باراك أوباما يبيع الفستق على باب سوق الذهب… محمد داودية

تم في 20 كانون الثاني عام 2009 انتخاب السيد باراك حسين اوباما ذي الاصول الكينية الافريقية السوداء، رئيسا للولايات المتحدة الامريكية. وانتخب رئيسا لولاية ثانية في 20 كانون الثاني عام 2013 انتهت عام  2017. اصبح باراك حسين اوباما رئيسا لاميركا عن طريق الحزب الديمقراطي، الذي تنافس فيه مع هيلاري كلينتون وهزمها. وتنافس خارجه مع جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري وهزمه هزيمة ساحقة.
وتم في 6 أيار 2016 انتخاب المحامي الباكستاني المسلم ابن سائق الحافلة والمرأة الخياطة، محمد صادق خان، أول عمدة مسلم لبلدية لندن، مرشحا عن حزب العمال البريطاني، ضد زاك غولدسميث الارستقراطي المليونير، مرشح حزب المحافظين، المدعوم من ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا آنذاك !!
وتم في 13 ايلول 2017 انتخاب السيدة، التي طلعت من اقلية هندية ملايوية مسلمة، حليمة بنت يعقوب، الرئيسة رقم 8 لجمهورية سنغافورة، التي هي من اعظم دول العالم نموا وابتكارا وشفافية وحاكمية رشيدة.
هذه الاحداث المهمة الكبيرة، وغيرها الكثير، تحمل الدلالات التالية:
أولا: أن العالم، يتقبل ولا يعادي الاقليات ولا يعادي الإسلام ايضا. وهذا مما يبعث على الفرح والسرور !!
ثانيا: ان النظام الحزبي هو من وفّر فرصة الإنتخاب الى هذه المواقع السامية. فالرئيس باراك حسين أوباما هو عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي. والمحامي محمد صادق خان هو عضو حزب العمال البريطاني. والسيدة حليمة زوجة محمد عبدالله الحبشي ذي الاصول العربية، هي عضو حزب العمل الشعبي السنغافوري ورئيسته.
ثالثا: اميركا وسنغافورة وبريطانيا دول ديموقراطية علمانية تكفل حرية الاعتقاد، ولا يشكل الاختلاف في الدين او الانتماء العرقي للاقليات، فارقا عند الامم المتقدمة، او سببا معيقا يحول دون الوصول الى اعلى المراتب والمسؤوليات.
رابعا: ان المجتمعات التي تقبل الآخر والمختلف، تهضم المهاجرين فيصبحون مواطنين ذوي قوة دفع، تسهم في قوة تلك المجتمعات وتقدمها.
وان شئنا المزيد من النماذج، فالدكتور الافريقي المصري المسلم احمد زويل حاز جائزة نوبل بفضل قدراته والامكانيات والفرص التي وفرتها اميركا له. وثمة آلاف القيادات العربية والمسلمة، التي تبوأت ارقى المواقع في العالم المتقدم، بقوة دفع من عاملين هما: الحزب وقواعد المواطنة.
لو هاجر حسين اوباما الى بلد عربي كالاردن مثلا، لظل ابناؤه، يعانون الأمرّين من لون بشرتهم، ولأصبح الشاب باراك، كاتب استدعاءات على بوابة قصر العدل، او بائع فستق على باب سوق الذهب في شارع فيصل، كما حصل مع المرحوم العم عمر النيجيري ابو أحمد، صاحب عربة الفستق الشهير.

مقالات ذات صلة