القاهرة : الخبراء في “صالون الإعلام” يؤكدون: لا تنمية حقيقية دون إعلام واعٍ… والأسرة خط الأمان للمجتمع والدولة

حرير – نظم “صالون الإعلام” بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ندوة فكرية موسعة بعنوان «الإعلام والدراما… ورسالة بناء الأسرة المصرية»، لفتح نقاش وطني عميق حول الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام والدراما في حماية الهوية المصرية وترسيخ القيم الأخلاقية داخل المجتمع، خاصة في ظل ما يشهده المشهد الإعلامي من تحولات متسارعة، وتحديات غير مسبوقة تواجه الأسرة المصرية، وذلك في مشهد ثقافي وفكري يعكس تلاقي الكلمة مع الصورة، والفن مع الوعي.
شارك في الندوة نخبة من الرموز والشخصيات العامة من بينهم: محمد عشوب الماكيير والمنتج الكبير، الفنان سامح يسري سفير الفنون والثقافة، الكاتب الصحفي شارل فؤاد المصري، محسن عليوه الكاتب في الشؤون السياسية، أنس الوجود عضو جمعية كتاب ونقاد السينما، الكاتبة رانيا حسن، والإعلامي أيمن عدلي مؤسس صالون الإعلام ورئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، وأدار الندوة الكاتب الصحفي الكبير أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، كما تضمنت الفعاليات فقرة فنية خاصة قدمها المهندس الفنان محمد سامي، عكست رقي الذوق الفني وأهمية الرسالة الهادفة.
وأكد المشاركون خلال الندوة أن الإعلام والدراما لم يعودا مجرد أدوات للترفيه أو نقل الأحداث، بل أصبحا قوة ناعمة فاعلة في تشكيل وعي المجتمعات، وصناعة اتجاهات الرأي، وبناء منظومة القيم والسلوكيات، محذرين من خطورة المحتوى غير المنضبط، وما يحمله من تأثيرات سلبية على الأسرة والطفولة والشباب.
وشدد الحاضرون على أن الأسرة المصرية تمثل خط الأمان الحقيقي للدولة والمجتمع، وأن أي خلل في منظومة القيم داخل البيت ينعكس مباشرة على الأمن المجتمعي والاستقرار الوطني، مطالبين بضرورة عودة الدراما إلى دورها التنويري والتربوي، بعيدًا عن الإسفاف أو العنف أو تشويه صورة المجتمع.
وفي كلمته الافتتاحية قال الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ومدير الندوة إن هذه الندوة تعكس إدراكًا حقيقيًا لخطورة المرحلة، موضحًا أن الإعلام والدراما لم يعودا مجرد أدوات ترفيه، بل أصبحا عنصرين حاسمين في معركة الوعي وبناء الإنسان، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه الأسرة المصرية اليوم ليست اقتصادية فقط، وإنما فكرية وثقافية وسلوكية في المقام الأول.
وأضاف أن الدولة تبذل جهودًا ضخمة في مسار التنمية الشاملة، لكن هذه الجهود لن تكتمل دون إعلام واعٍ ودراما مسؤولة تعي حجم دورها في حماية القيم، وترسيخ الانتماء، وتحصين عقول النشء والشباب من الفكر الهدام، مؤكدًا أن ما يُقدَّم على الشاشة يصنع اتجاهات وسلوكيات، وقد يهدم في دقائق ما يُبنى في سنوات إذا غابت الرسالة.
وأشار إلى أننا امام نموذج لما تقدمه الشركة المتحدة من دراما هادفة تحمل رسالة الدولة والتنوير والتوعية وعلينا دعم هذه التجربة ومساندة نجاحها.
وأضاف خلال تعقيبه في الندوة: أن مثل هذه الندوات تمثل مساحة ضرورية للحوار الجاد بين صُنّاع الوعي وصُنّاع الفن وصُنّاع القرار، للوصول إلى تصور وطني متكامل يعيد للإعلام والدراما دورهما الحقيقي في خدمة المجتمع وبناء الأسرة المصرية على أسس من القيم والوعي والمسؤولية.
من جانبه، أكد الإعلامي أيمن عدلي أن رسالة صالون الإعلام تنطلق من إيمان وطني راسخ بأن الوعي هو الدرع الحقيقي لحماية الدولة المصرية، قائلاً إن الإعلام الواعي هو شريك أساسي في التنمية، ولا تنمية حقيقية دون بناء الإنسان أولًا فكريًا وثقافيًا وسلوكيًا، مشيرًا إلى أن الصالون سيواصل فتح الملفات المجتمعية الجريئة التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
بدوره، شدد الفنان سامح يسري على أن الدراما المصرية تمتلك تاريخًا عظيمًا في تشكيل وجدان الشعب، وكانت دائمًا انعكاسًا لنبض الشارع وهموم الناس، مطالبًا بضرورة استعادة الرسالة الأخلاقية للدراما، وتقديم نماذج إيجابية تُحتذى بها داخل المجتمع، بدلًا من ترسيخ صور سلبية تهدد استقرار الأسرة.
وتحدث الأستاذ محمد عشوب عن مسؤولية صُنّاع العمل الفني في تقديم محتوى يحترم عقل المشاهد، مؤكدًا أن الصورة التي تُقدَّم على الشاشة تصنع وعي أجيال كاملة، وأن الصناعة الفنية مطالبة اليوم بمراجعة أدواتها ورسائلها بما يتوافق مع متطلبات المرحلة.
وأشار الكاتب الصحفي شارل فؤاد المصري إلى أن التكامل بين الإعلام والصحافة والدراما أصبح ضرورة، وليس رفاهية، لمواجهة سيل المحتوى الموجه، بينما تناول محسن عليوه التأثيرات السياسية غير المباشرة للإعلام على الرأي العام، وعلاقته بالأمن القومي والاستقرار المجتمعي.
كما ناقشت أنس الوجود ورانيا حسن دور السينما والكتابة الإبداعية في إعادة تقديم صورة حقيقية ومتوازنة للأسرة المصرية، بعيدًا عن النمطية أو الابتذال، مع التأكيد على أهمية دعم الكتّاب الشباب وأصحاب الفكر الواعي.
وشهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور، الذين أداروا نقاشات مفتوحة حول مستقبل الدراما المصرية، وآليات ضبط المحتوى، ودور المؤسسات الثقافية والإعلامية في مواجهة التحديات الفكرية والسلوكية.
واختُتمت الندوة بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها: ضرورة تكثيف التعاون بين المؤسسات الإعلامية والثقافية، دعم الإنتاج الدرامي الهادف، فتح منصات حوار مستمرة بين صُنّاع الإعلام والمجتمع، واعتبار الأسرة المصرية أولوية قصوى في أي استراتيجية إعلامية وطنية.

.

  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .
  • .

مقالات ذات صلة