رسالة إلى المعلم

ينطلق الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي، وصعاب الظروف تتلاطم بالمواطن الأردني أيّما ملاطمة، ضيق بالحالة المعيشية، وارتفاع في تكاليف الحياة، وضغط نفسي ذلك في كل حين .
في تلك الظروف وغيرها الصعب الكثير، يسير أبنا}نا مع صباحات هذا الأسبوع إلى مدارسهم مثقلين وكأن الهمّ قد تشبّث بهم، فلا نفسية مرتاحة وجيباً مملوءً بالفراطة، ولا هدايا تحفيزية، ولا حتى كلمة لطيفة من والديه تدعمه معنويا، فقد قُلنا إن النفسية متعبة فقد ارتكزت على أرضية منهكة من هموم المعيشة.
قد يكون الملاذ، معلمًا، أو معلمة، اختارها – جلّ في علاه – لتكون المخلّص للطفل من تبعات ما يحمل من هموم، يبعده عن كل سوء، يرفع من شأنه، يحرص عليه، يعطيه النصيحة، والفكرة ، والهدف، وقد يرسم طريق مستقبله.
المعلم، نبراس ومشعل، وطريق نخطوه، وفكرة نؤمن بها، نتملها ونجعلها منهاجا، لذلك، كونوا القدوة، ابنوا جيلايتجاوز الملامّات، فقد باتت تحيط بنا من كل جانب، ابتعدوا به عن صغار الأمور، ارتقوا به نحو العنان ، لا تتركوه متخبطا ضائعا .
معلميّ الأعزاء، لا ترهقوا أبناءكم وأبناءنا، بكماليات العملية التعليمية، وما يلزم وما لا يلزم، فالحمل سيعود به ثقيلا على والديه، لا تضعوا أبويه في قفص اتهام التقصير.
الفصل الجديد، مع بداية العام الجديد، اجعلوا منه مختلفا، أدّوا فيه رسالتكم بكل شرف ومهنية، فالخيارات أمامنا ضيقة، لا بل ضيقة حد الإختناق، لا منفذ فيها لمدرسة خاصة، أو مكان أبعد، والأمل فيكم كبير.

 

رائد الحراسيس

مقالات ذات صلة