لا تسرقوا جهد الأمير علي

 

– تيسير محمود العميري

يقولون “الشمس لا تغطى بغربال” وليس غريبا على البعض أن يحاول “ركب الموجة” و”سرقة الإنجاز” ونسب الفضل لغير أهله.
في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك الماضي، توجهت بعثة “النشامى” إلى مدينة البصرة بتوجيهات من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، لمشاركة الأشقاء العراقيين فرحتهم في خوض مباراة ودية “تاريخية” على ملعب جذع النخلة… لم يكن الهدف من تلك المباراة البحث عن نتيجة، بل كان رغبة سمو الأمير علي في الوقوف مع الأشقاء العراقيين لحث الاتحاد الدولي لكرة القدم على رفع العقوبات عن الملاعب العراقية.
إنطلقنا كوفد إعلامي كنت “كاتب هذه السطور أحد أعضائه”.. رحلة متعبة في ظل درجات حرارة عالية سادت في أيام ذلك الشهر الفضيل، ولسان حال الوفد الأردني بدءا من الأمير علي وحتى آخر عضو في الوفد يقول “التعب يهون في سبيل دعم الاشقاء”.
كان مشهدا رائعا واستثنائيا.. الاتحاد الأردني قدم كل ما لديه من إمكانيات إدارية لتنظيم المباراة بالشكل الأمثل، لأنها تقام تحت “عيون الفيفا”، ويراقبها شخص أردني معتمد ومشهود له بالكفاءة العالية “طلال السويلميين”.. تدفق عشرات آلاف من الجماهير العراقية في وقت مبكر لمشاهدة المباراة الودية.. وعلى طول المسافة الفاصلة بين مقر اقامة المنتخب ومكان اقامة المباراة، كان الاشقاء العراقيون يهتفون للأردن ويعبرون عن سعادتهم بوجود المنتخب الأردني بين أهله في العراق.
استقبلت الجماهير العراقية سمو الأمير علي بن الحسين بالهتاف والترحاب بشكل منقطع النظير، وعشرات الزملاء الإعلاميين العراقيين من شتى وسائل الإعلام المحلية والخارجية غطوا الحدث وشكروا الأردن على ما قام به لمساعدة الكرة العراقية، وهذا الأمر لم يكن للمرة الأولى.
في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة أكد سموه أن الهدف من هذه المباراة هو مساعدة الأشقاء في رفع الحظر عن اقامة المباريات على ملاعبهم.. قالها الأمير علي يجب أن تتوحد جهودنا ونحن جاهزون دوما لمساعدة الاشقاء.
حين كان سموه نائبا لرئيس “الفيفا” عن قارة آسيا وضع القضايا العربية نصب عينيه.. لم يقصر في دعم الاشقاء العراقيين والسوريين والفلسطينيين، حيث فتحت الملاعب الأردنية أمام أنديتهم ومنتخباتهم، وخلال جولاته ومشاوراته مع كبار المسؤولين في “الفيفا” وأعضاء الجمعية العمومية، كان الهم الأكبر لسموه مساعدة الاشقاء واعادة الحياة لملاعبهم.
لن يكون في مقدور أي تقرير تلفزيوني أن “يسرق” جهد الأمير علي في هذا الجانب وينسب الفضل لغير أهله.

مقالات ذات صلة