امريكا تلعب على المكشوف

حاتم الكسواني

بعد توقيع الدولة الأمريكية العميقة بيد بايدن على إقرار مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان بعد تأييد مجلس الشيوخ الأمريكي لهذا القرار تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد انتقلت من اللعب السياسي من وراء ستار إلى اللعب على المكشوف .

وبكل صراحة يقول بايدن بأن هذه المساعدات ” التي يشكل أغلبها للجانبين الاوكراني والاسرائيلي مساعدات عسكرية فمثلا من 26.4  مليار دولار مساعدات للكيان الصهيوني يذهب منها 13 مليار كمساعدات عسكرية تقوم بمهمة إبادة أبناء الشعب الفلسطيني  … يقول بايدن :

“لقد وقعت للتو مشروع قانون للأمن القومي أقره مجلس النواب خلال عطلة نهاية الأسبوع ووافق عليه مجلس الشيوخ أمس، وهو سيجعل أمريكا والعالم أكثر أمانا ويواصل قيادة أمريكا في العالم، والجميع يعلم ذلك”.

وفي الوقت الذي يتطلع العالم فيه إلى علاقات صحية متوازنة بين دوله وفق مبدأ رابح .. رابح  يخوف  الرئيس  بايدن دول الشرق الأوسط بالقول :

” أن اي هزيمة لإسرائيل ستمكن الإتحاد السوفيتي والصين من السيطرة على منطقة الشرق الأوسط ”

اذن أوكرانيا وإسرائيل وتايوان كيانات وظيفية تتبع السيد الأمريكي وتعمل على ضمان سيادته على العالم ، وهو حاليا أشد ما يكون تخوفا ورعبا من فقدان سيادته للعالم وظهور محاور وتحالفات سياسية تحد من غلواء سياساته المتوحشة حول العالم منذ تأسست الولايات المتحدة الأمريكية التي اوغلت في دماء السكان الأصليين ، بل ذهبت لسرقة المواطنين الأفارقة من ديارهم والإتجار بهم واستعبادهم واستخدامهم بتنفيذ الأعمال الصعبة.  المرهقة ، القدرة التي يانف السيد الأمريكي من القيام بها   في كل مجالات الحياة .

واليوم وعلى المكشوف تفصح أمريكا بأنها وراء كل صور القلق وعدم الاستقرار العالمي  بسبب إصرارها  على مقاومة أية نزعة للإستقلال والتحرر للشعوب التي لا تدور في فلكها. والتي تقاوم سادية الدول التي تمثلها كإسرائيل واوكرانيا .

وامعانا في لعب الامريكان على المكشوف فقد وضعوا قرار الحرب والسلام ووقف الإبادة الفلسطينية أو عدم وقفها و واستمرار سياسة التجويع أو وقفها بين ايديهم .
ومن أجل ذلك .. وعلى المكشوف .. لم نجد ان أمريكا  عملت على تحقيق إنفراج في أي جانب من الجوانب آنفة الذكر المتعلقة بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية  .
بل ان أمريكا وعلى المكشوف أرادت أن تعود بالمجتمعات العالمية إلى رواية الشعب اليهودي المظلوم الذي تعرض إلى عملية إبادة ،  غاضة النظر عن عظم عملية الإبادة الجماعية التي يمارسها وينفذها جيش الكيان الإسرائيلي المحتل  بحق الشعب الفلسطيني وبابشع الوسائل والصور … ويكفي ما انكشف خلال الأيام الماضية من ممارسات إبادة سادية قامت بها قوات الإحتلال الصهيوني في مستشفيي الشفاء وناصر والتي تمثلت بقتل المرضى والاطباء والكادر التمريضي ودفن بعضهم أحياء ، ومحاولة إخفاء جريمتها بتجريفهم و دفنهم  في مقابر جماعية .

ومع ذلك يطلع عليك المسؤول الأمريكي ليقول: لم يتأكد لنا بأن إسرائيل قد قامت بعمليات إبادة جماعية وأنها قامت بمحاولة إخفائها بمقابر جماعية  ، وأنها ستقوم بالطلب لإجراء تحقيق مستقل لإثبات أو نفي فعلتها هذه .. وهي تحقيقات يعلن عن النية لإجرائها ثم يتم تناسي، امرها بفعلة التستر الامريكية الاشنع من فعلة من يقومون بعملية الإبادة  .
ولا يحتاج إثبات ان أمريكا وراء كل عمليات العبث بالأمن والإستقرار العالمي لمنع مشاركة أية قوة عالمية لها في السيطرة على مفاصل القرار  الدولي ،  وضمان سيطرتها منفردة على  دول العالم ومقدراتها وثرواتها .
وستواصل أمريكا سياساتها إلى أن تحقق أهدافها أو تنهزم ، ولا يوقف سعيها هذا سوى مقاومتها ومقاومة اذرعها الإستعمارية في العالم  ، ورفض دول العالم لسياساتها، فامريكا وعلى لسان رئيسها بايدن تخوف أوروبا من هزيمة اوكرانيا على يد القوات السوفيتية مثلما خوفت دول الشرق الأوسط من هزيمة إسرائيل ، حيث يقول بايدن بأن روسيا بمجرد الإنتصار في أوكرانيا ستبدأ صداما مع دول الناتو الأوروبية، والحقيقة بأن اي نصر لروسيا على أوكرانيا سيعجل الحوار بينها وبين دول الناتو الأوروبية التي ستبتعد بعيدا ..بعيدا عن منطق السياسات التوتيرية الأمريكية في العالم … وهذا ماتتخوف منه أمريكا اذا انهزمت واذرعها الإستعمارية … إبتعاد كل دول العالم عن سياساتها الإستعمارية التوتيرية صانعة الفوضى وعدم الإستقرار الامني والإقتصادي والإجتماعي في العالم .

 

مقالات ذات صلة