سيادة اللواء..

هو ليس محلّل عسكري وحسب ، هو رسولٌ يأتيك من قلب المعركة حاملاً البشائر ، تنتظره بلهفة الابن لأبيه المقاتل الغائب ، غبار الواقعة فوق جفنيه ورائحة البارود تفوح من ملابسه فيلاقيك بابتسامة المنتصر ، وبصوت المؤمن الواثق ويسرد لك بشائر الخير ، هو ليس محلل عسكريّ وحسب هو طبيب يخرج من غرفة العمليات نلاقيه بخوف وترقّب فيقول الحمد لله الأمور بألف خير..
خائفون، متعبون، نازفون، متلهّفون، مقعدون، عاجزون ، عطشى للأمل ننتظر فقرة التحليل العسكري بكل خوف وشوق ، فنجد سيادة اللواء فايز الدويري “خزّان أمل” وذخيرة من الطمأنينة ، لا يهوّل ولا يهوّن ، لا يختلق انتصارات من وحي عاطفته أو من خيالات المقهورين ، انما هو هي يقرأ خريطة الحدث بكل دقة وموضوعية وامانة وموسوعية عسكرية ، انه يقرأ الصورة ، ركام البيوت ، القاذفات التي تطل من النوافذ، ألسن اللهب المشتعلة بالميركافا كما يقرأ الخريطة العسكرية دون استخفاف أو تضليل ، هو مثل جرّاح الأعصاب ، يقرأ أدقّ شرايين المعركة ، يعطي الأسباب ، ويتوقّع النتائج ويضع الحسابات التي يخفيها العدوّ عن الإعلام ، انه ابن الجيش العربي الذي نعرفه..
لم أعتد أن اكتب مادحاً لأحد ، لكن هذا الرجل يستحق الكثير لأنه ببصمة صواه المميزة وصدق عاطفته وتحليله أحيا الأمل بأمة كاملة ، يحقّ لنا أن نفخر كأردنيين ببيت الخبرة ، وبهذا الشخص العسكري الموسوعي ، الصادق والمطمئن والمؤمن بقضيته وعروبته ، الذي ما انحاز طوال خدمته العسكرية الا للحق والصدق والثبات في مواجهة نفس العدو..سيادة اللواء فايز الدويري هو “الصوت المريح” في المعركة، وهو تكبيرة الفجر من بين أصوات “الانفجارات” وهو “أذان النصر” برغم كل شهقات الموت..اللواء فايز الدويري..ليس مجرّد لواء انه فرقة مقاتلة في ميدان الكلمة والصورة…شكراً لأنك وجهنا الحقيقي الذي نفتخر به..
أحمد حسن الزعبي

مقالات ذات صلة