كارثة السيول: ارتفاع الوفيات إلى 12 وجهود بالبحث عن مفقودين

حرير- بعد مضي أقل من نحو أسبوعين على “فاجعة البحر الميت”، والتي راح ضحيتها 21 شخصًا جلهم من طلبة مدرسة خاصة في عمان، ارتفع أمس عدد ضحايا السيول والفيضانات الجديدة التي خلفتها أمطار غزيرة مساء أول من أمس الجمعة في عدة مناطق بمحافظتي مادبا ومعان ومناطق مختلفة بالجنوب، إلى 12 وفاة، فيما أصيب 12 آخرون بإصابات مختلفة، فيما لا يزال البحث جاريا عن طفلة صغيرة حتى مساء أمس.

وبذل مئات أفراد الدفاع المدني والقوات المسلحة والأمن العام وقوات الدرك طوال ليلة أول من أمس ويوم أمس جهودا كبيرة، في عمليات الانقاذ والبحث عن مفقودين وسط أطنان من الطمي والمخلفات التي تركتها وراءها سيول المياه المتدفقة بتلك المناطق، جارفة معها كل ما وقف بطريقها.

في حين أعلنت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي عن إرسال طائرات عمودية للمساعدة في أعمال البحث في منطقة الواله، وفصيل هاون تابع لسلاح المدفعية الملكي من أجل توفير الإنارة لفرق الإنقاذ، وناقلات جنود إلى منطقة الجفر بمعان “لإنقاذ مواطنين حاصرتهم السيول”.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه رئيس الوزراء د.عمر الرزاز، خلال ترؤسه اجتماعًا لمجلس إدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، المواطنين إلى الاستعداد للتعامل مع التحديات المناخية، قائلًا “هذه أيام عصيبة.. وهناك تغير مناخي على مستوى العالم والمنطقة.. وعلينا أن نكون جاهزين للتعامل مع هذه التحديات”، مؤكدًا أن وعي المواطن من المخاطر هو الأساس في الوقاية منها.

وبينما أظهرت لقطات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي سيولا قوية طينية جارفة تضرب مناطق مليح والواله ووادي هيدان، أظهرت لقطات أخرى آلاف السياح الأجانب وقد حاصرتهم المياه في منطقة البتراء الأثرية.

كما شُوهد عشرات من رجال الدفاع المدني تساندهم قوات الدرك وهم يقومون بعمليات البحث بين الطمي والأوحال وغطى ملابسهم الطين، بحثًا عن طفلة كانت مع عائلتها عندما جرفت سيارتهم السيول.

وأكد مدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعة مساء أمس استمرار عمليات البحث عن الطفلة المفقودة بمنطقة مليح.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان لها أمس: “لقي 12 شخصًا حتفهم، وأصيب 12 آخرون بإصابات وصفت ما بين المتوسطة والبسيطة، جراء السيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة في مناطق الواله ومليح وضبعة بمحافظة مادبا، فيما لا يزال البحث جاريا عن طفلة صغيرة ما تزال في عداد المفقودين”.

وأضافت، في بيانها إن غرف عمليات دفاع مدني مادبا ومعان والبلقاء تبلغت ظهر أول من أمس عن وجود أشخاص داهمتهم المياه في مناطق ضبعة والواله ومليح ووادي موسى ووادي شعيب والبتراء، حيث تحركت كوادر الدفاع المدني إلى مواقع الحوادث المختلفة، وتبين أنه نتيجة غزارة الأمطار وارتفاع منسوب المياه تشكلت السيول التي داهمت مجموعة من المواطنين.

وتابعت أن كوادر الدفاع المدني باشرت بعمليات الإنقاذ من خلال فرق الغطاسين وفريق البحث والإنقاذ الأردني وعدد كبير من الآليات والمعدات المتخصصة وبإشراف مباشر من مدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعة وبمشاركة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأمن العام والدرك ووزارتي الإشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية، بالإضافة إلى عدد من المروحيات العمودية التابعة لسلاح الجو الملكي.

وأوضحت المديرية أن عمليات البحث والإنقاذ والتفتيش مستمرة لغاية هذه اللحظة للبحث عن شخصين مفقودين، مع العلم أن وعورة المنطقة وغزارة الأمطار وتشكل السيول وما رافقها من طمي وأتربة وحدوث بعض الانهيارات في المنطقة كان سبباً في إعاقة عمليات البحث والتمشيط.

وأشارت إلى أن الفرق المشاركة تمكنت من تأمين الآلاف من المواطنين إلى أماكن آمنة وإسعاف 12 شخصا.

إلى ذلك، قال مصدر بالدفاع المدني إن “عمليات البحث جارية عن طفلة مفقودة بعد العثور على جثة واحدة”، مضيفًا أن “عمليات البحث تمتد لأكثر من 10 كيلومترات بمشاركة طائرات مسيرة وقوات دفاع مدني ودرك وقوات أمنية وسلاح الجو الملكي”، مشيرًا إلى أن “ارتفاع مستوى الطمي الذي خلفته السيول يعيق عمليات البحث”.

وكان محافظ مادبا حسن القيام أكد أن “فرق الإنقاذ عثرت على جثة فتاة فقدت مع عائلتها مساء أول من أمس جراء السيول في منطقة الهيدان بمادبا”، مضيفًا “تبقى فتاة واحدة تتكثف جهود الإنقاذ للعثور عليها”.

وقالت مصادر أمنية إن كوادر شرطة معان والدفاع المدني وبلدية الأشعري أخلت مساء أمس ثلاث عائلات داهمت منازلهم السيول في منطقة المنشية بقضاء اذرح بمحافظة معان، ونقلهم إلى مناطق آمنة.

وشهدت مناطق قضاء اذرح ورأس النقب مساء أمس تساقطاً للأمطار إذ تشكلت السيول في منطقة المنشية وارتفع منسوب المياه عن الطريق المؤدي للمنطقة، وعملت كوادر وزارتي الأشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية على إعادة فتح الطريق وإزالة العوائق.

وفي ذات السياق، أخلت كوادر الدفاع المدني ستة أشخاص في منطقة الجفر ونقلتهم إلى أماكن آمنة.

وكانت الحكومة قالت على لسان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسمها جمانة غنيمات “إنه تم صباح أمس تناقل معلومات عبر الإعلام تفيد بانقطاع تواصل أفراد إسرائيليين مع عائلاتهم فقدوا أول من أمس في مناطق بجنوب المملكة”. وأضافت “أنه جرى الاتصال مع العمليات المشتركة في القوات المسلحة ومع السفير الإسرائيلي لدى عمّان، الذين أفادوا بعدم ورود اتصالات لانقطاع التواصل مع أفراد إسرائيليين”.

وتابعت “أن سفارتنا في تل أبيب تواصلت مع وزارة الخارجية الاسرائيلية لغايات التأكد من المعلومة وطلب الأسماء للإسرائيليين المفقودين”، موضحة “أنه ولغاية اللحظة، جرى تواصل 4 افراد اسرائيليين مع أسرهم، فيما لا تزال المعلومة بشأن اثنين آخرين غير مؤكدة”.

على صعيد متصل، قالت غنيمات إن سد الواله آمن ولم يتعرض لأي أضرار جراء الفيضان، ولا صحة لما يشاع من معلومات حول أن سد الواله عرضة للانهيار.

وأشارت غنيمات إلى تراجع فيضان سد الواله إلى 22 مترا مكعبا بالثانية، مؤكدة أنّ حالة السد بوضع جيد، حيث تصل سعته التخزينية إلى 3ر9 مليون مت مكعب

(وكالات)

مقالات ذات صلة