كتب حاتم الكسواني
سعت حماس جادة للمصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، عندما لجأت إلى حل مجلسها المركزي ، وإجراء تغييرات في قيادتها ، تبعه تعديلات جذرية في نظامها الداخلي ، إنسجم معياريا مع موقف حل الدولتين ، وفق منظور السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية .
بعد ذلك عملت حماس ، على تجاوز كل العقبات ، التي تقف في طريق المصالحة بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية ، بل أنها رطبت اجواء علاقتها مع السلطة الحاكمة في مصر ، وضمنت عدم معارضتها بشكل صريح لدعم إيران وقطر لحماس مادامت المصالحة معطلة ولم تتم بعد .
ومع إعلان ترامب لقراره نقل سفارة بلاده إلى القدس ، ومن ثم بدء الكشف عن خطوط ” صفقة القرن ” ، التي أتفق على أنها تهدف لتصفية القضية الفلسطينية ، أعلنت حماس عن معارضتها لها ، وعن تصميمها لإسقاطها ، بأي ثمن قد تدفعه لقاء ذلك .
ومع تصاعد الإجراءات الأمريكية ، للضغط على الفلسطينيين للإستجابة لمخططاتها الهادفة لتنفيذ صفقة القرن والتضييق عليهم ماليا وإقليميا بالإضافة إلى إتخاذ عدة قرارات تلقي بأثارها السيئة على الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين، كتقليص مساعدات (الأونروا) والتهديد بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية بشكل يكشف أن هذه الصفقة لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.
وفي الأيام التي يستعد فيها الفلسطينيون لتنفيذ مسيرة العودة الكبرى السلمية من خلال الاحتشاد الجماهيري بالقرب من الحدود الإسرائيلية للتوجه إلى وطنهم المحتل ، تبدأ حماس مناوراتها العسكرية بشكل يبعث رسائل تشي بتفكيرها الاستراتيجي الذي تدفن السلطة رأسها بالرمال دون رؤيته وهو أن كل جهد سلمي أو تفاوضي يحتاج إلى قوة تسنده .
من هنا نرى بأن حماس قد إختارت إستراتيجيا خيار حزب الله اللبناني المتمثل بإمتلاك القوة العسكرية وقرار الحرب والمواجهة ، وترك أعباء الحكم والإدارة المدنية بكلها وكليلها لسلطة رام الله، وهو قرار منصف لشعب محتل من عدو خارجي ، ويقع تحت عبء مؤامرة دولية ، فلا فلسطين لبنان المستقل الذي يملك جيشا ومؤسسات ديموقراطية حتى يكون قرار الحرب والسلم بيد حكومتها ، ولا الإحتلال جاد بمنح الفلسطينيين دولتهم الحرة المسموح فيها ، بتشكيل وحدات عسكرية قادرة ، على الدفاع عن حدودها .
و بناء ” على كل ماتقدم فإننا نرى بأن حماس إتخذت خيارها ” خيار حزب الله اللبناني “