عندما نقبل ان يتم خداعنا

حاتم الكسواني

كل ما تقوم به إدارة ترامب يندرج تحت باب خداع العرب … بل فرض الخديعة عليهم دون ان يعترضوا عليها او يتجرأوا على رفضها .

فها هي خطة ترامب للسلام تعطي لإسرائيل فرصة تكييفها على مقاسها وفهمها على هواها … فالخطة ماهي إلا وسيلة لتواصل إسرائيل قصف مناطق مدينة غزة وقتل أطفالها وشيوخها تحت عدة مبررات كتحييد مخرب او إقتراب من الخط الأصفر ، او ضربة وقائية  ، في الوقت الذي تُصرُ فيه إسرائيل على عدم الإنتقال للمرحلة الثانية من الإتفاق قبل تسلم جثتي الإسرائيليين اللتين ما زالتا قيد البحث عنهما داخل مناطق القطاع .

ويشير محللون بأن مهمة القوات الدولية المشار إليها بقوات السلام التي ستدخل غزة ستكون مهمتها مواجهة حماس لنزع سلاحها ولن تكون قوة لحفظ أمن الفلسطينين

ووفقا للقرار الأمريكي القاضي بتصنيف حركة الإخوان المسلمين كحركة إرهابية فإننا نجزم بأن الامريكان سيقسمون ألمجتمع الفلسطيني بل سيفتتونه إربا .. إربا .. أكثر من ثلاث مناطق أعلن عنها وفق خطة ترامب للسلام المقرة من مجلس الأمن الدولي ،  وقد بدأنا نسمع بشكل رسمي بأن المناطق التي سيعاد بها الإعمار هي تلك التي ستكون تحت سيطرة قوات السلام الدولية وإسرائيل ولن تخصص لمؤيدي حماس  بل ان منطقة تواجد قوات حماس ستعتبر منطقة فلسطينية لا يتم فيها إعادة الإعمار

كل ذلك لتنفيذ خطة تدمير بنى المجتمع الوطني الفلسطيني في غزة والضفة وحتى الداخل الفلسطيني فنتنياهو بدأ بعد  السابع من أكتوبر بخطته السانحة التي يعرف إنه إن لم يستغلها فلن يتمكن من ذلك بعدها…  ولن يتمكن بإذن الله وصلابة صمود الشعب الفلسطيني ..

ومما يتسرب حول خطة السلام المزعومة بأنها ممكن أن تستعين بمرتزقة من داخل غزة كقوات مليشيا ياسر ابوشباب. ومليشيا حسام الأسطل والإستعانة بأية قوات مليشاوية دولية كحركة بلاك ووتر التي عملت في العراق مثلا … ناهيك عن تأسيس أكثر من قاعدة أمريكية عسكرية تخدم أهداف إخضاع الفلسطينيين للرقاية الأمريكية وتسهل خطط تهجيرهم  حيث سيتم تأسيس قاعدة مركزية كبرى في سيناء وأخرى على حدود غزة مع إسرائيل وفي أكثر من مكان يحيط بغزة .

فأي خطة للسلام التي قبلنا  بها …  واي سلام هذا الذي يهدف إلى سحب سلاح القوى المقاومة في المنطقة .. أي سلام هذا الذي لا يعلن عن أي  أفق سياسي يمنح الأمل للفلسطينيين بحق الدولة وتقرير المصير بشكل واضح وصريح وجدي .. اي سلام هذا الذي يجرد قوى سياسية وطنية من هويتها ويسبغ عليها سمة الإرهاب سواء إتفقنا معها او إختلفنا ،  فذلك أمرٌ  سيوتر ساحاتنا السياسية ويخلق محركات  للعنف عند محاولة تفكيكها  او مواجهتها في مناطقها العشائرية .

نعرف حم الضغوط التي جعلتنا نقبل قرار مجلس الأمن الذي أقر خطة ترامب للسلام ولكننا يجب أن لاتذهب معه كقدر ينزل علينا ولا راد له … بل يجب علينا  أن نتعامل مع تداعياته وفق أسس ثوابت الأمن والإستقرار  الوطني .

فقد ثبت بأن كل الأفعال والقرارات التي تقف خلفها أمريكا تخدعنا وتأخذنا إليها خطوة خطوة .. وتجرعنا سمها  جرعة جرعة لأننا لا نقول لا في الوقت المناسب ،  ولاننا نقبل بمحض إرادتنا  أن يتم خداعنا .

مقالات ذات صلة