مؤتمر البحرين: مزاد لبيع فلسطين بالعملة الخضراء

حتى الآن 3 دول عربية غير البحرين، أكدت رسمياً موافقتها على المشاركة بمؤتمر المنامة الاقتصادي، الممهد لصفقة القرن الأمريكية، ضاربة بعرض الحائط دعوة منظمة التحرير الفلسطينية للدول بالتراجع عن حضورها، ومتمسكة بقرار المشاركة تحت مظلة “المحافظة على الحقوق الفلسطينية”، فكيف ستنجح تلك الدول في المشاركة بمؤتمر البحرين والمحافظة على حقوق الفلسطينيين في الوقت نفسه؟ وما الدلالة السياسة وراء اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البحرين لعقد هذا المؤتمر؟

 

لماذا سيعقد المؤتمر في البحرين؟

المحلل السياسي أكرم عطا الله قال إن “البحرين تعتبر أحد الأماكن ذات الأهمية الاستراتيجية فيما يتعلق بالصراع مع إيران، وبالتالي هي بحاجة للدعم الأمريكي، والولايات الأمريكية تدرك ذلك، لذا فإن البحرين من الدول العربية التي لا تستطيع أن تقول لا لمؤتمر البحرين الاقتصادي المتعلق بالقضية الفلسطينية”.

وأضاف:” الأمريكان اختاروا نقطة الضعف هذه لدى البحرين من أجل تمرير وحشد مجموعة من الطاقات الخليجية التي لا تستطيع أن تقول لا طالما هي في احتياج لأمريكا، كونها مهددة بطريقة أو بأخرى فيما يتعلق بالصراع مع إيران”.

ولفت عطا الله إلى أن البحرين تعتبر أحد المراكز الاقتصادية المهمة جداً في منطقة الخليج، حتى فيما يتعلق بالعملات الدولية والتبادلات الدولية، فهي مركز مالي منذ فترة زمينة.

وأكد أن هناك مصالح متبادلة بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، دفعت بالبحرين للموافقة على عقد المؤتمر في بلادها.

وتابع: “منذ فترة زمنية طويلة والبحرين قد بدأت بإقامة علاقات بطريقة أو بأخرى مع إسرائيل، متجاهلة ان إسرائيل تحتل فلسطين، ومتجاهلة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية دخلت من هذا الجانب، وبدأت بتهيئة البحرين شعباً وقيادة، وبالتالي لن يرفضوا مؤتمر المنامة”.

وأشار إلى أن “اختيار البحرين هو غير عبثي، فهم اختاروا موقعاً لن يستطيع أن يقول لا للمصالح الأمريكية ولإسرائيل”.

 

تجاهل تام للدعوات الفلسطينية

الإمارات والسعودية وقطر، أكدت رسمياً مشاركتها في مؤتمر المنامة، ضاربين بعرض الحائط دعوات منظمة التحرير الفلسطينية بالتراجع عن الحضور.

وفي هذا الصدد قال عطا الله :” القضية الفلسطينية فيما يتعلق خاصة بالدول الخليجية وحتى المملكة العربية السعودية التي هي صاحبة المبادرة العربية  التي صدرت في بيروت وتحدث بقضايا اللاجئين والقدس، فد غيرت مجموعة أجنداتها، بعد حالة الصراع مع إيران والاحتياج للمصلحة الأمريكية، وبالتالي هذه الدول تربطها مصالح مشتركة، وتعتبر في هذه المرحلة قضايا الصراع مع إيران على سلم أجنداتها.

وأكد عطا الله أنه ما يقال إعلاميا عن الولاء للقضية الفلسطينية لا يطبق على أرض الواقع، وأكبر دلالة على ذلك، انه في اجتماع الوزراء الخارجية العرب الأخير تم الاتفاق على دعم صندوق السلطة الفلسطينية بـ100 مليون دولار في ظل الأزمة المالية التي تواجهها، إلا ان هذه الدول لم تقم بتنفيذ ذلك”.

وقال إن المفارقة تكمن في أن الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الدول يتحدثون عن مؤتمر اقتصادي لبحث مسألة القضية الفلسطينية، فإذا كانت تلك الدول معنية حقا بالاقتصاد الفلسطيني لماذا لم يدعموا صمود الفلسطينيين، وتقوية السلطة الفلسطينية لإتمام مهمتها.

وأكد أن المؤتمر لا يتعلق بدعم القضية الفلسطينية على قدر ما يتعلق بتمرير برنامج أمريكي إسرائيلي يهدف إلى تقويض القضية الفلسطينية تحت مصطلح السلام الاقتصادي.

وأشار إلى أن الدعوة إلى مؤتمر البحرين جاءت من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا تتحدث عن صفقة القرن وبدأت بتطبيقات الصفقة، وأبرز دلالات ذلك محاصرة السلطة الفلسطينية لتطويعها سياسيا، ومحاولة تغير برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وإعلانها الواضح بخصوص القدس، وعدم مبالاتها عندما أعلن نتنياهو عن نيته ضم مناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي طالما أجندة الاجتماع وصاحب الدعوة قام بتمرير كل هذه القضايا كمقدمات لصفقة القرن، وتقبل هذه الدول بعقد الجانب الاقتصادي لصفقة القرن، إذا هي تفعل وتمارس على أرض الواقع بعكس ما يقال في جلسات الجامعة العربية أو من قبل بعض القادة السياسين والوزراء الخارجية لهذه الدول.

مقالات ذات صلة