قعوار: المجتمع الدولي عليه تحمل مسؤولياته تجاه الأردن كبلد مستضيف للاجئين

حرير _ شاركت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة ماري قعوار  في أعمال مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة في بروكسل خلال الفترة 13- 14 آذار الجاري برئاسة مشتركة ما بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وترأس المؤتمر الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي  فيدريكا موغيريني ومساعد الامين العام للشؤون الانسانية ومنسق المساعدات الطارئة لدى الامم المتحدة مارك لووكوك والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

وهدف المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من ممثلي الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ووفود من دول ومنظمات إقليمية والمؤسسات المالية الدولية ووكالات الأمم المتحدة بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني العاملة في سوريا ودول الجوار ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسن إلى البحث في عدد من القضايا السياسية والتمويلية بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية في الداخل السوري.

 

وتأتي مشاركة وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في هذا اللقاء الهام بهدف اطلاع المجتمع الدولي على التحديات التي تواجه الأردن وخاصة الناجمة عَنْ الأزمة السورية والإجراءات المتخذة للتخفيف من هذه الأعباء والتعامل معها كواقع وحث المجتمع الدولي الاستمرار بتحمل مسؤولياته تجاه الأردن كمستضيف للاجئين، ومواصلة توفير التمويل اللازم والكافي ليتمكن الأردن من الاستمرار بالقيام بواجبه الإنساني لا سيما وأن الأزمة ما زالت تلقي بظلالها على الأردن.

وتحدثت  وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في جلسة مخصصة للبحث في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة عن الاجراءات لتحسين بيئة الأعمال وزيادة النمو الاقتصادي والدروس المستفادة في ظل تبعات الازمة السورية المستمرة حيث بينت انه وبرغم الحديث عن العودة الطوعية للسوريين الى بلدهم والتي ما زالت محدودة يستمر الأردن بتنفيذ اجراءات لتسهيل بيئة الاعمال واتخاذ اصلاحات جريئة تساعد على النمو وخلق فرص التشغيل للحد من البطالة في المملكة.

كما استعرض المشاركون في الجلسة التحديات التي تواجه اقتصادات الدول المستضيفة للاجئين والتأكيد على أهمية دعم الاجراءات التي اتخذتها الدول لزيادة فرص التشغيل وتعزيز دور القطاع الخاص كمولد لفرص التشغيل والتغلب على العقبات والتحديات التي تواجه الشباب والمرأة وخاصة ارتفاع معدلات البطالة الى جانب التركيز والتأكيد على اهمية المهارات الفنية ومهارات تطوير الاعمال والريادة كعناصر هامة لغايات إيجاد فرص العمل تنسجم مع متطلبات سوق العمل.

وأشاد المشاركون  بالخطوات والاجراءات التي قام بها الاردن للتعامل مع الأزمة السورية بما في ذلك توفير الادوات المساعدة لإيجاد فرص التشغيل وخاصة من خلال مراكز التوظيف للأردنيين والسوريين حيث حظيت المرأة المستفيدة من الفرص التي وفرتها هذه المراكز بنسبة هامة بلغت 35 بالمئة.

كما تضمن المؤتمر عدد من الجلسات المتعلقة بدول الجوار المستضيفة للاجئين السوريين وأهم ما تقدمه هذه الدول من خدمات ودعم للاجئين السوريين، والسبل الفضلى الكفيلة بضمان كفاءة توزيع المساعدات وفاعلياتها  والإنجازات والتحديات التي تواجه تقديم المساعدات، وكذلك تجديد التعهدات والالتزامات الدولية لدعم الدول المستضيفة وتوفير الدعم داخل سوريا.

ويتميز مؤتمر هذا العام بتركيزه على المرأة اللاجئة والمتأثرة من النزاعات والتحديات التي تواجهها وسبل تمكينها وتعزيز دورها بالنظر إلى الدور المحوري لها في المجتمع، حيث شاركت مجموعة من الشخصيات  النسائية الرائدة في العمل الإنساني والمجتمع المدني مع شخصيات سياسية ودولية ستوفر منصة لسماع وجهة نظر النساء فيما يتعلق بمستقبلهن.

ويعد المؤتمر بمثابة التزام من جانب المجتمع الدولي بحشد وتوفير الدعم للشعب السوري في مواجهة المحنة التي نجمت عن الأزمة في سوريا وكذلك دعم الدول المستضيفة للاجئين المجاورة لسوريا، وتأكيد على مواصلة الاتحاد الأوروبي من خلال (عملية بروكسل) بتوفير الدعم الانساني والسياسي والمساندة إلى حين التوصل إلى حل سياسي تفاوضي يشمل جميع السوريين.

كما تم التطرق خلال الجلسات الحوارية إلى الخصائص الديموغرافية الاقتصادية والاجتماعية للاجئين السوريين في الأردن وتسليط الضوء على السياسات التي اتخذتها الحكومة لضمان حصول اللاجئين السوريين على الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وحماية اجتماعية بما يَصْب في دعم جهود المجتمع الدولي نحو حماية الأجيال من الضياع وبما يضمن تأهيلهم لبناء مستقبلهم ومستقبل بلدهم.

كما تم اطلاعهم كذلك على خطة الاستجابة الاردنية للازمة السورية للعام ٢٠١٩ وما تتضمنه من متطلبات مالية عاجلة لكل من اللاجئين والمجتمعات المستضيفة ودعم الخزينة الأمر الذي يستدعي تدخل المجتمع الدولي لدعم الاْردن ومساندته في ظل الظروف الحالية.

وعقدت الوزيرة قعوار على هامش المؤتمر عدد من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من كبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر كمسؤولي الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم مفوض سياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسع الأوروبي السيد يوهانس هان، ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات السيد كريستوس ستيليانيديس، والسيد بيار موسكوفيسي، المفوض الأوروبي المعني بالشؤون الاقتصادية والمالية. وجرى خلال هذه القاءات بحث سبل تعزيز علاقات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي.

كما التقت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي  السيد مارك لووكوك مساعد الامين العام للشؤون الانسانية ومنسق المساعدات الطارئة لدى الامم المتحدة وكذلك نائب مدير مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الأميركية السيد ريتشارد أولبرايت، ونائب مساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيد روب جنكينز والسيد مارتن جاغار وزير الدولة من الوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، والسيدة ماريان هاغن الوزيرة المعنية بالشؤون الخارجية في النرويج لبحث سبل ومجالات التعاون معهم بما في ذلك دعم الاْردن في مواجهة الظروف الاقتصادية.

وتم وضع المسؤولين بصورة النتائج التي تمخضت عن مؤتمر مبادرة لندن الذي عقد تحت عنوان الأردن: الأردن: ازدهار وفرص فرص وازدهار حول الأردن الذي استضافته الحكومة البريطانية وهدف إلى البحث في آليات مساعدة الأردن في جهوده لرفع معدلات النمو الاقتصادية وإيجاد فرص التشغيل للأردنيين خاصة في ظل تنفيذ الأردن للإصلاحات الاقتصادية والمالية والهيكلية والتي تعتبر محفزة للنمو وللبيئة الملائمة للاستثمار من خلال عرض الفرص الاقتصادية والاستثمارية في القطاعات الهامة المحركة للنمو الاقتصادي وكذلك عرض الاحتياجات التمويلية الملحة وجهود المحافظة على استقرار حجم الدين حيث ناشدت المسؤولين بأهمية دعم الأردن من خلال توفير المنح والتمويل الميسر لتغطية هذه الاحتياجات.

وأجمع المسؤولون على اهتمامهم وتأكيدهم عل  دعم الاردن نظرا للأعباء الكبيرة التي تحملها في ظل مواصلة استضافته اللاجئين والحاجة المستمرة لمساندته للمحافظة على استقراره ومنعته.

كما قدمت الوزيرة قعوار الشكر للمسؤولين الذين تم الالتقاء بهم على ما قدمته دولهم من مساعدات مالية وفنية ودعم الموازنة للأردن ساهمت في تنفيذ البرامج الإصلاحية والتنموية للأردن ودعم تنفيذ برامج ومشاريع في قطاعات حيوية هامة وكذلك توفير منح للدعم القطاعي من خلال الموازنة العامة، والمساهمة في تمكين الأردن من تحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين ولتلبية احتياجات المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين وحسب خطة الاستجابة الأردنية

وفي الجلسة الوزارية لمؤتمر بروكسل الثالث للعام 2019 قامت الجهات المانحة والتمويلية بالإعلان عن تعهداتها لدعم سوريا والدول المستضيفة للاجئين، حيث بلغت التعهدات من الجهات والدول المانحة التي تم التأكيد عليها من قبل المجتمع الدولي في مؤتمر بروكسل الثالث مبلغ 7 مليار دولار أمريكي للعام 2019  وتعهدات بتوفير مساعدات لدعم سوريا والدول المستضيفة للاجئين  بقيمة 2.4 مليار دولار للعام 2020  وما بعد. علما بان الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء تعهدت بتقديم مساعدات بمبلغ 6.79 مليار يورو  للعامين المذكورين وما بعد من إجمالي هذه التعهدات. كما تعهدت الجهات المانحة ومؤسسات التمويل الدولية للعام 2019 وما بعد بتوفير مساعدات على شكل قروض بشروط ميسرة بقيمة 20.7 مليار دولار.

ومن الجدير بالذكر بأن التعهدات ضمن مؤتمر بروكسل الثاني الذي عقد العام الماضي 2018 كانت على النحو التالي: لعام 2018 بلغت  4.4 مليار دولار، ومبلغ 3.5 مليار دولار للعامين 2019-2020 الى جانب تعهدات بتوفير قروض ميسرة بقيمة 21.2 مليار دولار من الجهات المانحة ومؤسسات التمويل الدولية للفترة  الكلية 2018-2020.

مقالات ذات صلة