هنا باقون يا سيادة الرئيس

محمد عمارة العضايلة

رغم الجوع والدمار وكل مشاهد الابادة التي باتت درسا للعالم وخطابات لمن لا يملكون ضميرا الا ان اهل غزة كتبوا على بقايا الجدران :
“هنا باقون مابقي الزعتر والزيتون”
نعلم جميعا على سطح الأرض انك تقود اكبر واقوى دولة في الدنيا ونعلم انه لديكم قواعد لطائراتكم في كل مكان هذه التي تحمل الموت والخراب ونعلم انك لست دبلوماسيا في حديثك وتلعب وتتحدث عالمكشوف فهذه لغة التجار وعلمنا انك لاتقرأ التاريخ ولا الادب فالفلسطينيون يا سيادة الرئيس كتبوا منذ زمن بعيد رؤيتهم للحياة وتشبثهم في أرضهم التي رووها بدمائهم الزكية لتنبت شجرة العزة والكرامة .
سيدي الرئيس
الفسطينيون كتبوا الرد على تهجيرهم منذ زمن فهذا
توفيق زياد يقول:
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي عيونكم زوبعةمن نار
نجوع ، نعرى، نتحدى
باقون …كالجدار
ونأكل التراب ان جعنا
ولا نرحل ولانرحل
وبالدم الزاكي لانبخل
هنا لنا ماض…وحاضر
ومستقبل.

نعم في وطنهم سيادة الرئيس تغربوا وابدتم ما استطعتم وهجرتموهم داخل وطنهم لكنهم
مشوا طويلا حاملين أمالهم واحلامهم وعزيمتهم على البقاء.
واثبتوا للعالم انهم أهل الارض ولا مساومة عليها
عادوا إلى ديارهم المدمرة لكنهم قطعوا على أنفسهم عهدا ان يبنوا حياتهم من جديد بعزم وصلابة لا تلين مرددين:
ثبت فؤادك في التراب
فأنت باق هنا
فالارض أرضك يافتى.
وهذا سيادة الرئيس شاعرهم الاخر محمود درويش يؤكد دستورهم ويقول :
انا باقون في ارضنا
لا لن تهون
انا باقون مابقي الزعتر والزيتون
انا باقون مابقيت
أيات الاسراء
وما بقي اللوح المكنون.

وهذا يا سيادة الرئيس
سميح القاسم يقول:
ياعدو الشمس ..لكن
لن اساوم
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا
كابوس رعب
يا عدو الشمس..لكن
لن اساوم
وإلى اخر نبض في
عروقي سأقاوم
سأقاوم
سيادة الرئيس
اطلب منا اي شيء إلا
تهجير أهل غزة فهم يرفضون الخيام خارج
غزة.
يرفضون الهواء خارج
غزة.
حتى الشطة الحارة يا سيادة الرئيس ليست لذيذة خارج غزة.
انهم يا سيادة الرئيس وقد خبرتهم رغم تكالبكم والغرب المستعمر على غزة وما فعلتموه فيها انهم رجال من خارج الكون فلا احد يشبههم في الرجولة والفداء انهم جيل لا يغفر الأخطاء لا يسامح …جيل لا يخاف الموت فهم باقون ومتشبثون في أرضهم كجذور تينها وزيتونها

مقالات ذات صلة