«الجفت» .. وقود المواطنين بالشتاء في بلاد الزيت والزيتون

تشير آخر الدراسات الى ان «الجفت» يستغل كوقود او كسماد ومن الممكن أن يعتبر كمصدر بديل، رخيص ومتجدد للطاقة ومتوفر محليا بشكل كبير؛ نظرا لأن معاصر الزيتون في الاردن تصل كميّة إنتاجها من زيت الزيتون في عام واحدة إلى 100 ألف طن أحيانا، وبالتالي فإن كميّة المخلفات من الجفت والزيبار (مخلفات سائلة) ضخمة وتصل إلى حوالي 30 ألف طن تحتاج إلى معالجة،

إن لم يتم الاستفادة منها و»اعادة تدويرها» كسماد أو كمصدر للطاقة، فيما يكثر في فصل الشتاء الإقبال على استهلاك المشتقات النفطية والحطب وغيرهما كوسيلة لتدفئة المنازل واتقاء لبرد الشتاء القارص، حيث انتشر مؤخرا وبخاصة في المناطق التي تعتمد بفصل الشتاء على استخدام جفت الزيتون في مدافئ الحطب أو وضعه في المناقل المكشوفة «الاشتعال المفتوح» كوسيلة اخرى تسهم في تدفئة المنازل بشكل يلبي الغاية منها.
بدورها دفعت الارتفاعات في أسعار المحروقات بين الحين والآخر بعض المواطنين للعودة إلى الأساليب البدائية البسيطة في التدفئة، تجنبا لشراء الوقود من ديزل وكاز وغاز ومنها استخدام الحطب، ومخلفات معاصر الزيتون التي باتت تعرف بجفت الزيتون، ويعد جفت الزيتون من المواد القابلة للاشتعال بسرعة، ويساعد على نشر التدفئة في المكان، في حال استخدامه في مدافئ الحطب، أو في مواقد النار  الفيربليس، التي دخلت بيوت الأردنيين، في السنوات الأخيرة، ويحذر مختصون واطباء من ان استخدام الجفت في التدفئة ينطوي على مخاطر بيئية وصحية في حال لم يكن احتراقه كاملا، حيث ينتج عن ذلك غازات سامة من بينها اكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين، والتعرض لهذه الغازات لفترات طويلة يمكن ان تتسبب بالعديد من امراض الجهاز التنفسي مثل التهابات القصبات الهوائية وانتفاخ الرئة.

ويستعمل الجفت عادة في المواقد بدل الحطب نظراً لتكلفته الشرائية المنخفضة وارتفاع الوقود الصناعي من ديزل وغاز وكهرباء، فيما يفضل البعض استعماله في مواقد الحطب كرفض لما يقوم به تجار الحطب من قطع أشجار الأراضي الحرجية بهدف التكسب، ويتواجد بكميات كبيرة في الأردن نظراً لاشتهار البلد بزراعة الزيتون، فيما أدخلته الجامعة الأردنية في تجاربها على تحسين الأعلاف بهدف تسمين الحملان، وأظهرت النتائج تجاوباً بزيادة 15% على وزن الحمل دون أن يحدث أي أثر سلبي على صحة الحيوانات.

حالة صراع.

بدوره أستاذ القانون التجاري المشارك بجامعة آل البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني فعلق على الأمر بالقول،  إن الارتفاع الذي طرأ على اسعار المحروقات خلال السنوات الماضية جعل المواطن يعيش حالة صراع مع مختلف الظروف لتأمين التدفئة لأسرته؛ ما دعى المواطنين إلى استخدام مادة جفت الزيتون لكي تكون وسيلة لتأمين الدفء لإفراد اسرتهم، وأن جفت الزيتون هو وسيلة قديمة حديثة للتدفئة يلجأ المواطنون إلى استخدامها كوسيلة للتدفئة؛

لانها اقل سعرا من باقي المحروقات، وان المواطن الأردني مؤخرا يبحث عن كل ما هو مجد اقتصادياً في الحياة اليومية، حتى ظهرت استعمالات كثيرة للعديد من الأشياء التي لم تكن ذات أهمية من قبل، حيث يأتي جفت الزيتون في مقدمة تلك المواد التي تلاقي إقبالاً منقطع النظير من قبل المستهلكين، لاستخداماته في التدفئة، ويقدر البعض حاجة العائلة الاعتيادية المؤلفة من خمسة افراد بما معدله طن واحد من الجفت خلال فصل الشتاء باكمله.

ونوه السوفاني:  شهدت الاعوام القليلة الماضية تزايدا في اقبال المواطنين من ذوي الدخل المحدود على شراء جفت الزيتون لاستخدامه في التدفئة، وذلك باعتباره بديلا رخيصا وعمليا في ظل غلاء اسعار المحروقات، وحتى عهد قريب كان يجري التعامل مع عشرات الاف الاطنان من الجفت الناتج عن عمليات عصر الزيتون في الاردن باعتبارها مجرد نفايات، ومع الارتفاع المتوالي في اسعار المحروقات، بدأت الانظار تتجه الى الجفت كبديل عملي نظرا للطاقة الحرارية الكبيرة الناتجة عنه، فضلا عن طول امد احتراقه بسبب احتفاظه بنسبة من الزيت.

نصائح وارشادات.

وبدورها أوضحت إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي أن الحطب يحمل أضراراً بيئية حيث ينتج عن احتراقه مواد تؤثر على طبقة الأوزون وتؤثر في الوقت نفسه على مستخدمي هذه المادة إذا تم استخدامها بطريقة خاطئة، إضافة إلى ان التحطيب الجائر يؤدي إلى زيادة رقعة التصحر في مواقع عديدة ومن الضروري لمستخدمي هذه المادة الاهتمام بنوعية الحطب المستخدم بحيث يكون خاليا من الرطوبة للتخفيف من الدخان الكثيف المتصاعد منها عند بدايات الاحتراق، وهذا يعتمد على مكان تخزين مادة الحطب التي يجب حفظها في مكان جاف، كما أنه من الضروري عند استخدامها العمل على أن يكون احتراق المادة في مكان مفتوح أوخارج الأماكن المغلقة مع الحذر من إضافة مسرعات الاشتعال كالكاز والبنزين منعاً لحدوث أية حالة اختناق كما يفضل الالتزام بالتهوية المستمرة للغرفة التي يتم فيها استخدام الحطب حتى يتم السماح للهواء النقي بالدخول مع الاهتمام بضرورة عدم استخدام الحطب داخل المنزل لأغراض الطهي أوتجفيف الملابس وغيرهما والاهتمام بعدم اقتراب الأطفال من هذه المادة خوفاً من الحوادث المحتملة مع التأكد من إخماد الحطب عند الانتهاء من استعماله.

وتقول بالنسبة لجفت الزيتون كوسيلة للتدفئة كان يتم في السابق تحضيره بطريقة يدوية عبر اخذ المخلفات التي تنتج عن عصر الزيتون بحيث يتم تقسيمها إلى كتل كروية تتعرض للهواء والشمس لمدة طويلة حتى يتم التخلص من الرطوبة ومشتقات الزيت فيها وللحصول على أفضل واكبر قدر من الطاقة عند استخدامها ثم يتم تعبئة هذه المادة في أكياس من النايلون وتخزن في مكان جاف بعيداً عن متناول الأطفال أما حاليا فإن جفت الزيتون يتم التعامل معه آلياً عبر آلات كبس خاصة بتشكيل الجفت على شكل مكعبات يسهل استخدامها وتجفيفها.

مقالات ذات صلة