زفير وطني.. أحمد حسن الزعبي

الوجوه رسائل، من لا يقرؤها جيداً..لن يفهم الرسالة..
لا يختلف اثنان ، أن القلق كبير جداً، والارتباك سيد الموقف،أسئلة كثيرة ولا إجابات ، في الأفق شيء ما لا نستطيع قراءته حتى نتعاطى معه ، إعياء عام،وإنهاك حتى بمجرّد التفكير في المستقبل ،تبريرات رسمية غير مقنعة تزيد الطين بلّة تشي بغياب النخب السياسية الحقيقية التي كانت تحمي البلد في وقت سابق ، إشاعة واحدة “تخربط” دولة، و”بسوس” واحدة قد تشعل معارك لا تنتهي ، وروّاد الفتنة جاهزون ،منهم من يرمي “فتّاشة” العشائرية ،منهم من يرمي فتّاشة الإقليمية..والكل يريد النيل من الحصان الذي يحملهم جميعاً “الوطن” بانتقام حاقد لا نعرف أسبابه!.
حان الوقت أن نأخذ زفيراً وطنياً نعيد فيه ترتيب مطالبنا وأولوياتنا، حان الوقت أن نفكر بعقل بارد كيف نحمي الأردن ، من العابثين وأصحاب المشاريع الخفية ،والإغراقات القاتلة لاقتصاد الوطن ، من صنّاع الفوضى ،وقتلة الأوطان وطارئي السياسة الذين لا نعرف جذورا لهم أو امتدادا أو حتى “قرمية” تاريخية!..

**

مئات الرسائل تغرق تطبيق الواتساب كل يوم ، بصور ومقاطع فيديو ،إشارات واضحة نحو الغرق ، انقسام وشتائم ، فوضى ومناكفات ومقالات لكتاب مجهولين تحمل معلومات لا يمكن التأكد من صحتها ، بيانات يومية لا نعرف عدد الموقعين عليها، تحليلات لا ندري مدى جدّيتها، وكرة الحديث تتدحرج،والتطمين والحضور الرسمي غائب، والأصعب من كل هذا شارع غاضب جداً لكنه لا يخرج وهذا مرعب ومريب جداً، فالخروج يعني المطالبة بالإصلاح ،أما الصمت الغاضب ماذا يعني ؟؟بالتأكيد انه ليس انتصاراً أمنيا!! الصمت ، صوت الرعب!…
كثر الطهاة في طنجرة الوطن…ولم أعد اعرف كيف نحميه في رحلة الاختطاف هذه..لا شجعان لا حكماء لا زعامات عشائرية يدلون بدلوهم …الكل ينظرون إليه بعين الخوف والشفقة ، البلل وصل إلى صدورهم ، دون أن يمدّوا أيدهم ليصلحوا الرتق في أسفل السفينة..الا تخافون عليه مثلنا نحن البسطاء..الا تشعرون بوخز الضمير وعاطفة الأب تجاهه..يا نخب يا زعامات يا أبناء الدولة قبل أن تكونوا أصحاب دولة!!..

الخلاصة نريد سلامة الأردن،الأردن فقط الذي يعنينا في هذه المرحلة،وفي كل مرحلة.. ولنؤجل خلافاتنا ومناكفاتنا وتوجهاتنا لما بعد النجاة…ومن النفاق والجبن والمؤامرة أن نقول أننا على ما يرام أو على نصف ما يرام أو على عُشر ما يرام ..نحن الآن في مرحلة “ترنّح” حقيقي،وتشتت وضياع سياسي ..والمطلوب من حكماء الأردن من سادة النجب والنخب أن يتّحدوا ويتحدَّوا ويقفوا إلى جانب وطنهم ، يقولوا كلمتهم في المتغيّرات و الإصلاح كي لا نندم عندما لا ينفع الندم..لمن تدّخرون نصيحتكم ورجولتكم إذا ضاع الوطن أو تشوّه وجهه لا سمح الله!..

الوقت جدّاً قصير لو تعرفون!!..

مقالات ذات صلة