حتى تكون قويا كن انسانا اولاً …

 

بيروت – سنـــــا فنيش

في حياة الانسان الفردية نشأة التمايز البشري وفهم لرسالة الحياة واسباب الوجود والفعل الافضل هو قدرتنا على ما نترك للقادم من اسباب ايجابية لوجوده والذي يستمد كينونته الوجودية من وجودنا تلقائيا وهذا ما يعرف بالتوريث الطبيعي . واذا ما اجرينا جولة على عصرنا الحديث نرى انه عصر قائم على الصراع والسيطرة والرغبة الممتلئة بالشهوة لامتلاك البعض للكل وابتلاع القوي للضعيف لذا فالعلم بتطبيقاته الرغبوية يتحول اداةً بيد الشيطان والشيطان يصبح جزءاً من الانسان ومن هنا نري صراع الذات مع الذات فتتجلى صورة النصف من الشر في محاولة الاجهاز على النصف الاخر من الخير … نعم كثيرة هي الشواهد التي تدلنا على ادبيات الحياة بمعناها القيمي، فالحياة هي وعاء التجمع والانسان هو الحياة التي تعطي معنى كينونتنا . الانسان هو الوحيد الذي يولد ومعه ثروة الامكانيات والاحتمالات عن سائر المخلوقات وهذه ميزة خاصة امتاز بها الانسان .وان باقي الموجودات تحيا وتموت بامكانية واحدة لا تملك قوة الخيار والتحول والتغيير، بينما نحن لدينا قوة الانتقال من الشر الى الخير ومن الخطأ الى الصواب ومن الرذيلة الى الفضيلة، ومن الخمول الى النشاط ومن السكون الى الحركة فلدينا قوة الفعل وانجاز الفعل معاً…. نعم ان المنافسة مع الذات بالخيارات الايجابية هو تحقيق للوجود الاولي لاننا اذا عرفنا وجودنا استطعنا عندها ان ننافس وكلما تنافسنا تنفسنا الصعداء وتقدمنا خطوة الى الامام .. فلنعلم ان صرخة الحق وصاحب الحق لا تذهب هباءً، فاذا ذهبت اليوم سنجدها في قادم الايام عاصفة قوية تهز البناء الانساني لتبني حقا جديدا ومتجددا . البحث والتفتيش والتأمل والتبصر يؤدي لامتلاك مفتاح العلم بالشئ، والثقة تؤدي لزيادة اليقين .فالشجاعة هي ان نواجه الخوف والجهل والتخلف .فاذا اسطعنا ان نتجاوز هذا . فإننا حتما نكون قد خرجنا من فجوة الظلام الى كوة النور، وبذلك نبدأ كفاحاً ذاتيا في المقام الاول فاذا انتصرنا على انويتنا نكون قد امتلكنا قدرة هزم كل معوق واعتراض . فالحياة بقيمها مادة وجود حقيقية ، وترفعنا عن متاهاتها خطوة باتجاه الامان البشري لذا اغمض عينيك لبرهة واشعر بما تملك .فمن كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر، فالوقوف احبتي في المقدمة يتطلب حتما فهماً حقيقياًللحياة وادبياتها ، فحياتنا لكي تبقى قوية بعيدة عن الترهل والضعف والانهزام يجب أن نقويها بانساننا القابع فينا، ونبني اسساً انسانية قوية قادرة على تجاوز محطات الضعف . لولا الابواب المغلقة لما كانت اسرار الوجود، فاذا اردت فهمها ادخلها بسلام عبر قرعها، وانشئ الود وافتح بين قلبك وانسانك حوارا طاهرا نظيفا شفافا يكون قادرا على تثبيت وجودك الانساني فالانسان هو مثلت الحقيقة مثل الهواء والماء والتراب، سبحانك ربي..

مقالات ذات صلة