اكتشاف جديد.. مزج دواءين يقلص أورام السرطان

كشفت تجربة أولى مثيرة أن مزيجا من دواءين للسرطان أدى إلى انكماش الأورام ووقف نموها حين فشلت العلاجات الأخرى.

ويضيف المحرر الطبي أليكس ماثيوس كينغ في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية أن هذا المزيج المثير قد يمنح المصابين بمراحل متقدمة في هذا الداء فرصة للعيش بصحة أفضل لفترة أطول.

وأشاد باحثون بريطانيون بالنتائج الواعدة الناتجة عن إعطاء مريض السرطان بالمراحل المتقدمة دواءين كيميائيين؛ هما “فيستوسيرتيب” و”باكليتاكسيل “، الواحد تلو الآخر.

ورغم أن الاختبارات لا تزال في مراحلها المبكرة، التي بدأت بهدف اختبار السلامة وليس مجرد البقاء على قيد الحياة، فقد كشفت التجربة أن أكثر من نصف المريضات المصابات بسرطان المبيض و35% من المصابين بسرطان الرئة شهدوا انكماشا لإصاباتهم بنسبة الثلث على الأقل.

كما وجد الفريق الذي يقوده معهد أبحاث السرطان في لندن ومؤسسة ذا رويال مارسدن التابعة لمؤسسة الصحة الوطنية أن المزيج يوقف نمو الأورام لمعدل 5.8 أشهر.

وأجريت التجربة على 25 امرأة مصابة بسرطان المبيض المصْلي العالي الدرجة و40 مريضا مصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا الحرشفية غير الصغيرة.

ويعاني جميع الخاضعين لهذه الدراسة التي نشرت في دورية علم الأورام “أنالز أوف أونكولوجي” من أمراض سرطانية متقدمة، وبعدما فشل العلاج الشائع مع كل مريض منهم.

وقال البروفيسور أوداي بانيرجي نائب مدير وحدة تطوير الأدوية في معهد أبحاث السرطان وذا رويال مارسدن “لقد جمعنا بين العلاج الكيميائي والدواء المستهدف الذي يحول دون استجابة الخلايا السرطانية للعلاج من أجل البقاء”.

ويضيف “ما رأيناه كان مثيرا للغاية، أكثر من نصف النساء المصابات بسرطان المبيض وأكثر من ثلث مرضى سرطان الرئة شهدوا تقلصا في أورامهم، وهؤلاء هم المرضى الذين استنفدوا جميع الخيارات الأخرى”.

وطور الباحثون تركيبة الدواء بعد ملاحظة أن لدى مقاومة خلايا سرطان المبيض للعلاج الكيميائي مستويات عالية من جزيء يسمى “بي-أس6كي” الذي قد يساعدها على النمو بسرعة.

ويستهدف الدواء فيستوسيرتيب اثنين من البروتينات التي تنشط الجزيء “بي-أس6كي”. ويعتقد العلماء أن الجمع بين هذا الدواء و”باكليتاكسيل” يوقف الخلايا السرطانية عن القدرة على استخدام الجزيء في النمو.

أما الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان البروفيسور بول وركمان فقال إنه “من الرائع أن الدراسة قد منحت العديد من النساء والرجال الخاضعين لها عدة أشهر إضافية ليقضوها مع أحبائهم، بعدما كانوا قد استنفدوا كل خيارات العلاج الأخرى”.

ويضيف وركمان “أنتظر بفارغ الصبر نتائج التجارب الكبيرة لهذه التركيبة الدوائية”.

وتشير الصحيفة إلى أنه تم تجنيد حوالي 140 امرأة مصابة بسرطان المبيض المنتكس للمرحلة الثانية من التجارب، بانتظار النتائج المتوقعة للعام القادم بشأن فاعلية المزيج بالمقارنة مع العلاج الكيميائي وحده.

مقالات ذات صلة