وفاة الكاتب الصحفي فهد الفانك
أوردت صحيفة الرأي الأردنية خبرا عن وفاة كاتبها الصحفي الاقتصادي الدكتور فهد الفانك صباح هذا اليوم .
الفانك هو رئيس مجلس الإدارة سابق في جريدة الراي الأردنية و هو كاتب صحفي مشهور مهتم بالجوانب الاقتصادية ، و له عامود مخصص له في جريدة الراي الأردنية ويعتبر من الكتاب المخضرمين في الأردن .
ولد فهد الفانك في عمان سنة 1934، درس الصفين الاول والثاني الإبتدائي في مدرسة الفتح التي كانت في المعسكر، ثم إنتقل مع الأهل إلى بلدته الأصلية الحصن. وبقي هناك فترة الدراسة الإبتدائية والثانوية
المؤثرات بدأت في مدرسة إربد الثانوية ، وأهمّها حزب البعث الذي إنتسب إليه وعمره 17 سنة وكان ذلك سنة 1951 ، وبطبيعة الحال ترك أثره في طريقة تفكيره ، وقد خدم الفانك في حزب البعث 16 سنة ووصل إلى عضوية القيادة القطرية
المؤثّرات الأخرى هي المطالعة حيث كان فهد الفانك مطالعاً من درجة عالية جداً حيث قرأ كل ما في المكتبات التي تردد عليها ، فقد كان يستعير الكتاب بقرش واحد من مكتبة الهلال في إربد ، بما في ذلك مجلات ‘المقتطف’ و’الهلال’ و’الرسالة’ ، فالمطالعة شكّلت إتجاهاته، والتي حددها حزب البعث في فترة شبابه
كان والده رجل أعمال ، وكان يمتلك مطحنة في المحطة ، ولكنه مرض بالسل وتوفي ، فلم يكن والدة أمياً ، ولكنه لم يحمل شهادات عليا، ولا حتى الثانوية، وخدم في الشرطة
إستطاعت والدته أن تجابه الحياة ، وكانت الظروف صعبة جداً في وقتها مما دفع الفانك على أن لا يكمل دراسته الثانوية ، فقدم إمتحان المترك الأردني مع الصف الأعلى ونجح ، فعُين معلماً في وزارة التربية ، وقد أكمل كل دراسته عن بُعد حيث حصل على التوجيهي المصري في القاهرة ، والبكالوريوس وكل الدراسات العليا عن بُعد.
كانت الحصن بالنسبة لفهد الفانك منطلق الحياة المهنية ، فعندما كان عمره 17 سنة عمل مدرساً في الحصن لأربع سنوات ، وقد كانت المدرسة التي عمل بها الفانك هي الوحيدة في بني عبيد ، والطلاب من أيدون والنعيمة والصريح وكتم والحصن وشطنا وصمد كانوا يعتمدون على هذه المدرسة التي كانت تسمى مدرسة المكتب، وهي تأسيس تركي. حيث أسست في زمن الأتراك بنهاية القرن الثامن عشر.
تم فصل الفانك من الخدمة مرتين لأسباب حزبية ، فذهب الى الخليل ودرس هناك ومنها فصل أيضاً، فتحول إلى معلم بمدرسة خاصة في عمان ، وفي هذه الفترات كان منتسباً إلى كلية التجارة في جامعة عين شمس. وكان يذهب أيام الإمتحانات فقط مع أنه كان مسجلاً طالباً نظامياً
وعندما تخرج ، توظف في البنك العربي سنة 1963 لعام 1966 ثمّ فُصل مرة أخرى بسبب الحزبية ، وسجن لمدة خمس أشهر سنة 1966 . فلم يعيده البنك العربي للخدمة ، لأنه كان قيادياً في الحزب، فعمل بعد ذلك في سابا وشركاهم ست سنوات وإنتهى مفصولاً لأسباب مختلفة هذه المرة ، حيث أن بعض العملاء كانوا يتصلون معه بينما مديره كان يريد أن يكون هو وحده صلة الوصل مع العملاء. بعد ذلك توظف في عالية الخطوط الجوية الملكية الاردنية وكان مديرها المالي لمدة 13 سنة وإنتهى عمله فيها سنة 1985 بالفصل أيضا بعدم تجديد العقد ، وبذلك يكون قد فصل من كل وظيفة. حتى أن منتدى الفكر العربي الذي عمل فيه لوقت جزئي وكان يُعدّ مجلة المنتدى لمدة ثماني سنوات إنهى خدماته بالإستغناء عنه ، إرضاء لمجموعة من أعضاء المنتدى الخليجيين، الذين إعتقدوا أن فهد الفانك هو عراقي الهوى، وبالتالي لن يدخلوا المنتدى طالما أنه موجود فيه ، لذلك استغنوا عن خدماته ، وكانت هذه آخر مرة فصل فيه ا، وتحول إلى العمل الحر في مكتب خاص في تقديم الإستشارات ومكتب محاسبة .
أما رحلته مع الصحافة فقد بدأت عام 1950 حيث كان يكتب مقالاته وينشرها في جريدة الأردن في ذلك الوقت ، ومجلة المهد التي كانت تصدر من بيت لحم ، بعد ذلك كان يكتب من وقت لآخر بشكل غير منتظم فكانت تُنشر له مقالات في الصريح والحوادث وأخبار الأسبوع ، أما في فترة وجوده بعد في سابا وشركاه ، بدأ يرسل مقالاته بإنتظام إلى ‘الدستور’، وشجعه في ذلك الوقت: إبراهيم سكجها الذي إكتشف بأن الفانك يستطيع أن يكتب عاموداً فقدمه للجريدة وخاصة لجمعة حماد ، ثم لقي تشجيعاً بأن يكتب زاوية أسبوعية ، فكتب لبعض الفترة، لأنه كان يكتب في الإقتصاد فقط.
ثم عند إفتتاح ‘الرأي’ كان أمين أبو الشعر هو المكلف بالتأسيس فطلب منه أن يقدم زاوية إقتصادية اسبوعية، وبالفعل حضّر مواداً لعددين أو ثلاثة ، ولكن لأمر ما صار هناك تغييرات فيه فقدم المواد للدستور، فخصصوا له صفحة إقتصادية تظهر كل يوم سبت حيث كان يوم السبت مهماً، لأنه لم يكن يوجد غير جريدتين في البلد، هما الرأي والدستور. والرأي كانت جريدة حكومية بحتة ، أي أن الموظفين يعطلون الجمعة فلا تطبع الجريدة ليوم السبت فلا يبقى غير الدستور، وهي الجريدة الوحيدة في البلد في ذلك اليوم ، وكانت زاويته تأخذ وضعها وخاصة أن الجريدة كانت 8 صفحات. فكانت مقروءة ، وبهذه الفترة بدأ يكتب وأصبح لي زاوية إستمرت حتى خرج إبراهيم سكجها من ‘الدستور’ ليؤسس جريدة ‘الشعب’ فأخذ معه أصدقاءه وفهد الفانك معهم ، وكان لا يريد زاوية أسبوعية فطلب منه زاوية يومية، يعني عموداً، فكانت بداية كتابة العمود بشكله الحالي، ولم تدم الجريدة سوى حوالي سنة، فكان له يومياً عمود إقتصادي، وعندما أغلقت ‘الشعب’ جاء لـ’الرأي’ ومن عام 1975 حتى الآن وهو يكتب يومياً بدون إنقطاع حتى عندما أجريت له عملية قلب مفتوح لم يعطل سوى يومين ، وحتى لو سافر لمدة شهر خارج البلاد كان يسلم المقالات بعدد أيام غيابه فلم يكن هناك إنترنت لإرسال المقالات فالمسافر كان ينقطع، ومن عام 1975 حتى الآن، أي 32 سنة من العمود اليومي في الرأي المنتظم.