شتان بين معارضة… ومعارضة.. رشيد حسن

معارضة وطنية، نابعة من وجع الوطن، ومن وجع اهله وناسه..فهي صمام الامان للوطن وللمواطنين..

ومعارضة تمد يدها ورجلها الى الخارج، تستقوي باعداء الوطن، تركب دباباتهم، بعد ان مارست العهر في فنادقهم فهي وبال وكارثة على الجميع..
وبوضع النقاط على الحروف…
فالمعارضة الوطنية هي معارضة مشروعة، نصّت عليها الدساتير والقوانين، في كافة دول العالم..
وفي التقاليد والاعراف الديمقراطية العريقة، تعتبر المعارضة الحقيقية، وليست الصورية ضرورة لا غنى عنها، لتجذير الديمقراطية، فلا ديمقراطية بدون معارضة، لان الديمقراطية بالاصل قائمة على الاختلاف،وليس على التوافق..
فلا غنى للديمقراطية عن المعارضة.
ولا غنى للحاكم عن المعارضة..
ولا عنى للوطن عنها..
فهي الدماء المتجددة، وهي العين الساهرة التي تراقب الحكومات، وهي الصوت الشجاع الذي لا يرتجف، ولا يخاف..وهو يصدع بالحق، ويتصدى للفاسدين والمفسدين.
فالمعارضة الوطنية معنية برفع لواء الديمقراطية عاليا خفاقا..
والمعارضة معنية بمحاربة واجتثاث الفساد..
وهي ايضا معنية بتحقيق العدالة والمساواة، وتداول السلطة سلميا.
وهذه المعارضة التي تعرف اهدافها المشروعة جيدا، تؤمن بان تحقيق هذه الاهداف يتم عبر الوسائل المشروعة، عبر المظاهرات السلمية المشروعة، والتي كفلها الدستور، وتحت مظلة القانون. فهي مؤمنة ايمانا لا يتزعزع بضرورة احترام الدستور، والانصياع للقوانين المرعية.. وتدعو وتصر بضرورة تطبيق القانون على الجميع، وترفض منطق «محمد يرث ومحمد لا يرث»..فالقانون صمام الامان، وهو الناظم للحياة، وهو الرادع للفساد وللمتصيدين بالمياه العكرة، وهو اخيرا المرجعية التي يحتكم اليها الجميع.
المعارضة الوطنية النظيفة..الشريفة ترفض ان تستظل بغير الوطن، وترفض ان تمد يدها للخارج، وترفض ان تستقوي بالاجنبي، وتصر على الاحتكام للشعب.. وللشعب فقط، فهو صاحب الولاية، وصاحب الحق في قول «لا» كبيرة، وفي قول «نعم» مجلجلة..!1
اما المعارضة الثانية، والتي نطلق عليه صفة «معارضة» تجاوزا، فهي اقرب الى المرتزقة، واقرب الى المتكسبين الذي باعوا انفسهم، ورهنوا ضمائرهم، واصبحوا حقيقة «بنادق للايجار»..
هذه «المعارضة « تستقوي باعداء الامة، تستقوي باميركا واسرائيل على اهلها وناسها..
وما حدث في السنوات الاخيرة في عدد من الدول العربية، واسمحوا لي بعدم ذكر اسماء الدول التي اصابتها هذه اللعنة، وبالتاكيد القارىء الكريم يعرف اسماء هؤلاء واولئك الذين استقووا بالاجنبي على اهلهم، وركبوا الدبابات الاميركية، ناسين او متناسين ان ما يقومون به هو خيانة عظمى لاوطانهم، ولامتهم، ولكل المبادىء العظيمة التي رفعتها هذه الامة، وناضلت من اجلها طويلا، لتبقى حرة عزيزة مهابة.
ان من يجرؤ على الاستقواء بالاجنبي والاستعانة به، ليس معارضة، بل هو مجرد عميل صغير، وتابع مرتزق لاعداء الوطن، ومجرد مكنسة يستعملها مشغلوه متى ما ارادوا لكنس الفضلات، ومجرد حذاء ينتعله الطغاة، لتمزيق عرى هذه الامة، واذلالها بيد من يعتبرون انفسهم ابناءها.
باختصار..
المعارضة الوطنية، ضرورة للحفاظ على الوطن، وتجذير الديمقراطية، والعدالة والمساواة.
اما المعارضة التي تستقوي بالاجنبي، فهي ليست بمعارضة، انها مجرد مرتزقة، وبندقية للايجار، وسكين بيد العدو لتمزيق اوصال الوطن.. وتعميق جراحه واذلال اهله وناسه.
تبا لابي رغال..
وابي عبد الله الصغير..
واللعنة على من باع نفسه للقرصان الاميركي
وللشيلوك الصهيوني.

مقالات ذات صلة