
كيف ترد حماس.. نتنياهو في الانتظار
فهد الخيطان
حرير- كان صعبا على نتنياهو أن يقول لا لخطة ترامب. إدارة الرئيس الأميركي مارست أقصى الضغوط عليه. دول العالم اجتمعت على تأييدها. الرفض كان سيزيد من عزلته، ويقوض قدرات إسرائيل في المنطقة، بعد ما حققته من نجاحات على مختلف الجبهات.
ضمنت الخطة لحكومة نتنياهو شروط إنهاء الحرب، لكنها جردته من تقرير مصير القطاع في اليوم التالي. وليس سهلا على نتنياهو أيضا أن يقول نعم كبيرة لترامب. يخشى تبعات الموافقة على ائتلافه الحكومي، وتحالفه مع الإرهابيين سموتريتس وبن غفير.
يعلم في قرارة نفسه، أن اليوم الأول لوقف الحرب، هو بداية النهاية لعهده السياسي. استمرار الحرب، بدون أهداف كان يمثل لنتنياهو أكسير الحياة ليبقى في السلطة. الانتخابات المبكرة، تعني فقدان الأغلبية، ومن بعدها سيواجه مصيره؛ سجينا بتهم الفساد في الداخل، ومطلوبا للعدالة الدولية بجرائم الإبادة.
قبول نتنياهو للخطة، لا يعني موافقة الحكومة الإسرائيلية عليها. الأمر يتطلب مفاوضات حول التفاصيل، والخطة بطبيعتها تحتاج لملاحق لشرحها وتطبيقها. وفي كل نقطة من نقاطها، ألغام وأفخاخ يمكن لثعلب مثل نتنياهو أن يستغلها ليعود من جديد إلى الوراء، ويحاول فرض خطته في الاحتلال الدائم للقطاع وتهجير أهله، وإعادة استيطانه.
حركة حماس في وضع لا يقل حرجا من وضع نتنياهو. الموافقة على الخطة كما وردت، من الوسطاء، يعني الإقرار بالهزيمة، وأكثر من ذلك الخروج من المشهد السياسي الفلسطيني لسنوات، قبل أن تعود بهيئة جديدة ومقاربات مختلفة.
الرفض من طرف حماس مكلف جدا. غزة لم تعد تحتمل مزيدا من الموت والجوع والدمار. صار من حق سكان غزة بعد عامين من الإبادة والتدمير أن يحظوا بالراحة لتأمل حالهم والخروج من الكارثة. لقد دفعوا ثمن الطوفان من دمائهم وحياتهم، وغرقوا بطوفان من الدمار والخراب المديد.
الوسطاء الذين تحملوا ما تحملوه من أجل وقف هذه الحرب، خاصة دولة قطر، لن يكون من السهل على قيادة حماس، أن ترفض خطة وافقوا عليها، وشاركوا في صياغة بعض بنودها، وعملوا قدر ما استطاعوا مع أشقاء عرب ودول إسلامية لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، في مرحلة شديدة الصعوبة والتعقيد.
تركيا كانت من أكثر الدول الإسلامية دعما واحتضانا لحماس، دعمت الخطة بكل قوة. ولتأكيد رغبتها في موافقة حماس عليها، وتطمينا لها، انضمت لفريق الوساطة المصري القطري، لتلقي بكل ثقلها، سعيا وراء موافقة حماس.
التقارير الإعلامية التي تنقل عن مصادر من داخل الحركة، تفيد بأن قيادة حماس لن ترفض الخطة بالمطلق، وإنما تذهب لقبولها واقتراح بعض التعديلات، وطلب بعض الإيضاحات.
ترامب، يعد الخطة نصرا وإنجازا كبيرا نال عليه ثناء العالم، ويستحق عليه جائزة نوبل، وهو لا يبدو مستعدا لمنح الطرفين وقتا طويلا للمناورة، تحسبا من أن تفقد خطته الزخم، وتنتهي إلى ما انتهت إليه مبادرات أميركية سابقة.
وكما فعل من قبل عندما وافقت حماس متأخرة على مبادرة ويتكوف، فمنح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال مدينة غزة، ينوي أن يطلق يد إسرائيل لتواصل هوايتها في إبادة غزة.
وعلى الجانب الأخر، سيكون من الصعب على حماس أن تجد من يعمل معها من الوسطاء إن هي تحدت إرادة الاجماع القائم على خطة ترامب.
نتنياهو ينتظر بفارغ الصبر موقف حماس عسى أن تعطي الفرصة للتحلل من التزامه أمام ترامب.