مرة أخرى … ولكن
كتب حاتم الكسواني
مره اخرى ..وأخرى..وأخرى يقتل الفلسطينيون في ظل صمت عربي وعالمي مطبق .
مره اخرى يعيش الفلسطينيون خطر التهجير القسرى ، ومواجهة خطر الخوف والمرض و فقدان السكن الآمن .
ومره اخرى يواجه الفلسطيني سرقة منزله وارضه ومصادرة أحلامه وما بناه بكده وتعبه عبر سنين عمره .
مره أخرى يضطر الفلسطيني أن يسكن الخيام ، وخطر أن يعيش باقي العمر في المخيمات .
مره اخرى يواجه الفلسطيني كتم صوته وصم الآذان عن سماع روايته ، وإهمال حقوقه المشروعة في امنه الشخصي وامن أسرته الصغيرة وامن شعبه ويواجه إنكار حقه في البقاء في وطنه .
مرة أخرى يطلب من الفلسطيني أن يغادر أرض الأباء والأجداد ،وأن يعيش لاجئا خارج وطنه مواطنا بلا درجة أو تصنيف و بلا هوية .
مرة أخرى ترفضه الحدود البرية والبحرية ، وتلفظه الموانئ الجوية .. وتبنى حوله حيث يقيم الأسوار .
ممنوع من العمل ومن التملك ومن التحرك .
ممنوع من الأمل و التطلع .
ممنوع من الكلام وإبداء الرأي
مشكوك فيه ، مستهجن وجوده ، مراقبة همساته وسكناته. مسموح أن يدخل المحارق بقدميه .
مسموح أن يموت تحت الركام بلا قبر .
ممنوع أن يعيش تحت الشمس ، أويناجي القمر ، أو يعد النجوم .
في الظلام يعيش ، تحت السقوف المعدنية ، وبين الجدران الرمادية ، وعلى الأرضيات الترابية .
قف للتفتيش .
سر بجانب الحيط حتى تعيش .
متهم انت …مقصر انت ..انت من باع أرضه، انت من ترك راغبا وطنه ،فلا تتفلسف .
لم نقصر معك ، اغدقنا عليك خبزا وسردينا ، وعلب بولوبيف ، وطرود خير كل رمضان ، وبالات ملابس في كل عيد .
ولكن
إنني ارفض كل ماسيكون .
لا أحد يرسم مستقبلي.
وحدي سأقاتل ..وحدي سأناضل .. وحدي ساحرس مستقبلكم .. وبصدري سأصد أعاديكم .. وبدمي سأسيج أمانيكم … وبصوتي سأصدح بأغانيكم .
وسيستمر طوفاني حتى النصر أو الشهادة .
ويرحلون ونبقى