إثيوبيا تدشن سد النهضة لتحقيق حلم توليد الكهرباء… ومصر تعتبره “كابوساً”

حرير- تفتتح أثيوبيا رسمياً، اليوم الثلاثاء، سد النهضة وهو أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وهو مشروع سيوفر الطاقة لملايين الإثيوبيين بينما يفاقم الخلاف مع مصر، وهي إحدى دولتي المصب، الأمر الذي أثار قلق المنطقة. وترى إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في القارة الأفريقية من حيث عدد السكان إذ يبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة، أن سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي تبلغ تكلفته خمسة مليارات دولار والمشيد على أحد روافد نهر النيل، أساسي لطموحاتها في التنمية الاقتصادية.

وبدأ بناء السد في عام 2011، ومن المفترض أن يرتفع توليد الطاقة في نهاية المطاف إلى 5150 ميغاواطا من 750 ميغاواطا ينتجها توربينان يعملان بالفعل. وقال رئيس الوزراء أبي أحمد إنّ إثيوبيا ستستخدم الطاقة لتحسين وصول الكهرباء إلى المواطنين مع تصدير الفائض إلى المنطقة.

تفجير السد

مع ذلك، تراقب دولتا المصب تقدم المشروع بتخوف شديد. فمصر، التي بنت السد العالي في أسوان على النيل في ستينيات القرن الماضي، تخشى أن يؤدي سد النهضة إلى تقليص إمدادات المياه خلال فترات الجفاف، ويؤدي إلى بناء سدود أخرى في أعلى النهر. وعارضت مصر السد بشدة منذ البداية، قائلة إنه ينتهك معاهدات المياه التي تعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني ويشكّل تهديداً لوجودها.

وتعتمد مصر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 110 ملايين نسمة، على نهر النيل للحصول على نحو 90 إلى 97% من احتياجاتها من المياه العذبة. وقال تميم خلاف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية لوكالة رويترز، أمس الاثنين، إنّ القاهرة ستواصل مراقبة التطورات على النيل الأزرق عن كثب وممارسة حقها في اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة للدفاع عن مصالح الشعب المصري وحمايتها. وبحسب وزارة الموارد المائية والري المصرية، فإن موارد مصر المائية تقدر بحوالى 56,6 مليار متر مكعب سنوياً، في حين تبلغ احتياجاتها المائية حوالى 114 مليار متر مكعب سنوياً.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أغسطس/ آب الماضي، أنّ “من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن تهديد أمنها المائي فهو مخطئ” مؤكداً “سنتخذ التدابير المكفولة كافة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية”. وقامت السلطات المصرية أخيراً بالتقارب مع الدولتين المحاذيتين لإثيوبيا، إريتريا التي شهدت علاقاتها أخيراً توتراً مع أديس أبابا، والصومال.

وانضم السودان إلى دعوات مصر لإبرام اتفاقات ملزمة قانونيا بشأن ملء السد وتشغيله، لكن السودان قد يستفيد أيضا ًمن تحسين إدارة الفيضانات والحصول على الطاقة الرخيصة. وتلقى موقف القاهرة دعماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، إذ قال إن الوضع خطير وإن القاهرة قد يصل بها الأمر إلى “تفجير هذا السد”، لكن إدارته فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن المشروع، الذي لم تسفر سنوات من المحادثات عن أي اتفاق بشأنه.

أديس أبابا: سد النهضة ليس تهديداً

من جانبها، تصر إثيوبيا على أن المشروع حق سيادي، ومضت قدماً في تنفيذه. وبدأت في عام 2020 في ملء الخزان على مراحل، بينما كانت تقول إن السد لن يلحق ضرراً كبيراً بدولتي المصب. وقال أبي أحمد للبرلمان في يوليو/ تموز الماضي، إنّ “سد النهضة ليس تهديداً، بل فرصة مشتركة… الطاقة والتنمية التي سيولدها السد لن تنهض بإثيوبيا وحدها”.

مقالات ذات صلة