التكاتف الشعبى والجبهة الداخلية.. سلاح مصر فى مواجهة الضغوط الخارجية

أيمن عدلي

.تمر الدولة المصرية بمرحلة حساسة تتطلب من الجميع أعلى درجات الوعى واليقظة لمواجهة التحديات التى تهدد أمنها القومى، خاصة فى ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة.. ويأتى فى مقدمة هذه التحديات محاولات الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب فرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية، من بينها خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى والفلسطينى على حد سواء.

مخططات تهدد الأمن القومى المصرى

 

فمنذ عقود، ومصر تؤكد على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية .. غير أن بعض القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تحاول فرض أجندات بديلة، مثل ما سمى بـ«صفقة القرن»، والتى تضمنت تصورات خطيرة من بينها تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وهو ما رفضته القيادة المصرية رفضًا قاطعًا إدراكًا منها لحجم المخاطر التى قد تترتب على مثل هذه المخططات.

إن مصر بحكم موقعها ودورها الإقليمى لا يمكن أن تقبل بأى ترتيبات تمس سيادتها أو أمنها القومي، كما أنها لن تكون طرفًا فى تصفية القضية الفلسطينية على حساب شعبها أو أراضيها.. ومع ذلك فإن هذه الضغوط لم تنته، بل لا تزال هناك أطراف تحاول إعادة طرحها بطرق مختلفة

مستغلة الأوضاع الإقليمية المتوترة والصراعات المستمرة فى المنطقة.

الجبهة الداخلية.. الحصن المنيع ضد أى تهديد

ومن وجهة نظرى فى مواجهة مثل هذه التحديات، يبقى الرهان الحقيقى على وعى الشعب المصرى وتماسك جبهته الداخلية، فالتكاتف الوطنى هو السلاح الأقوى فى التصدى لأى مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد أو إضعاف موقفها السياسى ،ولعل أخطر ما يمكن أن يستغل فى مثل هذه الأزمات هو محاولات بث الفرقة بين المواطنين أو استغلال الأوضاع الاقتصادية لإثارة البلبلة وتشتيت الانتباه عن المخاطر الحقيقية التى تواجهها الدولة.

لذلك.. فإن تعزيز الوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة السياسية، ودعم مؤسسات الدولة فى اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة هذه التهديدات هو أمر ضرورى ،كما يجب أن يكون هناك وعى مجتمعى كامل بأن أمن مصر القومى ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل هو مسؤولية كل مواطن من خلال رفض الشائعات، والتصدى لمحاولات التحريض، والمشاركة الإيجابية فى الحفاظ على استقرار البلاد.

دور الإعلام والمجتمع فى مواجهة التحديات

لا شك أن الإعلام يلعب دورًا رئيسيًا فى توعية المواطنين وكشف الحقائق، خصوصًا فى ظل الحرب الإعلامية التى تستخدمها بعض الأطراف لإعادة طرح هذه المخططات بشكل غير مباشر، وهنا يأتى دور الصحافة والإعلام الوطنى فى توضيح الموقف المصري، وكشف أى محاولات لفرض حلول غير عادلة على حساب الأمن القومى للبلاد.

كما يجب على المجتمع المصرى بكافة أطيافه أن يدرك أن أى تهاون فى مواجهة هذه التهديدات قد يؤدى إلى عواقب وخيمة.. فالتاريخ يثبت أن مصر لم ولن تكون طرفًا فى أى مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، لكنها فى الوقت ذاته لن تسمح بأى تهديد لحدودها أو سيادتها، وهذا ما يجب أن يكون واضحًا للجميع.

ختامًا.. مصر ستظل قوية بوحدتها

إن مواجهة التحديات الأمنية التى تحيط بمصر، وخاصة الضغوط الخارجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على حماية أمنها القومى.. واليوم أكثر من أى وقت مضى، يجب أن يدرك الجميع أن التكاتف الشعبى وتماسك الجبهة الداخلية هما الحصن المنيع ضد أى مؤامرات أو مخططات تستهدف البلاد ، فمصر قوية بشعبها، وستظل صامدة فى وجه أى تهديد، مستندة إلى تاريخها العريق وإرادة أبنائها التى لا تنكسر.

– صحيفة الوفد المصرية .

مقالات ذات صلة