّسات المدنية والحقوقية الدولية، بل هو امتحان حقيقي للضمير الإنساني في قرية العولمة الصغيرة.

ولكن تبقى المخاوف الحقيقية على مسيرة العودة، أن يُعيد التاريخ الفلسطيني نفسه، ويتم إفشال مسيرة العودة بنفس الأساليب التي تم بها إجهاض إضراب عام 1936م الأطول في تاريخ الثورة الفلسطينية، وحتى ولو حدث ذلك، يكفي أن مسيرة العودة أعادت المشروع الوطني الفلسطيني إلى مُربّع فلسطين التاريخية.

قضية اللاجئين وحق العودة بمثابة عصب رواية المَظْلَمة الإنسانية للفلسطيني

تمر القضية الفلسطينية بحالٍ من انسداد الأفق السياسي، سواء لأسباب داخلية ذات علاقة بالانقسام داخل الساحة الفلسطينية، أو سواء لعوامل مُرتبطة بإزاحة العديد من الأنظمة العربية الرسمية للقضية الفلسطينية من على سلّم أولوياتها، ما عزّز من القناعات الصهيو _ أميركية بإمكانية تصفية القضية الفلسطينية من خلال تمرير ما يُسمّى بصفقة القرن

يدفع هذا المشهد بالفلسطينيين إلى التفكير خارج الصندوق، والبحث عن أدوات وأساليب نضالية خارج نطاق التقليدية الفلسطينية، من هنا نبعت فكرة مسيرة العودة الكبرى، التي ستنطلق في الثلاثين من آذار في ذكرى يوم الأرض، كأسلوب مقاومة شعبية سلمية تقف أمام محاولات شطب القضية الفلسطينية، وتزيل عنها ما اعتراها من آفات مسيرة أوسلو التفاوضية، التي أثبت الواقع فشلها، وتُعيدها إلى مُربّع الحقوق الكاملة والثوابت الفلسطينية ذات الإجماع الفلسطيني والاعتراف الدولي.

قضية اللاجئين وحق العودة بمثابة عصب رواية المَظْلَمة الإنسانية للفلسطيني، مُصطلح اللجوء يختزل مُعاناة الشعب الفلسطيني أينما وجِد، هذه المظلومية التي عبّر عنها القرار “194” للجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادِر ما بعد نكبة عام 1948، والذي يحفظ لهذا اللاجئ حق العودة إلى دياره، التي اقتُلِعَ منها والتعويض عن مُعاناته خلال فترة التهجير.

تهدف مسيرة العودة إلى ممارسة الشعب الفلسطيني لحقّه في عودته إلى أرضه، التي اقتُلِعَ منها قصداً، وبسابق إصرار وترصّد من قِبَل الحركة الصهيونية، وراعيها الاستعماري، وتذكير المجتمع الدولي بأن حق العودة لا يموت بالتقادُم، وأن محاولات التلاعُب الصهيو _ أميركية بمفهوم حق العودة والتعويض سواء بالكمّ أو النوع أو المضمون أو حتى بالشكل باطلة، حيث لا تمتلك أية جهة فلسطينية التفويض على التفاوض أو محاولة الانتقاص من هذا الحق، الذي يُعتَبر محل إجماع وطني لكافة الأطياف السياسية الفلسطينية.

تتيح مسيرة العودة  الفرصة لإيجاد نقطة التقاء فلسطيني مشترك، يُبنى عليها أُسس المشروع الوطني الفلسطيني من جديد، من خلال إعادة صوغ ثوابته الحقيقية, بدءاً من تعريف فلسطين الأرض والشعب بعيداً عن جغرافيا أوسلو التجزيئية، وليست انتهاءً بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني مازال في مرحلة التحرّر الوطني، وأن سلطة تحت الحُكم الذاتي لا تُعتَبر انتقالاً إلى مُربّع الدولة المستقلّة لأن السيادة الفلسطينية لا تمنحها حِراب الاحتلال، ومؤسسات الدولة لا تحتاج الإذن من مُنسّق أعمال المناطق في جيش الاحتلال” بولي مردخاي”.

ديمومة فعاليات مسيرة العودة على المدى البعيد ، تمنح الفلسطينيين عِلاجاً فعّالاً لإنهاء حال الانقسام المُتعسّر في المشهد الفلسطيني ، إن أُحسِن استثمارها، فخيمة اللجوء تَسَع الكل الفلسطيني، أهازيج “الميجنا” و”الدلعونة” التراثية ، رواية التغريبة الفلسطينية، ستُثبت للجمهور الفلسطيني أنها تعبّر عن ثوابته، مهما كان انتماؤه الحزبي، أو توجّهه الأيدلوجي، وأن فلسطين أكبر من فصائلها وأحزابها.

عقلانية مسيرة العودة تتجلّى بإدراكها للواقع المُحيط بالقضية الفلسطينية، وخصوصاً في قطاع غزّة، فبعد عقدٍ من الزمان اتّضح فشل المُراهنة على المُزاوجة ما بين إدارة سلطة  في غزّة محكومة بسقفِ أوسلو وبين ممارسة المقاومة المسلّحة في ظلّ هذه المُتغيّرات الاقليمية والدولية، لذا براغماتية مسيرة العودة  تسعى إلى الحفاظ على المقاومة، بما فيها الحق الفلسطيني في استخدام كل أشكال المقاومة ، لكن مع تعزيز أسلوب التظاهُر السلمي في هذه المرحلة بالذات لقطع الطريق على” إسرائيل” من استثمار الوضع الفلسطيني والعربي المُتهالِك، تحت مظلّة إدارة ترامب لشنّ حربٍ جديدة على غزّة، في وقتٍ الحاضِنة الشعبية للمقاومة تعاني حِصاراً اقتصادياً خانِقاً، وفي الوقت ذاته نستغلّ خوف دولة الاحتلال من زحف الآلاف من الفلسطينيين نحو أراضيهم المحتلة عام 1948م ، والتي تعتبره تهديداً وجودياً لمشروعها الصهيوني ، وخاصة إذا تم على كل جبهات تواجد اللجوء الفلسطيني، وبذلك يتم استدراج دولة الاحتلال إلى حرب استنزاف إعلامي ودبلوماسي، بمعنى أن الرواية والكاميرا الفلسطينية ستُحيّد طائرات الإف_16 الصهيونية من ساحة المواجهة، في الوقت التي يرجع فيه الفلسطيني إلى خطاب المطالبة بكامل حقوقه في فلسطين، قافزاً عن متاهات خريطة اتفاق أوسلو، هذا الأمر انعكس من خلال حال الهلَع والتحريض الهائلين ضد هذه المسيرات داخل الإعلام العبري، منذ تأكّده من جديّتها، والمطالبة من جيش الاحتلال أن يستعدّ لمواجهتها من دون تشويه الصورة الديمقراطية الزائفة “لإسرائيل” أمام المجتمع الدولي .

تكشف مسيرة العودة شركاء ترامب ونتنياهو في التحضير لصفقة القرن، فلا مُبرّر لأي نظام عربي، أو إسلامي، أو دولي، ألا يُسانِد هذه المسيرة، ويدعمها، ويوفّر لها شبكة الأمان السياسي، والإعلامي، وهي مُتسلّحة بالحق الفلسطيني المكفول بقرار رأس الشرعية الدولية “الأمم المتحدة”، ناهيك أن ممارسة حق العودة بالأسلوب السلمي تشكّل اختباراً جاداً لمدى مصداقية ونزاهة المؤسّسات المدنية والحقوقية الدولية، بل هو امتحان حقيقي للضمير الإنساني في قرية العولمة الصغيرة.

ولكن تبقى المخاوف الحقيقية على مسيرة العودة، أن يُعيد التاريخ الفلسطيني نفسه، ويتم إفشال مسيرة العودة بنفس الأساليب التي تم بها إجهاض إضراب عام 1936م الأطول في تاريخ الثورة الفلسطينية، وحتى ولو حدث ذلك، يكفي أن مسيرة العودة أعادت المشروع الوطني الفلسطيني إلى مُربّع فلسطين التاريخية.

مقالات ذات صلة