التعليم المتمركز حول الطالب …محمود ابراهيم سعد

لقد أصبحنا نعيش جميعا في مجتمع سريع التغير والتطور بصورة ملحوظة، ولا شك أن إعداد الطلاب للعيش في مجتمع سريع التغير والتطور والنمو، يتطلب من المعنيين والمهتمين بالتربية والتعليم أن يساعدوه على التكيف مع هذا المجتمع سريع التغير من خلال إتاحة الفرصة الكاملة أمامه للتعلم، وتدريبه على مواجهة وحل المشكلات التي تواجهه بنفسه..

ويمكننا تحقيق ذلك إذا احترمنا طرائق تفكيره وكشفنا عن طاقاته وإمكاناته الكامنة؛ من خلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب قادرا على التفكير بمختلف أنواعه بما يجعله متعلما منتجا وفعالا وقادرا على الإبداع والابتكار، والتكيف مع بيئته التي يعيش فيها.

ويمكننا القول: إننا نستطيع القيام بذلك من خلال تطبيق استراتيجيات التعلم المتمركز حول الطالب، ذلك النوع من التعليم الذي يجعل الطالب نشطا ومسؤولا عن عملية تعلمه، لا متلقيا لما يعطى ويقدم له من معلومات، ولامخزنا لتلك المعلومات لاسترجاعها في ورقة الاختبار، وبعد ذلك تفقد هذه المعلومات بمجرد الخروج من قاعة الامتحان.

إننا من خلال تطبيق هذا النوع من التعلم نستطيع الوصول لمنتج تعليمي متميز قادر على الابتكار والإبداع والمنافسة في هذا العصر الحديث الذي نعيشه

والتعلم المتمركز حول الطالب هو الأسلوب أو الاستراتيجية التي من خلالها يمكننا تقديم مفتاح للطالب وجعله يبحث عن باقي الأمور أو فتح الباب العلمي له وجعله ينطلق نحو البحث عن المعرفة والمعلومات بنفسه وبإشراف وتوجيه من معلميه، وكذلك هو توجيه الطالب للعمل بمفرده أو مع مجموعة من الطلاب بحيث يكون الطلاب هم من يبحثون عن المعلومات والمعارف وهم من يرصدونها ويقيمونها.

وتكمن فلسفة التعلم المتمركز حول الطالب في كيفية ربط التعليم بواقع واهتمامات واحتياجات الطلاب الفعلية، وكذلك كيفية إحداث التفاعل الإيجابي والمثمر بين الطالب ومجتمعه وبيئته المحيطة، وأيضا كيفية جعل الطالب مركزا للعملية التعليمية داخل حجرات الدراسة وخارجها، وتقديم تعليم يستند إلى قدرات وإمكانات وخصائص نمو الطلاب بصورة علمية سليمة، وفي هذا النوع من التعليم يكون دور المعلم بمثابة الموجه والمرشد والميسر للعملية التعليمية لا المسيطر على الموقف التعليمي وحده، وهنا يجب أن يدير المعلم الموقف التعليمي بطريقة ذكية وديمقراطية، ويدير المناقشات بطريقة سليمة، ويصمم المواقف التعليمية والأنشطة المختلفة بطريقة شائقة ومثيرة للطلاب..

أما عن دور الطالب في هذا الأسلوب من التعلم فنجد دوره يتمثل في كونه مشاركا فعالا ونشطا يقوم بالعديد من الأنشطة التي تتصل بالمادة التعليمية التي يقدمها له المعلمون؛ فالطالب هنا يسأل الأسئلة ويفرض الفروض ويقرأ ويكتب ويناقش ويقوم بإجراء التجارب وغير ذلك من أنشطة ومهام مختلفة..

ويمكننا القول: إننا من خلال تطبيق هذا النوع من التعلم نستطيع الوصول لمنتج تعليمي متميز قادر على الابتكار والإبداع والمنافسة في هذا العصر الحديث الذي نعيشه، والذي دأب الكثيرون على تسميته بعصر العولمة.

مقالات ذات صلة