
شكرا .. نساء غزة
محمد عماره العضايله
تأتينا من غزة صور تقشعر لها الأبدان … فها هي امرأة تركض وتحمل احد أولادها الجرحى علها تستطيع مدواة جروحه وتخفيف الأم الحروق في جسده النحيل لكنه فارق الحياة فودعته واعطته لاحد الرجال لدفنه مع الجثث الملقاة أمام بقايا المستشفى وعادت مسرعة لتطمئن على إخوته وتحمل في يدها بقايا خبزة سلمت من قنابل القتل والحريق لتسد بها رمق جوع إخوته…. لكنها تمنت انها لم تعد !! عادت ووجدتهم جثثا متفحمة مع بقايا خيمة العز التي تفضل بها عرب الردة والنفاق بداية حرب الابادة.
الصمت على الكارثة والمذبحة في غزة عار على الجميع كالمشاركة فيها.
سلام عليكن يا نساء غزة وانتن تفرضن المقاومة على الأمة وقلتن لنا نحن الذين لا نملك الا الدعاء ولا حول لنا ولا قوة وعلمتن الدنيا كلها ان قراءة وتلاوة سور القرآن الكريم شيء والعمل به شيء أخر.
وكيف حولتن العقيدة من حبر على الورق إلى دم يجري في العروق.
شكرا أيتها الغزية التي علمتنا كيف يكون الثبات في مواجهة طوفان القتل والجوع…
شكرا لك يا من اعدت لنا صورا أجمل مما عرفنا عن الخنساء وهي تدفن ابناءها وتسأل الله ان يتقبلهم قربانا له.
وكتبت بأسطر من نور كيف تضمد رفيدة العصر الجديد جراح الأطفال والشيوخ والنساء وكتبت بالدم الغالي انك اخت الرجال
وليس إخوة يوسف الذين جاؤا بقميصه وعليه دم كذب وقالوا:
(يا أبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب)
شكرا أيتها الغزية
فقد عرفتنا كيف ترضع المرأة ابناءها حليب الرجولة والكرامة ؟ وكيف يجب أن يكونوا رجالا في غير أوانه ؟
وعلمتهم ان السيوف لا تصقلها الا النار دفاعا عن الأرض والعرض والدين.
فسلام عليك أيتها الغزية المناضلة الصابره
كل البلاد تفرقت وتشرذمت
وعلت على تلك الحدود الكراهيه
القدس تشكو من ضياع مهابة
والناس في حقل المصالح لاهية
كل الحروف من الخريطة غادرت
لم تبق الا غزة فهي الباقية.
فهي الباقية الباقية